رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحاب هانى تكتب: العمر إيه.. غير فرصة؟

رحاب هاني
رحاب هاني

من قريب كنت ماشية في شارع بيتنا لاقيت راجل كبير شبه جدي جدا ماشي بيتسند على عصاية..
فضلت متنحة ومخطوفة جدا؛ حسّيت فجأة بكوكتيل مشاعر مرعب ما بين الاشتياق والاحتياج والحزن الدفين!
ما أقدرش أقول إني كنت قريبة جدا من جدي بس أنا عايشة معاه سنين عمري كلها، والأهم كنت شاهدة على حياته من بعد وفاة والدتي وتأثير موتها عليه وعلى صحته..
قعدت أفكر هل عمرى قولتله إنى بحبه؟
هل عبرت له عن نص الأحاسيس اللي أنا حساها دلوقتي واللي حصل إني حساها عشان هو ما بقاش موجود!
افتكرت إني قولتهاله مرة بهزار في نص الكلام؛
عائلتنا عندها مشكلة في التعبير بالذات بينها وبين بعضيها..
ما بنعرفش نقول بحبك كتير جوانا كده..
بس الموضوع ده أصبح هاجس مرعب، وأنا واقفة متنحة للراجل اللي صحى جوايا مشاعر كتير بسبب الشبه المرعب..
هو أنا قولتله إن أنا بحبه؟
طب هو كان عارف؟
ولا راح وهو مش متأكد؟

كنت قاعدة مع أبويا بنتغدى وبعدين بدأ يتكلم عن أمى..
أبويا بيتكلم عنها كتير جدًا دايمًا "بيحشرها" في الكلام
بيذكر تفاصيل خاصة بيها باستمرار..
لو حد ركز ممكن يحس إن الموضوع فيه حاجة مش مظبوطة ما حدش بيتكلم عن شخص توقف عن الوجود بهذا الحزم والشغف لأكثر من ١٠ سنوات..
بس يومها وإحنا بنتكلم كان بيأكد معلومة واحدة؛
"أنا كنت جامد بزيادة ما كنتش بقولها إني بحبها كفاية، ما كنتش عارف إني بحبها كده وإن غيابها هيفرق كده..
يا ريت كنت قولتلها يا ريت كانت عرفت"!

فيه مشهد في فيلمي المفضل "My best friends wedding" بتكون فيه جوليا روبرتس مع ديرموت ملروني - الشخص اللي هي جاية جري عشان تبوظ جوازته، لأنها اكتشفت أنها بتحبه - كان بيقولها "اللي اتعلمته أنا في الدنيا دي؛ هي لحظة هي فرصة بتيجي عشان نعبر فيها، ونقول للي بنحبهم إننا بنحبهم، لازم نقتنصها ونقول، وإلا اللحظة بتفوت والفرصة بتضيع"!
- وعلى الرغم من أنها كانت في لحظتها هتقوله فإنها اترددت وعدت اللحظة وضاعت الفرصة -
كل شخص فينا أعتقد اتمنى في لحظة فرصة تانية عشان يعبر فيها عن مشاعر عجز إنه يبوح بيها لأصحابها..
لكن للأسف وبدون تشاؤم أو نظرة سودة مش دايما الفرصة دي بتبقى متاحة، والبعض مننا عايش بذنب ضياع الفرصة بس الأهم المهم إننا بنتعلم بنحاول نستغل و"نقتنص" الفرص الأخرى، ونعبَّر بدل ما هى كمان تضيع!