الأم المثالية بقنا: سعيدة بحصولي على اللقب ورفضت الزواج منذ 50 عامًا (صور)

لم تقف الأم التي رحل عنها زوجها مكتوفة الأيدي، أمام فاجعة الموت، وراحت تسعى إلى أن تكون بمثابة الأب والأم لأبنائها، لتمنحهم حنان الأم وقوة الأب لمواجهة الحياة وتخطي مراحلها المختلفة.

«لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة».. هي بداية قصة كفاح زكية أبوالحسن حسين، البالغة من العمر 80 عامًا، والتى حصلت على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة قنا، بعد أن تحلت بالصبر والعمل رغم الظروف التي واجهتها بعد وفاة زوجها منذ مايقرب من 50 عامًا تاركًا لها 3 أطفال لم يكملوا الـ10 سنوات.

تحلت السيدة بالصبر، رافضة أن تمد يدها لغيرها وقررت أن تبدأ في تربية أبناؤها، بإرادتها القوية التي قهرت الواقع القدري لتصل بأطفالها إلى الجامعة كطلاب بكليات التربية والآداب، ولتزوجهما بعد ذلك ليبدأ قلبها يستريح قليلًا.

وسط هذه الظروف القاسية فكرت السيدة زكية، أن تعتمد على نفسها وتحفر بأظافرها فى صخور صلبة، فتجاهلت النظرات القاسية من المجتمع، ورفضت أن تتزوج بعد وفاة زوجها، لتقرر أن تعمل بمهنة الخياطة.

زكية أبو الحسن حسين، المقيمة بمدينة قنا، تبلغ من العمر 80 عامًا، لم تكمل تعليمها، وخرجت من معهد المعلمين وتزوجت عندما كانت تبلغ 18 عامًا من العمر، هي سيدة بسيطة تحمل ملامح المصريين البسطاء، سمراء الملامح لا تفارق الابتسامة وجهها، تتحدث بقوة مؤمنة بكل حرف تنطقه، متفائلة دائمًا ولديها أمل أكبر فى الغد.

توفي زوجها قبل نحو 50 عامًا، وترك لها 3 فتيات، وهم إيمان عبد المنعم، البالغة من العمر 58 عامًا، وفايزة التى توفيت منذ 4 أعوام، ومنال البالغة من العمر 53 عامًا.

وعلى مدار 50 عامًا مضت، تعمل السيدة الفائزة بلقب الأم المثالية الأولى بمحافظة قنا، في مهنة الخياطة، لتربي أبناؤها، غير عابئة، لتسهر الليل والنهار في مهنة الخياطة، التى تكسب منها قوت يومها.

زوج السيدة البسيطة، لم يترك زوجها أبناؤه فقط حين وفاته، وإنما ترك 7 جنيهات، وهو المعاش الذي كانت تحصل عليه، الذي لم يكن كافيًا لتوفير معيشة كريمة لها وللأبناء إلى جانب دراستهما الأساسية والجامعية.

وتروي السيدة قصتها قائلةً: "بعد وفاة زوجي، قررت أني متجوزش، وأوقف معاهم للنهاية، لغاية ما يدخلوا كل المراحل التعليمية، ويتعلموا أحسن تعليم وياخدوا كلياتهم ويتجوزوا".

وتضيف زكية في حديثها لـ«الدستور»، أنها علي الرغم من كونها لم تكمل هي دراستها، بسبب زواجها، إلا انها قررت أن يكون جميع أبناؤها يكملن جميع مراحلهما التعليمية المختلفة، قائلةً: "كنت بفصل الهدوم وأخيطها عشان أعيش بالمقابل المادي اللى بحصل عليه عشان عيالي".

وتشير الفائزة الأولى بجائزة ولقب الأم المثالية بقنا، إلى أن تكريمها بسبب المعاناة التى تعرضت لها وواجهتها في تربية وتعليم أبنائها، حيث إنها كانت تسهر الليل من أجل أن تجمع مصروفاتهم الدراسية والحياتية.

وأضافت: "أنا ربنا اللي كرمنا التكريم ده كله، وأنا فرحانة بالتكريم ومبسوطة، لأن ربنا هو اللى شاف المعاناة اللى أنا اتعرضتها خلال حياتي بعد وفاة زوجي".

وأفادت السيدة، أنها تعرضت للعديد من المشكلات والكوارث خلال السنوات الماضية، والتى كان من أبرزها وأهمها، وفاة نجلتها فايزة منذ سنوات، فضلًا عن انهيار منزلها الذي كانت تسكنه.

فيما أكدت منال عبدالمنعم، نجلة الفائزة بجائزة الأم المثالية، إن والدتها طيلة عمرها تعاني من التعب والمعاناة بعد وفاة رب أسرتهما، قائلةً: "أنا أمي شقيانة طول عمرها كنا إحنا نايمين وهي صاحية وسهرانة علينا بس ربنا مش بيسيب أجر حد".