رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرض الأقدار «4»

مسؤول الإعلام بأفغانستان: 8 ممنوعات تحكم 2400 صحيفة.. و«الأهرام» مدرسة

جريدة الدستور

- الصحافة الأفغانية عمرها 150 عامًا.. و«طالبان» أحرقت المكتبات وحطمت التليفزيون

- دول الجوار الأكثر سطوًا على تراثنا واستطعنا استعادة 3 آلاف قطعة أثرية من سويسرا واليابان

- 8 ممنوعات إعلاميًا.. ووصف «الأهرام» بـ«المدرسة»


أكد «أقا حسين سانجاركى»، المسئول عن الإعلام فى أفعانستان، أن دستور بلاده يكفل حرية الصحافة والتعبير للجميع، شريطة عدم الخوض فى ٨ ملفات، كاشفًا عن أن أفغانستان لديها أكثر من ٢٤٠٠ صحيفة، و١٠٥ محطات تليفزيونية، و٣٠٠ إذاعة.

وأشار إلى أنه رغم هذا العدد الكبير من الوسائل الإعلامية، وكون بلاده دولة إسلامية، إلا أنها لا تمتلك محطة باللغة العربية، مبررًا ذلك بصراعات ٤٠ سنة لم تمكنهم من النهوض، وعاب على الدول الإسلامية عدم دعم أفغانستان، التى يرى أن كل محاولات احتلالها، كانت من أجل السيطرة على المنطقة الآسيوية بالكامل.


■ بداية.. متى بدأ تاريخ الإعلام فى أفغانستان؟
- الإعلام فى أفغانستان عريق، وتاريخه يعود لـ١٥٠ سنة على الأقل، خاصة الحركة الصحفية التى يمكن رصد عمرها فى ٤ مراحل، الأولى كانت قصيرة، والثانية تُسمى «أمان خان»، وكانت عصرًا تطورت فيه الديمقراطية، وتأسست العديد من الصحف منها «شمس الأخبار» و«إرشاد النسوان» للسيدات.
الثالثة كانت فى آخر عهد الملك «ظاهر شاه»، وتطورت فيها الصحافة، ثم واجهت مشكلات فى العصر الطالبانى، حتى بدأت الخطوط العريضة للصحافة الأفغانية تتشكل فى ٢٠٠٣، وأخيرًا المرحلة الرابعة، وهى مرحلة الديمقراطية التى نعيشها، والتى شهدت تعدد وسائل الإعلام فى البلاد.
■ بشكل خاص.. ماذا عن وضع الإعلام فى عهد حركة «طالبان»؟
- كانت هناك صحيفة واحدة وإذاعة واحدة باسم «الشريعة»، لا تذيع أى أغانٍ، كما أن عناصر الحركة حطموا التليفزيونات، لأنهم كانوا يعتبرونها رجسًا من عمل الشيطان، وأحرقوا آلاف الكتب ودمروا المكتبات، وكل هذا معناه انهيار الصحافة والإعلام بالطبع.
■ هل لا تزال الحركة لديها هذا الموقف المتشدد؟
- «طالبان» قتلت كثيرين من المسئولين التابعين لمكتبنا فى بعض الولايات، وقبل ٤ أشهر، هاجموا محطة «شامشات» التليفزيونية الخاصة فى كابول، وقتلوا هناك بعض الناس والصحفيين، وأخذوا مذيعات وذبحوهن، كما نفذوا عملية تفجيرية قبل عامين، قتل فيها ٧ أو ٨ صحفيين.
وبشكل عام، «طالبان» هدفها فقط قتل أى شخص يعمل فى الحكومة، وكل صحفى معرض للخطر، وهناك أماكن خاصة أو عامة، يذهب إليها الصحفيون برفقة الأمن، ويمكنهم الانتقال بين الولايات عن طريق طائرات حربية، أو بترتيب أمنى من وزارة الدفاع، سواءً كانت المحطات حكومية أو خاصة.
■ ماذا عن الرقابة على الصحف والتليفزيون هنا؟
- هناك قانون لوسائل الإعلام فى الدستور الأفغانى، ينص على حرية أى مواطن فى إنشاء محطة تليفزيونية أو صحيفة أو مجلة، مع حرية تناول الموضوعات، ما عدا ٨ مجالات طبقًا لقانون المطبوعات، منها: انتهاك الحياة الشخصية، أو مخالفة الدين الإسلامى، أو التعرض للأشخاص الآخرين، أو نشر الصور عن ضحايا الحرب، لأن هذا يؤثر على الروح المعنوية للشعب، أو إشعال الفتنة الطائفية بالحديث عن الشيعة والمسلمين مثلًا، أو أى مواد تخالف مبادئ القومية والعرقيات.
■ هل متاح للإعلام انتقاد عمل الحكومة؟
- بالتأكيد، وهذا يحدث كل يوم، ووسائل الإعلام المختلفة تنشر أخبارًا تنتقد الدولة وحكومتها، ما دامت الوسيلة لم تخالف نصوص القانون، ونحن لدينا أكثر من ٢٤٠٠ صحيفة فى أفغانستان، و١٠٥ محطات تليفزيونية، و٣٠٠ محطة إذاعية، بالإضافة إلى الدوريات الفصلية.
والإعلام المرئى وغير المرئى، ينقسم إلى نوعين، حكومى وخاص، وهناك ٤ صحف موالية للحكومة، وإذاعات حكومية وطنية، والتليفزيون الوطنى، وهناك إذاعة لمجلسى الشعب والشورى، وإذاعة لوزارة المعارف ووزارات أخرى، وإذاعات خاصة للأشخاص، وإذاعات للأحزاب.
■ ما معايير تنظيم هذا العدد الكبير من الإذاعات؟
- أفغانستان تضم ٣٤ ولاية، وهناك مكاتب لوزارة الإعلام فى كل واحدة منها، ورئيس الدولة مسئول عنها، وفى حالة تلقى أى شكاوى، اللجان الرقابية تحلل المضمون والشكاوى طبقًا للقانون، وهناك ٢٠ اتحادًا مستقلًا للصحفيين، تتعاون مع الوزارات واللجان الرقابية، فضلًا عن لجنة تكون تحت إشراف المعاون الثانى لرئيس الجمهورية لحل المشكلات الإعلامية.
■ ما أبرز المشكلات التى تحدث بين الإعلاميين والدولة؟
- مثل أن يشتكى الصحفيون لحرمانهم من تغطية أحداث ما، لأن هناك أحداثًا لا يستطيع الإعلام فى البداية تغطيتها مثل الانفجارات، فالقوات الأمنية لا تسمح بالتصوير أو دخول مكان الحادث، من أجل حماية أرواح الصحفيين.
بعض الإعلاميين كذلك كانوا يشتكون من رجال الدولة، لعدم إدلائهم بأى معلومات، ولذلك وضعنا قانونًا لحل هذه المشكلة، ينص على وجوب إدلاء المسئولين بالمعلومات لأى صحفى أو وسيلة إعلامية، لديها تصاريح، وفى حال امتنع أى مسئول، يحق للوسيلة الإعلامية تقديم شكوى بذلك.
لكن فى المقابل، ممنوع الإدلاء بأى معلومات تتعلق بالأمن القومى أو تساعد المعارضين فى الخارج للحكومة الأفغانية، أو قد تسبب مشكلات مع الدول الأخرى.
■ أخيرًا.. هل أنت متابع للصحف والإعلام المصرى؟
- بكل تأكيد، تأثرنا كثيرًا بمصر، التى تملك أيديولوجية خاصة، مثل العلوم الشرعية ووجود الأزهر الشريف فيها، الذى نعتبره مرجعية، ولا شك أن جريدة «الأهرام» لها تاريخ طويل على المستوى الدولى، ونحن نحاول الاستفادة من مدرستها، وبرغم أن عدد الصحف كثيرة هنا، لكن مستواها لا يصل إلى مستوى الصحف عندكم، لذلك لا بد من تبادل الخبرات والمعلومات عن طريق التعاون مع أجهزة الإعلام فى مصر، ونتمنى ذلك بالفعل. وبشكل عام نسعى لتطوير العلاقات مع القاهرة خلال الفترة المقبلة.


كيف يجرى تناول القضايا الدولية لديكم؟
- لدينا محاذير قليلة يجب مراعاة العلاقات الدولية فيها، منها عدم إشعال الفتن مع أى دولة أخرى، خاصة أننا نتمتع بعلاقات جيدة مع الدول الأخرى، عدا بعض المشكلات مع الجارة باكستان التى تعتبر قاعدة لحركة «طالبان»، والجميع يعرف ذلك، وفى هذه الحالة تنشر الصحف كل المعلومات، لكن عمومًا، لا يمنع وجود خلافات مع بعض الدول، مثل إيران وأمريكا، من نشر قضاياهم فى وسائل الإعلام.