رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حارسه ثعبان».. حياة العائش مع الذئاب

جريدة الدستور

عاش مع الذئاب والحيات والفئران والخفافيش والغزلان في كهف ناحية سلسلة جبال سييرا مورينا الإسبانية لمدة 12 عامًا، تبنته مجموعة من الذئاب بعد أن تُرك وحيدًا ويتيمًا وهو ما زال في السابعة من عمره، إنه ماركوس رودريغيز بانتوجا البالغ من العمر 72 عامًا.

وفي تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل البريطانية»، حكى المواطن الإسباني العجوز عن أيامه في البرية، وكيف أنه يحن لأيام العيش مع الذئاب؟، قائلًا إن حياته مع المجتمع البشري كانت فاشلة، وأنه يتمنى أن يعود لحياته السابقة بعد أن واجه الإساءة والمهانة والاستغلال من البشر.

ويتذكر ماركوس حنان الحيوانات معه عندما كان راعي ماعز، وكيف علمه الراعي الأكبر منه سنًا أن يعتمد على نفسه؟ وكيف يطهو طعامه ويستخدم النار؟، من خلال اعتماده على أكل التوت والخضروات الجذرية التي تتناولها الحيوانات استطاع أن ينجو من الموت جوعًا، وفي وقت لاحق من حياته تبنته أم ذئبة لاحظت مدى بؤسه وجوعه.

ويحكي التقرير أنه في إحدى المرات وهو يراقب الذئبة، وهي تطعم صغارها حاول ماركوس أن يأخذ قطعة من أكل أطفالها فما كان منها أن صدته بزمجرة، ولكن بعد أن انتهت من إطعام صغارها رمت له بعضًا من الطعام المتبقي، في البداية شك في أنها طريقة لاصطياده وإيذائه فلم يلمسه، بعد ذلك وجدها تدفع الطعام بمنخارها ناحيته، وأضاف: «فأخذته وأكلته، واعتقدت أنها ستعذبني، لكنها أخرجت لسانها وبدأت تلعقني. بعد ذلك، كنت واحدًا من العائلة».

وقال بانتوجا إنه كان لديه ثعبان أيضا يتبعه دائمًا لأنه كان يغذيه من حليب الماعز.

وتابع: «تم العثور على ماركوس، الذي توفيت والدته وهو في الثالثة من عمره وتخلى والده عنه لزواجه من امرأة أخرى، وهو شاب يبلغ من العمر 19 عاما يركض نصف عارٍ وحافي القدمين، لا يستطيع الكلام والتواصل مع البشر إلا عن طريق الشخير وأعيد مرة أخرى إلى الحضارة».

ويحكي المسن الذي يسكن في منزل صغير بارد في رانت، غاليسيا، ويعيش على معاش هزيل بعد حياة صعبة بين البشر: «عندما عثروا علي كانت قدماي مليئة بالتشقاقات والتصلب الجلدي، كنت أغطيهما وقت سقوط الثلوج فقط»، مشيرًا إلى أن العودة إلى الحضارة أكثر التجارب رعبًا في حياته، أولًا إلى دار للأيتام حيث علمته الراهبات أن يمشي بشكل مستقيم ويأكل على طاولة، كان مقيدًا على كرسي متحرك لفترة من الزمن حتى قطعت الطبقة الجلدية السميكة والصلبة من قدميه ثم كانت زيارته الأولى للحلاق وهلعه من موس الحلاقة أن يقطع رقبته.

وحارب ماركوس مع الراهبات حول النوم في السرير، وعندما استأجر غرفته الخاصة كان ينام في البداية على الأرض على كومة من المجلات والبطانيات.

وحاول ماركوس بعد أن جرب حياة الحضارة والمدنية العودة إلى الجبال، ولكنه وجد أن المكان مختلف تمامًا لما يتذكره واستبدل كهفه بالكوخ والبوابات الكهربائية، كما لم تقبله الذئاب بعد أن ابتعدت طويلًا، وأبقت على المسافة بدلًا من احتضانه كأخ، خاصة بعد أن تغيرت رائحته وأصبحت مفعمة بالكولونيا ورائحة البشر.