رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأم المثالية بكفر الشيخ: ربنا كلل تعبي في أولادي

جريدة الدستور

حالة من الفرحة العارمة غمرت منزل أسرة الحاجة نادية محمد أبوالحمد، عقب الإعلان عن فوزها بلقب الأم المثالية في محافظة كفر الشيخ، حيث قال شريف ونورهان إبراهيم حشاد، نجلا «الحاجة نادية»، إنهما فخوران بفوز والدتهما بلقب الأم المثالية، على مستوى محافظة كفر الشيخ، وأنهما يعتبران هذا أقل ما يمكن تقديمه لها، بعد رحلة عطاء في الأسرة امتدت لما يقارب 29 سنة، بالإضافة إلى رحلة عطائها في بيت والدها لأكثر من 18 سنة.

وأضاف نجلا «الأم المثالية» بمحافظة كفر الشيخ أن والدتهما صبرت وكافحت وعانت في حياتها وفي تربية أبنائها الثلاثة، الأكبر عصام 29 سنة، بكالوريوس خدمة اجتماعية، متزوج، ولديه طفلة عمرها سنة ونصف ومسافر للخارج، وشريف «بكالوريوس تجارة ونظم معلومات، 23 سنة، ويعمل في مجال الإعلانات»، والصغرى نورهان «19 سنة، طالبة بكلية دراسات إسلامية فرع جامعة الأزهر في الإسكندرية».

وتابع شريف حشاد، نجل الأم المثالية، أنه وشقيقه وشقيقته كانوا يريدون عمل مفاجأة لأمهم، بتقديم أوراقها لإدارة التضامن بدسوق، «ولكن تطلب الأمر استيفاء بيانات لم نستطع إحضارها إلا من خلال إخبار أمي، وعندما علمت ضحكت قائلة: معقول أفوز!!، أنا كفاية علي حبكم لي وحبي لكم بالدنيا»، ولكننا أصررنا وقدمنا لها، في اللحظات الأخيرة، وحينما قرأ مسئولو التضامن قصة كفاح أمي ساعدونا في استيفاء الأوراق، ليكلل الله تعبها بالفوز المستحق.

وأكد أبناء الحاجة نادية أن تضحيات والدتهم وصبرها سيبقيان دينًا في رقبتهم، "لن نستطيع سداده ولكننا سنعمل على أن نكون بارين بها، لكي نرد لها جزءا من جميلها علينا، وسنحكي لأبنائنا قصة كفاح جدتهم وجدهم اللذين نعتبرهما قدوة ومثلا في تضحية الآباء، ونرجو أن يجمعنا الله بهما في الجنة إن شاء الله".

الحاجة نادية.. حصلت على الليسانس بعد توقفها عن التعليم 6 سنوات
لم يكن فوز الحاجة نادية أبو الحمد، 53 سنة، مقيمة بشارع الشركات منطقة الكشلة في مدينة دسوق، وليد اللحظة، أو صدفة عابرة، ولكن كان بالفعل نتاج قصة كفاح وصبر ومعاناة، حيث ولدت في 1 أبريل 1964، بقرية ببا في محافظة بني سويف، ولكن والدها من محافظة قنا وكان تاجر غلال، اشترى قطعة أرض بمدينة دسوق، وأقامت بها بعد وفاته مع أشقائها، ولكن بعد وفاة والدها توقفت عن الدراسة عند المرحلة الابتدائية، وظللت هكذا 6 سنوات، تعلمت فيها الخياطة وعملت حتى قررت أن تعود مرة ثانية للتعليم وسط حالة استغراب من جميع من حولها، ولكن والدتها وقفت بجانبها، حيث بدأت الدراسة في الصف الأول الإعدادي وكانت تبلغ من العمر 17 سنة.
وتقول الحاجة نادية: كنت سعيدة لدرجة أنني كنت أحمل الكتاب في الشارع بقمة الفرح، وواصلت تعليمي حتى حصلت على الثانوية الأزهرية 4 سنوات، والتحقت بكلية الدراسات الإسلامية شعبة شريعة في الإسكندرية، ثم تخرجت والتحقت بالعمل بمعهد أزهري في قرية نائية مدرسة مواد شرعية، حتى وصلت لمنصب معلم خبير.

قصة الزواج من صحفي واستكمال رحلة الكفاح
تقول الحاجة نادية: اتخطبت وأنا عندي 20 سنة لإبراهيم حشاد من مدينة دسوق، كان حينها يعمل مدرسا بمدرسة الصنائع، لكنه ترك الوظيفة ليعمل في مجال الصحافة الرياضية، التي سافر من أجلها ليعمل بدولة عربية، ويعود بعد 5 سنوات لنتزوج وأنا في كلية الدراسات الإسلامية، حيث حملت بابني الأكبر عصام، وكنت أسافر بالقطار للكلية في الإسكندرية فجرًا، وأعود لأحضر الغذاء لأسرتي وأسرة زوجي، وأرضع ولدي وأقوم بالمذاكرة، واستمر الوضع هكذا لمدة 4 سنوات.

وتضيف الحاجة نادية: واصلت كفاحي مع أبنائي، بعد وفاة زوجي إبراهيم حشاد، المعروف بـ«رائد الصحافة الرياضية المحلية»، حيث توفى في 24 4 2012، عقب صراع مع المرض اللعين، وقامنا ببيع شقتنا والسكن في شقة إيجار لعلاجه، حيث عاهدت الله أن أكمل مشوار والدهم وتربيتهم، وحصولهم على تعليم عالي، وهو ما تحقق بإذن الله.

وتابعت أن والدتها التي توفيت منذ عام ونصف سبق لها أن حصلت على لقب الأم المثالية بدسوق، عام 2001، بعدما أتمت رسالتها في تربية أبنائها الستة، وهي من بينهم، خاصة أن لها شقيقا استشهد في حرب الاستنزاف عام 1970، موضحة أنها تهدي هذا اللقب الغالي لكل أم أو زوجة استشهد عائلها من أجل الدفاع عن كل شبر في وطنه مصر.

وتؤكد «الأم المثالية» بكفر الشيخ أنها تلقت اتصالين من مكتبي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، لتعلم أنها من المرشحات للفوز بالأم المثالية على مستوى الجمهورية ومقابلة رئيس الجمهورية، الذي وصفته بالبطل الذي ضحى من أجل الشعب المصري، وأنها تعتبره حبيب الشعب وستنزل تشارك في الانتخابات، مشيرة إلى أنها تتمنى أن يحقق لها الرئيس حلمها، في أن يوفر لها شقة بدلًا من شقة الإيجار التي تدفع فيها ثلث راتبها.