رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير دار لـ«الأحداث» بالشرقية: نقدم تأهيلا نفسيًا ومهنيًا للأطفال

صوره من الحدث
صوره من الحدث

يتردد فى الأذهان حين نسمع كلمة "دار الأحداث" أنها مؤسسة سجن للأطفال من مرتكبى الجرائم وهم تحت السن القانونية للعقاب، يدخلونها للحبس وقضاء عقوبتهم داخلها.

ويلقى "الدستور" اليوم الضوء على جانب آخر من عمل مؤسسة الأحداث بالشرقية، خاصة بعد ضم مشروع جديد لها من صندوق "تحيا مصر"، لتقديم رعاية أفضل للأطفال المعاقين، والأطفال المعرضين للخطر والأولى بالرعاية، وهى مؤسسة "دار التربية للبنين" بالزقازيق، تم إنشاؤها عام 1963 وكانت تخدم محافظات الشرقية والقليوبية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد وسيناء، وتم تطويرها من إدارة صندوق تحيا مصر "برنامج أطفال بلا مأوى" فى 2016 ليتم الافتتاح فى أواخر عام 2017 المنقضى.

وتخدم المؤسسة حاليا محافظتى الشرقية والقليوبية، وتعمل فى مجال الرعاية الاجتماعية لحماية الأطفال المعرضين للخطر ومن هم تحت طائلة قانون الطفل 12 لسنة 1996 المعدل برقم 126 لسنة 2008 والخاص بالمعاملة الجنائية للأطفال.

وقال محمد السيد، مدير مؤسسة تربية البنين بالشرقية، إنه يتم إيداع الأطفال تحت طائلة القانون للإقامة بمبنى منفصل عن الأطفال من مشروع الأطفال بلا مأوى، ورغم حالة الفصل فى الإقامة إلا أنه يحدث دمج بين الأطفال بتأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا، مشيرا إلى أن المؤسسة هدفها الأول هو تأهيل الأطفال للتعامل مع المجتمع عقب الخروج.

وأضاف "السيد" فى تصريحات صحفية خاصة لـ"الدستور"، أن الدار قديما كانت مؤسسة لرعاية الأطفال "الحدث" من مرتكبى الجرائم وهم تحت السن القانونية، وتم تعديل نشاط المؤسسة لتضم الأطفال الأحداث والمعرضين للخطر من أطفال الشوارع وغيرهم، إلى جانب أطفال بلا مأوى وهو المشروع الجديد من صندوق "تحيا مصر"، موكدا أن المؤسسة تعمل بنظام "الباب المفتوح" بمعنى عدم وجود رقابة شرطية على الأطفال بالداخل، ولكن الإلزام للأطفال يكون رقابيا من مدير ومشرفى المؤسسة، ويتمكن الطفل من النزول "إجازة" لرؤية أهله ثم العودة للمؤسسة، كما يخرج الطفل لتلقى التعليم بالمدارس.

وأضاف أن الأطفال داخل الدار يتلقون رعاية جيدة جدا من توفير وجبات تغذية جيدة، وأماكن نظيفة للإعاشة والنوم، كما يتلقى الطفل تعليما جيدا فى المدارس خارج المؤسسة، مشيرا إلى أن المؤسسة تقدم خدمات تأهيل مهنى للأطفال لاحتوائها على أقسام مهنية وهى "قسم نجارة - قسم لحام - دهانات - تركيبات كهربائية لأعمال صيانة الكهرباء"، كما تحتوى الدار على "مسجد - ملاعب رياضية - ناد اجتماعى به ألعاب البلياردو - التنس - البينج بونج - كرة السرعة، كما تحتوى على حديقة بها ألعاب للأطفال الأصغر سنا".

وعن نظام تعليم الأطفال بالمدارس، يتم إلحاق الأطفال بمدارس خارج المؤسسة، كما يوجد بالمؤسسة فصل تأهيل مجتمعى بالتعاون مع الأمم المتحدة للأطفال المتسربين من التعليم.

وتستوعب مؤسسة دار تربية البنين 200 حالة، والسن المسموح بها للطفل للبقاء فى الدار هي حد أقصى 18 سنة، كما تنظم المؤسسة رحلات وأنشطة ترفيهية، وحفلات سمر شهرية، حيث إن هدفها الأول هو دمج الطفل مع المجتمع، كما تضم المؤسسة قسم للضيافة لرعاية الأطفال بدون أهالى أو بدون مأوى.

وعن أهم المشكلات التى تواجه المؤسسة، قال مدير المؤسسة إن تأهيل الأطفال للتعود على نظام الدار يتم بصعوبة فى الفترة الأولى لتواجد الأطفال، موضحا أن الطفل يحتاج وقتا للتأقلم حسب حالته وحسب مشكلته وحسب البيئة التى قدم منها، والمشكلة الثانية هى التمويل؛ حيث يتم التمويل من الوزارة ولكن التمويل قليل مقارنة باحتياجات الدار والأطفال والخدمات التى تقدمها المؤسسة، كما يواجه مسؤولو الدار مشكلات فى استخراج بعض الأوراق الرسمية والمحررات الحكومية.

وتقابل الدار بعض محاولات تمرد من الأطفال كالهروب من المؤسسة، وهو كثيرا ما يحدث، حيث إنه من أول عام 2018 وقعت 5 حالات هروب، تم التعامل مع 3 حالات منهم، مؤكدًا أنه فى حالة وقوع هروب، يتم إخطار مركز الشرطة والذى يتكفل بإعادة الطفل الهارب، وفى حالة استمرار تمرد الطفل تم إيداعه مؤسسة تربية البنين الكائنة بعين شمس بالقاهرة، والتى تكون المعاملة فيها أشبه بالسجن لوضعه تحت رقابة شرطية.

وعلى مستوى محافظات مصر توجد 37 مؤسسة، منها المؤسسة السالف ذكرها بمحافظة الشرقية والتى ناشد مسؤوليها بضرورة تغيير المفهوم السائد حول كونها "سجنا للأطفال".