رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ساعد التنويم المغناطيسي «كايس» في تنبؤاته المستقبلية؟

إدجار كايس
إدجار كايس

عُرف باسم «النبي النائم»، لأنه كان يأتيه إلهامًا عن الأحداث المستقبلية للعالم وهو نائم، إنه إدجار كايس، أحد أشهر العرافين على مستوى العالم.

منذ ما يقرب من ألف عام، توقعت القبائل والحضارات المحلية المختلفة النبوءات وسجلتها، وتنبأت بالمستقبل والتغييرات التي طرأت على البشرية، من المايا والإنكا إلى الهنود الأمريكيين الأصليين، نظر السكان الأصليون إلى السماء وشاهدوا مجموعة مختلطة من الاحتمالات والحقائق لسنوات قادمة.

عندما نفكر في العرافين المشهورين، أو «رجال النبوة»، فإننا ربما نفكر على الفور في الأم شيبتون، أوري جيلر وسانت مالاكي، الذي يقال إنه كان لديه رؤى فيما يتعلق بعدد قداسة الباباوات القادمين وربما زوال الكنيسة الكاثوليكية والمسيحية.

لكن رجل من هوبكنزفيل في كنتاكي، أوائل مطلع القرن العشرين، سرعان ما سيحصل على مكانة في عالم النبوءة والتبصر لم يحظ بها الكثير من العرافين والبصارين، إنه إدجار كايس، المولود في 18 مارس 1877، هذا الرجل لم يكن مجرد متنبئ عن الأحداث المستقبلية- فقد كان شخصًا متعدد المواهب، مثل نوستراداموس، مهتمًا بالشفاء وصحة زملاءه، وبالرغم من أنه لم يحصل إلا على تعليم الصف الثامن، سوف يذهل العديد من الأطباء المهنية عن طريق تشخصيه للأمراض، وتوصياته فيما يخص العلاج وقدرته على شفاء معظم الأمراض المستعصية وأمراض عصره، أما المذهل فهو القيام بكل ذلك وهو نائم، حسبما يفيد موقع «بارانورمال جايد».

«إدجار» كان يعرف في بلدته الصغيرة على أنه الطفل الذي يحمل الكتاب المقدس أينما ذهب، ومنذ صغره كان يحلم بطفل غريب، وبعد غرق جده زعم أنه رآه في عدة مناسبات عائلية يحضر مع باقي أفراد الأسرة، كما أنه كان يمتلك قدرة فائقة على تذكر كلمات وأحداث الكتب التي يقرأها.

كانت نقطة التحول في حياته عندما أصيب بمرض التهاب الحنجرة، الذي أفقده القدرة على الكلام، وفي رحلة بحثه عن الشفاء لجأ إلى طبيب يعالج بالتنويم المغناطيسي وبالفعل تعلم التقنية، وكان يقوم بتجربة التنويم المغناطيسي باستمرار، وعند بلوغه الـ23 من عمره تحول كايس إلى رجل خارق يستطيع تشخيص حالات المرضى وإعطاء علاجات حتى أنه عرف باسم «الرجل ذو عيون أشعة إكس»، وتوافدت عليه الجماهير من مختلف الأماكن بحثًا عن العلاج خاصة بعد أن شفى زوجته تمامًا من مرض السل وكل ذلك يأتيه وهو في حالة التنويم المغناطيسي، قدرته أذهلت الأطباء والمختصين في عصره وسرعان ما اشتهر اسمه ولمع.

تحول «كايس» بقبلة المشاهير، يبحثون عنه ويلجأون إليه بحثًا عن نصيحته؛ أناس مثل توماس أديسون والرئيس الأمريكي كانوا من زبائنه أيضًا، بالإضافة إلى شركات نفطية تسعى للحصول على معلومات حول أماكن العثور على مواقع النفط.

منذ عام 1923 بدأ «كايس» في تدوين ما يقول أثناء فترة تنويمه المغناطيسي عن طريق الاستعانة بجلاديز ديفيز لتسجيل كل ما يتفوه به أثناء جلساته، لتسجل في هذه الفترة أكثر نبؤاته دقة على الإطلاق.

وصف كايس بدقة فترة الكساد العظيم، وخلال إحدى جلساته، وصف الأحداث التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية، حيث رأى تحالفًا بين النمسا واليابان وألمانيا، وحدد بدقة مواعيد ومواقع الأحداث المهمة في الحرب، بل وشاهد نهاية الحرب بالتاريخ الدقيق، وقال أيضًا خلال تلك الجلسة: إنه ما لم يكن هناك تدخل من قبل الإله، فإن العالم سيحترق.

كان يرى ويعلق على الاضطرابات والشؤون الاجتماعية، والتغييرات في المجتمع، وتوقع اغتيال الرئيس كنيدي في عام 1963، وبالإضافة إلى غيره من المتنبئين الرؤيويين، شهد التغيرات المناخية في الطقس، وقدم ادعاءات مرعبة عن المدن والانهيارات الأرضية وذوبان الأرض في المحيطات، وتحدث عن تحول الأقطاب، ربما في الفترة بين عامي 1958 و1998، كما كشف عن تفاصيل من حياة قدماء المصريين.

بعد سنوات من وفاته في عام 1945، أثبت العلم أن بعض تأملاته الرجعية أو الماضوية، ربما يكون لها بعض ظل من الحقيقة، وأن اكتشاف مخطوطات البحر الميت في عام 1947 تثبت بالفعل صدق رؤيته.

واشتهر «إدجار» بأنه من أكثر المؤمنين بوجود المدينة أتلانتس الأسطورية، ففي جلسات خلال العشرينيات من القرن الماضي، وصف قارة كبيرة كانت موجودة في المحيط الأطلنطي والتي كانت تسكنها حضارة ذكية وحكيمة كانت تعرف العلم وتستخدم آلات الطيران، واستخدمت الطاقة من البلورات وكانت هادئة، لكن سكان المدينة أساءوا استخدام سلطتهم على الطبيعة، كما قال، وضُربت أتلانتس، ربما بسبب زلزال أو تسونامي، واختفت دون أثر منذ 10.000 عامًا، وتنبأ بأن أجزاء من أتلانتس ستعود إلى السطح في أواخر الستينيات، ولكن حتى الآن لم يحدث ذلك.

* من أشهر نبؤاته الصادقة:
توقع بداية ونهاية الحربين العالميتين بدقة.
في عام 1927، تنبأ كايس باختراع علاج لانخفاض في الدم في يوم من الأيام، وكان هذا يعتبر خيال علمي في ذلك الوقت.
وتوقع «كايس» بشكل صحيح انهيار سوق الأسهم في عام 1927 ونهاية الكساد في عام 1933.
في عام 1935، تنبأ «كايس» بانضمام النمسا إلى ألمانيا، وفي وقت لاحق، اليابانيين في حرب قادمة.
في عام 1939، تنبأ كايس بأن رئيسين سيموتان بينما لا يزالان في المنصب، حدث هذا مع FDR وJFK.

* ومن أشهر نبؤاته التي لم تتحقق:
ستصبح الصين ذات يوم مهد الحضارة المسيحية.
سيصبح الاتحاد السوفياتي الرمز العالمي للحرية والأمل.
حرب محتملة بسبب تطوير عملة عالمية موحدة.
مدينة الأطلنتس تعود وتظهر على سطح الأرض في عام 1968.

وبحلول عام 2001، سيكون محور دوران الأرض قد تغير، مما يسبب كوارث عالمية سوف تغرق اليابان، وأجزاء من كاليفورنيا سوف تنفصل عن القارة وستختفي جورجيا ونيو إنجلاند.
في 1 يناير 1945، أدلى النبي النائم بآخر توقعاته، وقال كايس إنه سيدفن في الخامس من يناير، وفي 3 يناير 1945، عن عمر يناهز 67 عامًا، توفي «كايس» في فرجينيا بيتش بولاية فيرجينيا، وبالفعل تحققت نبؤته عن نفسه ودفن في 5 يناير 1945.