رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس عن «معلم الأجيال»: كان سفيرًا للرب على الأرض

 البابا شنودة
البابا شنودة


ثمن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خدمات البابا الراحل شنودة الثالث، للكنيسة، التى امتدت فى عهده إلى أكثر من بلد فى الخارج، فضلًا عن زيادة الرهبنة بصورة واضحة.
وقال البابا تواضروس، لـ«الدستور»: «أحمل للبابا الراحل مشاعر مختلفة داخل قلبى عن الجميع، بحكم مسئوليتى البابوية، لأن البابا شنودة كان أبًا لنا جميعا، وإنسانًا راعيًا ومسكونيًا، ومحبًا ومتواضعًا ومعلمًا، وحينما نشاهد ذكرياته وصوته وصورته، نجد أنه فى الحقيقة رائحة المسيح الذكية».
وأضاف: «علمنا الكتاب المقدس أن نكون سفراء عن السيد المسيح، وأن نكون ملحا فى الأرض، وهذه الصفات كانت فى شخص البابا شنودة، لذا فإن الحديث عنه حلو»، مؤكدا أنه رغم تقدم البابا الراحل فى العمر حتى قارب التسعين، فقد حمل روح الشباب فى خدمته، وكانت ذاكرته قوية وظهرت فى مرحه وابتسامته.
وتابع البطريرك رقم ١١٨: «البابا شنودة كان راعيًا صالحًا والكل يحبه ويحترمه ويهابه، لأنه رئيس أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط، ونحن كلنا من مطارنة وأساقفة داخل المجمع المقدس تعلمنا منه الكثير، واقتبسنا من شخصيته العديد من الصفات العظيمة التى كان يتمتع بها بحكم قربنا وتعاملنا معه طوال سنوات».
واستكمل: «البابا شنودة كان رجلًا وطنيًا، ومصر كانت معشوقته وحبيبته، وشخصيا أسعد عندما أسمع مقولة شهيرة للراحل البابا شنودة من المسئولين فى المجالات الرسمية فى الداخل والخارج وهى: (مصر ليست وطنا نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا)، فهى تحوى مشاعر وطنية خالصة، وحتى الأجانب يتأثرون بها ويترجمونها، وهذا يعبر عن الدفء والحب والعطر، وهو ما تمت ترجمته فى وداع الملايين من المصريين له».
وكشف أن البابا شنودة اهتم بمجالات كثيرة، وأهمها التعاليم اللاهوتية والأسرية، وأحدث نهضة كنسية داخل وخارج مصر، تكللت برسامة الأساقفة فى الداخل والخارج، مشيرا إلى أن البابا شنودة صاحب أقوال خالدة مثل: «ربنا موجود»، وهو تعبير وإن كان معروفا فى حياتنا، لكنه استخدمه بطريقة روحية فى الضيق والأزمات، وكذلك عبارة: «عندما توجد النية يعطى الله الإمكانية».
وذكر البابا تواضروس حكاية جمعته مع البابا شنودة أثناء صلاة القداس، سجلها بالفيديو، وتحمل مشهدًا طريفًا، إذ كان البابا يصلى قداسًا فى حضور عدد كبير من الأساقفة، وفوجئ البابا تواضروس -الذى كان أسقفًا مساعدًا بالبحيرة آنذاك- بأحد الأساقفة يدعوه للذهاب للبابا شنودة.
وتابع البابا تواضروس: «تساءلت لماذا يستدعينى البابا شنودة أثناء الصلاة، وحين رآنى سألنى: هل امتلأت الكأس بالأباركة (وهى جملة تستخدم ضمن سر التناول فى القداس) أم لا؟، مستغلًا طول قامتى التى تمكننى من رؤية الكأس من بعيد»، معتبرا أن هذا الموقف هو أطرف ما جمعه بالبابا الراحل.
واختتم: «مرت ٦ أعوام على رحيل البابا شنودة بعد أن خدم الكنيسة قرابة نصف القرن، وعندما نحتفل بذكراه نشعر أنه خدم الكنيسة بطولها وعرضها وعمقها خدمة لا تنسى، ونفرح أننا عشنا فى زمنه وتعلمنا منه، فقد تعلمنا منه أن يخدم الإنسان الله بأمانة، وهو الهدف، فإن ضاع من الراهب هدفه ضاعت رهبنته، فالأهم نهاية الخدمة وليست بدايتها».