رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مولد المصري.. لم نعد نتحدث عن أوجعانا!

جريدة الدستور

المشهد: لم نعد نتحدث عن أوجاعنا.. لأننا بنوجع بعض كبديل!
ما زلنا بصدد رصد المشهد المجتمعي وما صار إليه حالنا مع بعضنا البعض، فالكل يعاني من الكل بشكل أو بآخر لكن لا أحد يشكو، لا أحد يفضفض بما يؤلمه لأن المواجع قد فاقت حد الشكوي، وإلي من نشتكي وقد صار كل من حولنا موجعون مثلنا.. وهم أيضا مصدر أوجاعنا!
يعاني معظمنا منذ أن يصحو من نومه إلي أن يرجع إلي بيته آخر اليوم من صعوبة التعامل مع بني وطننا من المصريين. فنجد صعوبة، بشكل أو بآخر، في أن نجد أو نحصل علي ما نتوقعه في معاملاتنا اليومية. نعاني بدءًا من الضوضاء المحيطة بمسكننا والقمامة أمامه وحوله، وإزعاج الجيران، وزحام المواصلات وتأخرها وندرتها أحيانا أخرى، والإزعاج في الميكروباصات والتكاتك وتشغيل السائقين لأغاني مسفة بصوت بالغ الإرتفاع، وزحام المترو وتأخره أحيانا والسلوكيات الغوغائية في ركوبه والنزول منه، ناهيك عن الروائح الخانقة من عرق وخلافه وما يحمله الركاب أحيانا من أطعمة نيئة تتسرب منها مياه كريهة الرائحة تحت أرجل الركاب.
كما نعاني أيضا من صعوبة السير في الشوارع، سواءا قائدين لسياراتنا أو مترجلين، من سلوكيات قائدي المركبات المختلفة، ومن الحفر والبالوعات ومياهها ومخرجاتها، ويا سلام بقي لو كمان فيه أعمال حفر لتركيبات غاز أو كهرباء أو صرف أو مياه أو تليفون تبقي كملت!

كم منا لا يعانون عند تخليصهم لمصلحة في جهة حكومية على غرار ما عاناه عادل إمام في مجمع التحرير في فيلم "الإرهاب والكباب"؟ كم منا لا يعانون في عملهم من مدير متسلط مثبط للهمم يدعي أنه الأعلم والأفهم ويرفض التغيير والتطوير؟ كم منا لا يعانون من بعض زملاء العمل الوصوليين والمتسلقين وأخصائيي الزمبجة والعصفرة لنيل رضا المدير السامي؟ كم منا لا يعانون من إنعدام الأمانة والصدق في التعامل مع بعض المحلات والبائعين والحرفيين الذين صار يحكمهم الانتهازية وقانون المصلحة والسبوبة السريعة، ولا يهم أن تحصل أنت في مقابل ما تدفعه علي المنتج أو الخدمة كما ينبغي؟

كم منا لم يتعرض للسرقة أو أحد من أسرته، بدءًا من خطف حقيبة يد في الشارع على يد ملثمين علي دراجة بخارية أو سرقة موتوسيكل أو سيارة من أمام بيته أو سرقة شقته وهو مسافر؟ من منا لم يشاهد أو يعرف أحدا تمت سرقته بالإكراه نهارا جهارا أو ليلا في شوارع وأماكن لم يحدث فيها مثل تلك الجريمة منذ قبل؟ من منا لم يشاهد أو يسمع أن هناك محافظة إسمها القليوبية أصبحت تأوي أخطر العصابات الإجرامية في مصر وأكثرها عددا والتي تقوم بكل الأعمال الإجرامية التي عرفها البشر منذ خلق آدم؟ وهل من الطبيعي أن محافظة كاملة تتحول بتلك السهولة لأوكار إجرامية كبيرة لدرجة أن اقتحام وكر واحد منها يحتاج دعما من الجيش بطائرات ومدرعات وأسلحة ثقيلة؟! من منا لم يشاهد أو يعرف أو يسمع عن سطو مسلح علي بنك أو مكتب بريد أو محل أو سيارة نقل أموال؟! وهل تلك النوعية من الحوادث كان من العادي حدوثها في مصر؟ ولماذا يستقبلها المصريون وكأنما يستقبلون حادثة نشل محفظة في أتوبيس نقل عام؟!
وللحديث بقية.. عن المشهد.
أسامة شريبة