رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المونيتور: أموال قطر تكمم أفواه تركيا تجاه عمليات غاز قبرص

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

كشف موقع "المونيتور" الأمريكي، عن سر صمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إزاء عمليات تنقيب الغاز التي تقوم بها إحدى شركات قطر في ساحل البحر المتوسط بقبرص، وذلك على الرغم من إطلاق أنقرة العديد من التحذيرات لدول أخرى حاولت التنقيب عن الغاز في هذه المنطقة التي تعتبرها تركيا منطقة محظورة بالنسبة لها.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أنه على الرغم من الخلافات الناشبة بين أنقرة قبرص، فإن تركيا ظلت صامتة تجاه العمليات القطرية الأخيرة التي تتم بواسطة شركة "قطر للبترول"، للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول ما قد تتوقعه من حليفها العربي في المقابل.

وفي يوليو الماضي، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرًا للشركات المتعاونة مع قبرص، وقال، خلال مؤتمر البترول العالمي في أسطنبول: "لا يمكن أن يكون هناك أي فهم على الإطلاق لمشاركة بعض الشركات في الخطوات غير المسئولة التي يتخذها الجانب القبرصي اليوناني"، مؤكدًا أنه لا يمكن اتخاذ خطوة في شرق البحر الأبيض المتوسط دون موافقة من تركيا، على حد تعبيره.

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، فإن تركيا تجنبت ذكر شركة "قطر للبترول" وهي شريكة لشركة "إكسون موبيل"، في تحذيراتهم العديدة إلى الشركات والبلدان المشاركة في مشاريع استكشاف الغاز القبرصي اليوناني.

ونوّه الموقع الأمريكي إلى أن صمت أردوغان تجاه الشركة القطرية، يأتي في ظل دعم أنقرة القوي للدوحة في خضم الأزمة القطرية الناشبة مع دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب "مصر، السعودية، الإمارات، البحرين"، منذ الخامس يونيو الماضي، بسبب دعم قطر للإرهاب.

وحاول أردوغان المساعدة في حل الأزمة القطرية، ولكن بائت بالفشل، وحشد مساعدات غذائية واسعة للإمارة الصغيرة، كما سارعت الحكومة التركية للحصول على تصديق برلماني لصفقات التعاون العسكري التي وقعت في وقت سابق مع الدوحة، كما أرسلت أنقرة جنودًا إلى قاعدة العُديد الجوية، حيث تغطي الدوحة تكاليف القوات التركية بموجب اتفاق مع أنقرة.

وفيما يتعلق بقضية قبرص، رفضت قطر الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية على الرغم من طلب تركيا.

وفي عام 2006 أقامت العلاقات الدبلوماسية مع قبرص اليونانية وسمحت لها بفتح سفارة في الدوحة، بينما ظل أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، صامتين حيال هذا الشأن.

وعلى الرغم من غضب أنقرة مع الشركات الإيطالية والفرنسية والأمريكية بشأن صفقات الغاز مع القبارصة اليونانيين، حاول المراقبون تفسير صمت تركيا تجاه قطر وعدم توجيه التحذيرات إليها كباقي الدول.

وفي هذا الصدد قال أردوغان توبراك، عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، إن الأمير القطري اعترف بالقبارصة اليونانيين، وبالشراكة مع الولايات المتحدة، نال رخصة حفر الغاز الطبيعي، ومع ذلك ظلت القوات التركية صامتة، الأمر الذي يثير تساؤلًا حول مدى قدرة أردوغان على مواجهة الأمير القطري أيضًا.

من جانبه، قال عزيز كونوكمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة غازي في أنقرة، إن توقعات الحكومة التركية بشأن الدعم المالي من قطر هي سبب صمتها.

وقال كونوكمان للـ"المونيتور": إن "ثمن السكوت سيُجمع بطريقة أو بأخرى من الأمير القطري"، مضيفًا: "لقد تلقى المقاولون المقربون من أردوغان والحكومة مشاريع بمليارات الدولارات في قطر، وشاركت الشركات القطرية في شراكة مع رجال أعمال مقربين من أردوغان في تركيا"، مشيرًا إلى عمليات الاستحواذ القطرية في القطاع المصرفي والإعلام التركي، والاستثمارات القطرية في مختلف القطاعات في تركيا التي تتجاوز 19 مليار دولار.

وتابع كونوكمان: "الأمير القطري سوف يدفع فاتورة هذا الصمت التركي، وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية، فإن الحكومة التركية في حاجة ماسة إلى أي تمويل قد يأتي من قطر".