رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معاق تحدى الصعاب لكنه يخشى اليأس

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

نسرد لكم قصة الشاب المعاق «ت. ع» البالغ من العمر 45 عامًا والذي تحدى ظروفه القاسية ولكن هناك ما يصعب عليه مواجهته في الحياة ويشعره بالعجز من خلال كلماته التالية التي رواها لنا على لسانه قائلًا:

«أنا من أسرة بسيطة فقيرة خرجت إلى الدنيا فرد في أسرة تضرب فيها الإعاقة بجذورها في فرعي العائلة رغم عدم وجود صلة قرابة بين عائلة الأب وعائلة الأم.. الأب من ذوي الإعاقة السمعية لا يسمع ولا يتكلم وله ست من الإخوات منهم ثلاثة نفس الإعاقة بالإضافة إلى ابن أخت مما يؤكد أنَّها إعاقة وراثية،
الأم من ذوي الإعاقة الحركية ولها أخت نفس الإعاقة وأبنائها أيضًا بالإضافة إلى خالة الأم وأولادها وهذه الإعاقة لا تظهر من الصغر لكنها تظهر فجأة بعد سن 25 أو 30 وأيضًا هي وراثية وهي التي ورثتها من أمي ورأيت ما سوف أمر به في أمي قبل وفاتها والتي سبقتها أيضًا ابنة خالتي وقبلها خالتي والأسباب معظمها واحد وتتفق في ضمور أحد العضلات الحيوية مثل عضلة التنفس أو عضلة القلب ونظرًا لعدم التعليم فلم تحرك أمي أو خالتي ساكنًا في البحث عن علاج أو أي أمل للعلاج».

«عشت من عمري 30 عامًا سليمًا معافى ورياضيًا وبحريًا بل وكنت مدربًا بالكشافة البحرية وعلى الرغم من مروري بخمس حوادث مميتة ما بين سقوط من الدور الثالث وصعق كهربي وغرق وصدمتني سيارة وسقوط على رأسي إلا أن كل ذلك لم يقتلنِ أو حتى يسبب لي الإعاقة حتى وصلت إلى سن الثلاثين لتقودني الصدفة لمعرفة أن إعاقة أمي وراثية وأني سأتوارثها وبدا منحنى التحول في حركتي بصورة يلاحظها من حولي أكثر مني، وبدأت رحلتي بسبب أن التحول الحركي أنهى عملي في السياحة فبدأت رحلة اللجان الطبية لإثبات الإعاقة للحصول على عمل فكانت جميع تقارير اللجان تقول خزل جزاع وراثي ليس له سبب معروف وليس له علاج».

«دون ذكر أنه متطور وبسرعات مختلفة ويصيب أجهزة وعضلات بالجسم بالتوقف فجأة تمر الأيام والأعوام وأنا أرى في أمي ما سيحدث لي إلى أن توفت ونظرًا لتطور الإعاقة فلقد أخرجتني اللجان الطبية من العمل للعجز ورفضت التأمينات صرف معاشي».

«لمدة خمس سنوات مرت بين روتين ولجان دون عمل ودون دخل وفي النهاية رفضت الصرف نهائيًا والسبب أن اللائحة بتقول لا يجوز الخروج من العمل عجز بسبب الإعاقة التي دخلت بها العمل فأصبحت بلا معاش وبلا عمل حتى تفضل عليا صاحب العمل بأنه سيدفع لي التامينات ويعيدني للعمل ورقيا فقط ويحسن عليا بما يجود به شهريا فشكرته على رحمته من قسوة التأمينات وظللت أعاني من قلة الدخل وزيادة الأسعار ومتطلبات الحياة خاصة وأنا من ساكني الإيجار الحديث فأنا لا أملك مالا للحصول على سكن سواء أهالي أو حكومة التي تعطي للبلطجية شقق وتفرشها أيضا مجانا وطبعا فقدت الاهتمام بالبحث عن علاج أو اهتمام بالصحة عموما إلى أن شاءت الأقدار أن تربطني الحياة بأخت فاضلة أضاءت لي الأمل وشجعتني للبحث عن علاج وأخذت تساعدني وتقف بجانبي إلى أن كبر الأمل عندما ردت مستشفى متخصص في الأعصاب في الصين بأنه يوجد علاج لحالتك بإجراء عمليات زرع خلايا جذعية وسرعان ما تبدد الأمل عند معرفتي بتكاليف العمليات والسفر فلقد وصلت التكلفة إلى 28000 دولار وطبعًا أنا لا أملك دولار واحد فأغلقت الموضوع ورفضت الأخت الفاضلة أن يموت الأمل خاصة وهي ترى أعراض الإصابة تتزايد فقامت باتصالات مع أهل الخير ومع مؤسسة كبيرة خيرية وتم تدبير المبلغ وبعد معاناة للحصول على الفيزا وتم السفر وهناك قمت بإجراء أربع عمليات زرع خلايا جذعية».

«عرفت أنه من أجل إيقاف تطور هذا المرض لا بد من إجراء هذه العمليات ثلاث أو أربع مرات على أن يكون بين كل مرة وأخرى فترة ست شهور لسنة من العلاج الطبيعي المكثف وبتقنية لا توجد إلا في مركز تأهيل العجوزة وعندما رجعت وجدت أن اليوم يتكلف من 500 إلى 900 جنيه فأصبت بخيبة الأمل وزادت الطينة بلة عندما أبلغني صاحب الشقة أنه يريد زيادة الإيجار أو اترك الشقة».

«وفي نفس الوقت لم أعد أستطيع مواجهة سعار شركات الخدمات ماء وكهرباء وغاز في الفواتير ولأني إيجار حديث فليس من حقي الشكوى لأني لست صاحب الشقة وصاحب الشقة يقول مليش دعوة وأنا ليس لدي قدرة للحصول على مسكن».

تليفون صاحب الشكوى 01223476778