رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا أطلب فى السنوات الأربع المقبلة؟


لا شك أن صوت الناخب يمثل، بشكل ما، طلبًا منه لمن ينتخبه بأن يقوم به أثناء شغله للمكان الذى ينتخب من أجله فى حال فوزه، وتختلف عادة درجة أو نسبة تحقيقه لهذه المطالب، ليست فقط على أرض الواقع، وإنما غالبًا ما يتوقع الناخب ألا يلبى مرشحه كل طلباته، لكن استعداده لذلك يختلف وفقًا لأهمية الموضوع، ولصلة الناخب به. وينطبق ما سبق على الانتخابات الرئاسية فى مصر والتى جرت أيام ٢٦ و٢٧ و٢٨ مارس.
أول ما أتصوره أن يقوم عبدالفتاح السيسى الفائز بالانتخاب، استكمال ما بدأه من مشروعات سواء فى البنية التحتية من مشروعات الطرق والسكك الحديدية أو النقل المائى أو الطاقة أو التعليم أو الصحة، وغيرها؛ أو مشروعات التصنيع، وكذا تشجيع البحث العلمى وإيجاد حلول عملية وعلمية لمشاكل حياة المواطنين، وإيجاد فرص عمل للمواطنين الباحثين عن عمل. ولا شك أننى أتوقع منه أن يقلص من اعتماد مصر على الخارج فى الحصول على احتياجاتها، وذلك بتشجيع إنتاج ما نحتاج إليه.
من أهم ما أتوقعه من الرئيس المنتخب، العمل على استكمال المؤسسات دورها بدءًا بالمؤسسات السياسية، مرورًا بباقى المؤسسات وأهمها الأحزاب السياسية والمجالس المحلية، وبالتالى إجراء الانتخابات المحلية التى لم تجر منذ زمن طويل، نظرًا لأهمية مشاركة المواطنين فى الإدارة المحلية والحكم المحلى. وربما يكون العمل على تولى رئيس مجلس الوزراء دوره المنصوص عليه فى الدستور على رأس الأولويات.
يشغل بالى ما أطلبه من الرئيس المنتخب، بأن يبذل جهدًا كبيرًا للعمل على إعادة الاهتمام بالعمل العربى المشترك، والتضامن العربى، وإعادة الاعتبار لدور مصر العربى، والوقوف بحزم إلى جانب الشعب الفلسطينى والشعوب العربية التى تعانى من مؤامرات أجنبية. وفى هذا المجال أتوقع من الرئيس أن يعمل على إعادة الدعوة إلى إنشاء القوة العربية المشتركة.
أطالب الرئيس بأن يعمل بحزم من أجل انتقال روح التخطيط والالتزام من القوات المسلحة، إلى باقى قطاعات الدولة، وليس العكس، حيث الاعتماد الزائد على القوات المسلحة، يؤدى إلى الاكتفاء بالاعتماد عليها، بما يؤدى إلى إضعافها على المدى الطويل، واستمرار عجز الهيئات المدنية.. أطلب من الرئيس مزيدًا من الحزم فى علاقات مصر الدولية، خاصة مع الدول التى تتآمر على أمن مصر وأمن باقى الدول العربية، وأن نكون أكثر جرأة فى انتقاد الدول التى تعتدى على الدول العربية. ويكون ذلك بمزيد من المشاركة الشعبية فى القرار بالتمهيد له ومعرفة أصوله وأسبابه.
تزداد المطالب كثيرًا، وربما لو انطلقنا لن تكفى المساحة، ولكن لا يمكن أن نتركها دون أن نذكر قضية المياه، فالمحافظة على نقطة المياه مطلب رئيسى، ويجب تهيئة الشعب للعمل على استعادة حقوقه والدفاع عنها. وفى نفس الوقت يجب إعداد الشعب للمحافظة على حقوقه دون الإضرار بمصالح الغير أو تجاهلها.. إن المحافظة على أسعار السلع الأساسية، عنصر مهم من عناصر الأمن القومى، التى أتصور أن الرئيس مُطالب بأن يضعها نصب عينيه، وألا نكتفى بالإشادة بقدرة الشعب على التحمّل.
لا شك أن استكمال مكافحة الإرهاب مطلب رئيسى للقوى المصرية، وبالتالى فإن استكمال إعادة بناء القوات المسلحة والتعاون بينها وبين باقى قوى ومؤسسات الدولة مطلب رئيسى من الرئيس السيسى.. أخيرًا الرئيس مطالب بالعمل على إيضاح حقائق الموقف، والرد على أكاذيب الأعداء والمزيد من الشفافية فى معرفة الحقائق.