رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة تجيب.. من هى الأم الفاضلة؟

الكنيسة
الكنيسة

"امرأة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللالئ"، تلك كلمات قالها الكتاب المقدس، عن المرأة الفاضلة والصالحة والمثالية، وبالتزامن مع عيد الأم غدًا الأربعاء 21 مارس، ترصد «الدستور» فى سطور بعض المعلومات عن الأم الصالحة والمثالية.


وفى هذا السياق قال الأب عزرا راهب دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، إن الأم الذى يقال عنها صالحة، لا تكون متقيدة بصفة واحدة، بينما هى متقيدة بمجموعة من الصفات المتكاملة، مشيرًا إلى أن الطفل الصغير وهو مولود، لا يعلم أى شىء عن المجتمع ويأخذ كل هذا من والديه وخاصةً الأم على وجه الخصوص، لأن الزوج أغلب الوقت فى العمل، فتأخذ الأم الدور الأساسى فى التكوين النفسى، والعاطفى وتكوينه الخلقى للطفل.

وأشار راهب دير الأنبا بيشوى، فى تصريحات خاصة، لـ«الدستور»، لكى نحكم على الأم أن تكون صالحة، لا بد أن تتوافر فيها عدة صفات هامة، أولًا أن تكون صالحة فى السلوك، فلا بد أن يكون سلوك الأم مطابقا لتربية أبنائها، لافتًا إلى إذا كانت الأم التى لا تريد أن يتعلم أولادها ألفاظا سيئة يجب ألا تقولها، وتلك هى الأم الصالحة التى تكون سلوكياتها مطابقة لكلامها وأفعالها.

وأضاف: "لا بد أن تكون صالحة فى التربية بمعنى أن تهتم بأكثر من جانب، أولًا تهتم بالجانب الروحى، لدى الطفل، وهو كيف تزرع الطفل فى الكنيسة وكيف تعرفه بالله وتحببه فى الله، ولا تجعله يخاف منه، كمثل هؤلاء الأمها الذين يقولون لأطفالهم (لوعملت حاجة غلط هتروح النار)".

وتابع: "الأم الصالحة هى التى تحبب أطفالها فى المجتمع وفى الأخرين، خاصةً المختلفين معهم، فى الطبقات الاجتماعية، ضاربًا مثل الأم التى لديها ابن دكتور وتنهره لأن له صديق فقير".

ولفت إلى أن سقراط عندما سُأل: "متى يبدأ الإنسان فى تربية ابنه؟": كانت إجابته، "قبل أن يتزوج بـ 40 عامًا"، ولكى يكون الإنسان قادرا على تربية أبناء لا بد أن يتعلم جيدًا المبادئ التى تجعله يسلمها لأبنائه لخلق مجتمع سويًا.

وأردف: الأم الصالحة لا بد أن تهتم بالجانب النفسى، وهو أن تكون على دراية بنفسية الطفل، مضيفًا: "يعنى الأم ما ينفعش تدى ابنها كل حاجة فتعلمه الانفراط، أو تحرم الطفل من كل حاجة وتعلمه الحرمان لا بد أن تسلك بالحكمة تجاه أطفالها، والمشاكل التى تحدث فى الأسرة يجب ألا تنقلها لهم، فصلاح الأم ينبع من عمق تصرفها الحسن، خاصةً من جهة الإعلام والميديا، فالأم التى تجعل أبناءها تشاهد أفلام رعب، فهذا ضد صلاح المرأة، ونفسية الأطفال".

واستطرد بينما المرأة التى تترك منزلها وأولادها بسبب المشاكل، لا أقدر فى تلك الحالة أن أقول عليها إنها مخطئة بنسبة كبيرة، لأن نفسيتها فى تلك اللحظات لا تكون قادرة على الاحتمال على العيش مع زوج أغلب الوقت معه مشاكل، جعلتها فقدت القدرة على التكيف.

ولفت أن تلك النموذج من الأمهات، لا ينطبق عليه الصلاح، فهى ليست صالحة وليست فاسدة، مشيرًا إلى أن تلك الأم إذا أجبرت على الحياة مع زوج وبينهم العديد من المشاكل التى لا تحتملها، ستحطم نفسية أطفالها لأنها ليست فى حياة تحمل جانب من الراحة بالنسبة لها.

وتابع تلك الأم ليست صالحة ولكنها أنانية، فالأم الصالحة لا بد أن تتمتع بالتوازن فى حياتها، تضع مشاكلها بداخلها، وبينها وبين وزوجها، وإذا كانت مضطرة لترك المنزل لا بد أن تراعى أن هناك أطفالا يجب أن يتربوا تربية سليمة.