رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو وصور.. سوريون يوزعون الورود بمدينة 6 أكتوبر في عيد الأم

جريدة الدستور

«كل اللغات توحدت على الغناء للأم، كلمات أشعار الحب والامتنان لم توفِّ جنة الأرض حقها، ولأن الحنان سمتها، والورد لا يعامل سوى بلمسة الحنان تلك» كما قال "سيد مكاوي" عنه "بكل حنان تضمه الإيد وبه تزدان صدور الغيد"، قررت "أنتيكا" أن تجمع كل وردة حاضنتها في عيد الأم.

"أنتيكا"، هي فِرقة- مجموعة شباب سوريين قدموا إلى مصر؛ هربًا من ويلات الحرب، وجمعتهم الغربة وحب المسرح والفن- كونوها في أكتوبر 2015، وانضم لهم شباب مصريين ومن جاليات أخرى تواصلوا معهم.

ونظرًا لحرمان هؤلاء الشباب من وجود عوائلهم إلى جوارهم؛ قرروا إحياء طقوس "عيد الأم" المعتاديين على إجراءها في بلدهم، لكن "دون أمهاتهم"، وكان المسرح منصتهم.

ناصر الديا، قائد الفرقة، قال إنهم في البداية كانوا يقدمون عروضا مسرحية تضمن "أوبريت غنائي" يحمل طيب الكلمات، لكن هذا العام آثروا أن تُكرَّم كل أم بأن تُزيّن البسمة ثغرها.

تجمع الشباب مهندمين بربطات العنق الحمراء، تعلو قمصان بيضاء، وبلباقة شديدة، يستوقفون المارة من الأمهات، مخبرين إياهم أنهم واقفون لمعايدتهن، متمنين عيد أم سعيد لهن، غير مطالبين بسوى "دعوة" بجمع شملهم بأمهاتهم مرة أخرى.

استعد الشباب لهذا اليوم، بشراء الورود البيضاء، والبحث عن أماكن تجمع الأمهات؛ فكانت ساحات الانتظار أمام الأسواق التجارية الكبرى والمولات هي مقصدهم، ونظرًا لوجود عدد كبير من الجالية السورية بمنطقة السادس من أكتوبر والشيخ زايد؛ تجمعوا اليوم من الواحدة ظهرًا وحتى السابعة مساءً لهذا الغرض.

وكانت العيون المشدوهة، هي "اللمحة الأولى" التي على وجوه كل السيدات؛ فور تلقي الورود من الشباب، يعقبها بسمة عريضة وبهجة تغمر جبينهن، ومنهن من قَبَّلت أحدهم، والأخرى التى تحضن آخر.

"نفسي أقابل أمي صدفة.. وتاخد مني وردة".. كانت تلك رغبة "سُهيلة" التي لم تستطع رؤية أمها اليوم، وتمنت لو تراها وسط الجموع المارين في الشارع، لتُعَيِّد عليها.

أما "موفق عطايا"، فأراد أن يُوشِّمَ من كل أم "دعوة"، يحتفظ بها على ذراعه، كما كانت تفعل والدته قديمًا، فالأحضان والقبلات التى نالها اليوم أشعرته بدفء لمستها ثانيةً.

وإحدى الأمهات- وتُدعى "رجاء"- تروي أنها كانت تتلقى مكالمة هاتفية حملت لها أخبارًا غير سارة؛ لكن بمجرد رؤيتها للشباب والشبات وحصولها على وردة منهم؛ تحسنت حالتها النفسية، وشعرت بشيء من التكريم في عيدها.