أستاذ بالأزهر: الأم أحق أن نحتفل بها في كل لحظة

قال الدكتور أحمد عرفة، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر، إن الإسلام رفع مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله، وما أجملَ قولَ أمير المؤمنين عمرَ رضي الله عنه: "والله إنْ كنَّا في الجاهلية ما نعدُّ للنساء أمرًا، حتى أنزل الله فيهنَّ ما أنزل، وقسم لهنَّ ما قسم".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور": من مظاهر تكريم المرأة في الإسلام أن سواها بالرجل في التصرفات والحقوق المالية كالبيع والشراء، وحق التملك، وأخبرنا جل وعلا أنه خلق الذكر والأنثى، وجعل ميزان التفاضل العمل الصالح والتقوى.

واستشهد بقوله سبحانه:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وأقر الإسلام للمرأة حقها في التعليم، وذلك فيما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قالت النساء للنبي«غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه، فوعظهن، وأمرهن، فكان مما قال لهن: ما منكن امرأة تُقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابًا من النار، فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: واثنين».

وأكد عرفة "كرم الإسلام المرأة بنتًا وأمًا وزوجة، فهي إن كانت أمًا فقد قرن الله حقها بحقه وجعلها المصطفى صلى الله عليه وسلم أحق الناس بحسن الصحبة، وذلك فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أُمك، قال: ثم من ؟ قال: أُمك، قال: ثم من ؟ قال: أُمك، قال: ثم من ؟ قال: أبوك)، وإن كانت بنتًا فحقها كحق أخيها في المعاملة الرحيمة والعطف الأبوي تحقيقًا لمبدأ العدالة.

وأشار إلى أن الأم أحق أن يحتفى بها في كل لحظة وكل يوم وحسن رعايتها وبرها وطاعتها في غير معصية الله تعالى في كل زمان ومكان على مدار العمر في الحياة والبر بها أيضًا بعد الوفاة، وليس احتفالا في يوم في السنة ثم بعد ذلك نجد الكثير من هؤلاء يضع أمه في دار للمسنين أو غيرها أو ربما يعقه طوال العام ثم يحرص على أن يأتي لها بهدية في هذا اليوم، فماذا تنفع الهدايا في يوم في حين أن العقوق طوال العام؟.