رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عجوز في رحلة البحث عن «ونس»: «نفسي أودع العزوبية»

صوره من الحدث
صوره من الحدث

«يا خلي القلب يا حبيبي، لو في قلبك قد قلبي حب يا حبيبي.. لو بتكوي النار نهارك، لو بتسهر زي ليلي، لو صحيح بتحب، كنا نحضن حبنا ونبعد بعيد عن عيون الدنيا عن كل العيون».. كلمات انطلقت من مذياع قديم بصوت العندليب الأسمر، وضعه بالقرب من أذنيه حتى يستمع جيدًا لأغانيه المفضلة، يقضي أيامه وحيدًا مازال يبحث عن نصفه الآخر رغم تخطيه الـ 68 عامًا، يؤمن أن الحياة تستحق أن نعيشها حتى نلفظ أنفاسنا الأخيرة.
يعيش «موسى حلمي موسى» في درب «الفرن» بمنطقة السيدة عائشة، ماتت زوجته منذ 14 عاما، بينما تزوج أبناؤه الـ5 وانشغلوا بحياتهم، لم يتبق معه سوى مذياعه القديم وتلفازه اللذان يؤنسان وحدته، يقول: «بنيت بيتا لأبنائي في منشية ناصر، وحين ماتت أمهم أخذوا العفش وتركوا المنزل خالي، قطعوا بيا وطلعوا وحشين معندهمش أصل».
الرجل الستيني يعمل حلاقًا منذ 50 عامًا، لديه محل في منطقة «الحرافيش» يزاول فيه مهنته منذ الـ 11 صباحًا وحتى الـ 10 مساءً، ويضيف: «ساعة أجد زبائن و3 ساعات لا أجد».
يبحث «موسى» عن زوجة مناسبة منذ 5 أعوام لكن الحظ لم يحالفه لمقابلة فتاة أحلامه: «طلبت من دلالة المنطقة أن تبحث عن عروسة مناسبة تخدمني وتنتظرني عندما أعود من العمل، تكون عزباء مثلي ليس معها أولاد، حتى نعيش بمفردنا في راحة، اتمنى أن يكون عمرها 40 عامًا وتجيد الطبخ تريدني لذاتي مش طمعانة في شقايا وتعبي الذي أدخرته في البنك».
حكايات كثيرة عاشها الرجل الستيني منذ أن قرر توديع العزوبية بدأت بامرأة عمرها 55 عامًا، طلبت منه زواج عرفي، بعدما علمت أنه يأخذ معاش ولديه رصيد في البنك: «كانت تريد الزواج مني بأي طريقة كان لديها ابن شحط وتعيش في المقابر، لكني رفضت بسبب وجود ابنها، كما أن أخلاقها كانت سيئة وحاولت إغرائي أكثر من مرة».
أما الأخرى فكانت بائعة مناديل لديها 4 أبناء طلبت منه الزواج لأجل خدمته لكنه رفض، لأنه كان ملزمًا بتغطية مصاريف أبنائها أيضًا: «أعيش مبسوط أشتري الأكل الذي أحبه وأشاهد التلفاز وأسمع الأغاني، هل أترك كل هذا وأعيش مع 4 أبناء وأصرف عليهم».
لم تمر تلك المواقف مرور الكرام، فقد وقع الرجل الستيني في فخ الحب وخُدع من امرأة فلاحة وعدته بالزواج، وحين سألها هل تريد الحياة معه أم لا؟ تركته ورحلت: «قالت لن أتزوجك، اليوم التالي جاء لي شاب بلطجي أراد أن يضربني ويتشاجر معي حتى ابتعد عنها، حتى الآن تمر من أمامي ومازلتُ أحبها».