رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: تحسين صورة مصر دافع نفسى كافٍ للمشاركة فى الانتخابات

الدكتور جمال فرويز
الدكتور جمال فرويز

يرى الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أن هناك عدة أسباب تدفع الناس للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، أولها الشعور بكون المشاركة حقًا فرديًا، دون الإجبار على أى شىء. وقال «فرويز»: «تلك الانتخابات لها طابع خاص، فكل عيون العالم علينا، فى ظل دعاية مغرضة تصفها بأنها مسرحية هزلية، لذا لا بد أن نثبت لهم العكس، وهو ما استطاع تحقيقه المصريون فى الخارج بالفعل، بمشاركتهم غير المسبوقة خلال الأسبوع الماضى، وكأنهم يقولون للعالم أجمع: نحن لا نسمح بالتطاول على حقنا».
وأشار إلى أنه لا دافع إلا المصلحة الشخصية من الإدلاء بصوتك، فالاستقرار فى حد ذاته مصلحة شخصية، كما هو مصلحة عامة، مضيفًا: «نحن كنا ضمن المخطط الذى يهدف إلى عدم الاستقرار مثل سوريا واليمن وليبيا، ولكننا استطعنا أن نخرج من هذه الدائرة بهدفنا وإمكانياتنا وغيرها من التفاصيل، التى نسعى إليها بتلك الانتخابات».
فيما رأت رغدة السعيد، مدربة التنمية البشرية، أن هناك شقًّا نفسيًا وعدة أنماط للشخصيات المشاركة، الأول الشخص «الإيجابى» الذى يأمل فى استمرار الظاهرة والثانى «الكيّاد» الذى يهدف لتصدير الصورة السلبية لمصر، والثالث «المعارض الإيجابى» الذى ينزل ولكن يبطل صوته.
هناك كذلك من قد يشارك لكى يعطى صوته لشخص ليعبر عن رفضه للشخص الآخر، أما الشخص السلبى فهو المقاطع للانتخابات، بسبب اعتباره أن النتيجة محسومة، أو ليستفز الآخرين ويشجعهم على المقاطعة، وفق مدربة التنمية البشرية.
من جانبها، قالت سوسن فايد، أستاذة علم النفسى السياسى، إن هناك العديد من دوافع التصويت فى الانتخابات الرئاسية، أولها إثبات عدم صحة ما يروج عن عدم وجود حقوق للإنسان فى مصر، وهو ما يمكن أن يستفز المواطنين للنزول والمشاركة.
وربطت بين كثافة مشاركة المصريين فى الخارج ووعيهم الشديد، وقالت: «نحن فى حرب معلوماتية، ولا بد أن ندرك ذلك، وأن نكون على قدر المواجهة فى هذه الحرب».
ويعد الشباب، وتحديدًا الفئة التى تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٩، هى أكثر الفئات المعنية بالانتخابات، باعتبارهم أبناء المستقبل القريب، الذى تتحدد ملامحه وفقًا للسباق التصويتى، وهو ما يتعاظم فى مصر، باعتبارهم أكبر قوة تصويتية فى مصر.
وأظهر موقع «Thebest colleges» الأمريكى أن الانتخابات الأمريكية الماضية، التى فاز بها دونالد ترامب، هبطت مشاركة الشباب بها بنسبة ٢٪، بعدما بلغت مستوى قياسيًا بنسبة ٥٢٪ فى انتخابات عام ٢٠٠٨.
وكذلك كان «تصويت الشباب» الجماعى مؤثرًا فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ٢٠١٢، حين حسم جيل الألفية التصويت لباراك أوباما عام ٢٠١٢ لولاية ثانية كرئيس، وقتها فاز أوباما بنسبة ٦٧٪ من أصوات الناخبين، وأثبتت أن الشباب يؤثرون على بعضهم البعض من خلال التصويت.
وهناك، فى أمريكا أيضًا، دعا سياسيون إلى تخفيض سن الاقتراع فى محاولة لتشجيع التصويت المبكر بين المراهقين والشباب، لبناء علاقة مع العملية السياسية مبكرًا، بما يجعل عملية التصويت عادة تمارس مدى الحياة.
ولا يجد الخبراء تفسيرًا لقلة الإقبال، عالميًا، على الانتخابات، سواء كانت برلمانية أو رئاسية، فى هذا العالم المولع بالتكنولوجيا، خاصة أنه لا مهرب من الأخبار السياسية اليومية، بما يجعلك على دراية كاملة وكافية بالمرشحين، أيًا كان عددهم.
فصار «تويتر» وسيلة اتصال مشاهير السياسيين والرؤساء، وكذلك «إنستجرام» و«يوتيوب» و«سناب شات»، والتى أصبحت أكثر أهمية للناخبين، من المواقع الإلكترونية الخاصة بالمرشحين.