رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور تشارك فى تفكيك عبوة ناسفة تحمل 50 كيلو «T.N.T»

جريدة الدستور

فى العاشرة صباحًا، وردت معلومات من قوات الاستطلاع تفيد بوجود عبوة ناسفة، زرعها التكفيريون على أحد الطرق، الذى تمر فيه دوريات القوات المسلحة، فى طريقها لتأمين مناطق وسط سيناء.
فور تلقى المعلومة، اجتمع ضابط برتبة مقدم، مع مجموعة من المجندين العاملين فى سلاح المهندسين العسكريين، والمدربين على التعامل مع هذه العبوات، حملوا بعدها معداتهم وأجهزتهم، فى سيارة مدرعة، سبقتها إلى الطريق سيارة أخرى تتولى تأمينهم من أى هجوم مفاجئ.
وبعد تحرك الموكب الذى سمح لنا القادة بالاشتراك فيه، لمدة نصف ساعة، وصلنا إلى النقطة المنشودة، فطلب منا الضابط المسئول الرجوع إلى الخلف، وبدأت القوات فى النزول، مع توزيع قوات التأمين، لرصد أى فخ محتمل قد ينصبه الإرهابيون، للهجوم على القوات.
وفى الوقت الذى تحركت فيه قوات المهندسين لتفكيك العبوة، تولت قوات التأمين تمشيط المنطقة، من أجل التأكد من عدم اتصال العبوة الناسفة بأى عبوات أخرى غير مرئية.
بعد إلقاء نظرة مبدئية، أبلغ المقدم مساعديه بأن العبوة المدفونة فى المنطقة من نوعية «مسطرة»، وهو نوع من العبوات يتكون من ماسورة بلاستيكية، بطول متر ونصف المتر، بداخلها قطعتان من الخشب بطول الماسورة، وملفوف حولها سلك من الألومنيوم بشكل دائرى، وتتصل بسلك كهربى، مرتبط ببرميل يمتلئ عن آخره بمادة «تى إن تى» شديدة الانفجار.
وشرح لنا أن هذه النوعية من العبوات تكون مدفونة بالكامل، مع كل ما يتصل بها، تحت الأرض، ومغطاة بالرمال، حتى لا ترصدها القوات المارة فى المنطقة، وبمجرد عبور أول سيارة من القوات فإنها تضغط على الماسورة البلاستيكية، التى تنكسر فتتلامس الأسلاك الألومنيوم ببعضها، وتكمل دائرة كهربية، تؤدى لحدوث الانفجار.
بعد تحديد نوع العبوة، تولى الضابط المسئول فصل الماسورة عن السلك، وبدأ فى تتبع مساره، حتى وصل إلى حفرة البرميل، الذى يحوى نحو ٥٠ كيلوجرامًا من المادة المتفجرة.
بعدها بدأ المقدم فى فتح البرميل، وقطع أجزاء منه، لتحديد نوع وكمية المادة المتفجرة، التى سيتم التعامل معها، ثم استبدل جزءًا من هذه المادة بـ«قالب تفجيرى»، أوصله بسلك كهربى طويل، يمتد على مسافة تصل إلى نحو نصف كيلومتر، مع ربطه بجهاز تفجير جديد.
وفور ضغط زر التفجير انفجر البرميل فى مشهد ضخم، تطايرت فيه شظاياه وكمية من الرمال والحصى فى كل اتجاه، ثم أصدر قراره بعودة الجميع إلى السيارات من جديد، للتوجه إلى الكتيبة، بعد أن أصبح الطريق ممهدًا من جديد لعبور الدوريات العسكرية لتأمين المنطقة.