رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منى عبود: السيسى صنع ثورة اقتصادية.. ومتفائلة بانتعاش السوق

منى عبود
منى عبود

حصلنا على موافقة لتنفيذ مشروع «مستقبل سيتى»
أدعم الرئيس لولاية ثانية.. والحكومة اتخذت إجراءات إصلاحية لم يجرؤ عليها أحد منذ 30 عامًا
تقدمت بطلب للحصول على 600 فدان فى العاصمة الإدارية الجديدة
كنت ضحية للخلافات بين هشام جنينة وأحمد الزند ومشروعى تعطل 3 سنوات


باعتبارها مستثمرة فى السوق العقارية، لمست بنفسها الكثير من التغيرات الإيجابية فى مناخ الاستثمار بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الرئاسة، لذا تؤكد دعمها للرئيس لفترة حكم ثانية، فى الانتخابات المقررة مارس المقبل.

منى عبود، رئيسة الشركة العربية للاستثمار العقارى، قالت فى حوارها مع «الدستور»، إن السيسى أحدث ثورة فى الاقتصاد، مشيدة بتعديل كثير من القوانين فى ظل برنامج الإصلاح الاقتصادى.

وأشارت إلى أن السوق العقارية تعد الأفضل على الإطلاق فى الاستثمار، ومصدر جذب للفوائض المالية فى السوق، وتوقعت أن يشهد ٢٠١٨ مستوى أفضل وإقبالًا على طلب الوحدات السكنية، خاصة فى ظل الفجوة بين العرض والطلب التى تقدر بحوالى ٦٥٠ ألف وحدة سكنية.


■ بداية.. ما تقييمك للقرارات الاقتصادية للحكومة فى الآونة الأخيرة؟
- الحكومة اتخذت عددًا من الإجراءات الاقتصادية، التى لم تجرؤ أى حكومة سابقة على تنفيذها منذ ٣٠ عامًا.. نعم، كانت الإجراءات قاسية على كاهل المواطن البسيط، لكنها ضرورية وكان لا بد من اتخاذها، فهى بمثابة الدواء المر لتعافى الاقتصاد.
■ هل تسير الحكومة بنفس وتيرة الرئيس السيسى؟
- الحكومة الحالية جيدة، لكنها لا تتناسب مع قدرات الرئيس، فهو يسير بوتيرة سريعة جدًا، وتعانى الحكومة من بطء فى اتخاذ القرارات، ما يستدعى تدخل الرئيس فى بعض الأحيان، ويمكن القول إن السيسى أحدث ثورة فى الاقتصاد، إذ عمل على تعديل كثير من القوانين والتشريعات التى ظلت تشهد مطالب عبر الحكومات بتعديلها، ولم تكن هناك قدرة على حسم الأمور، لكن الوضع الآن مختلف، فهناك قوانين منذ ٣٠ عامًا، نطالب بتعديلها، ولم يحدث ذلك إلا فى عهد الرئيس السيسى.
■ كيف تقيمين الفترة الأولى للرئيس السيسى؟
- السيسى تولى الرئاسة فى فترة صعبة، جاءت بعد ثورتين، وكان هناك كثير من الأزمات، إذ كانت البلاد تعانى من اضطراب أمنى وسياسى، وتراجع اقتصادى غير مسبوق، وكان لزامًا عليه أن يواجه كل ذلك، وبالفعل أصبحت مصر فى مرحلة جنى الثمار لتلك الجهود، فتم إنجاز كثير من المشروعات والطرق والكبارى فى فترة وجيزة جدًا.
■ ما رسالتك لطمأنة الشعب المصرى؟
- ما يقرب من ٨٠٪ من المواطنين غير مدركين لكل القرارات الاقتصادية التى تجريها الحكومة، وليست لديهم دراية بجميع الأعباء على الدولة، فالرئيس أنجز كثيرًا من القرارات التى تسهم فى بناء مصر، وعمل على تقوية العلاقات الخارجية بالدول المجاورة، فضلًا عن المدن التى تم إنشاؤها وتحسين المناخ الاستثمارى، وإنهاء كثير من مشاكل المُصنعين والمستوردين، كل ذلك يعنى أن لديه كثيرًا من الأعباء ويعمل على بناء البلد وترسيخ جذور له، ويجب على المواطنين التأكد والثقة بأن مصر تنهض من جديد، ولا بد من تحمل الدواء المُر، لكى تنجو من كل تلك العقبات.
■ كيف تقيمين أداء الوزراء فى الحكومة وهل تتوقعين تغييرهم بشكل كامل؟
- أداء وزراء الحكومة الحالية جيد بنسبة تقدر بنحو ٦٠٪، والتغيير الوزارى لا يجب أن يكون على جميع الوزراء، فهناك عدد منهم وجودهم مكسب للحكومة الحالية، ولديهم كثير من الخبرات، وقاموا بالعديد من الإنجازات، وسيتم الإبقاء عليهم.
■ هل تعرضتِ لمضايقات فى عهد «الإخوان»؟
- بالفعل تعرضت لكثير من المضايقات، وكنت ضحية لخلافات سياسية كانت بين المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات، والمستشار أحمد الزند، وزير العدل الأسبق، ولحقتنى خسارة كبيرة، بعد أن عمل الجهاز على عرقلة مشروعى لمدة استمرت نحو ٣ سنوات، وهو ما أثر كثيرًا على نشاط شركتى فى ذلك الوقت.
■ متى بدأتِ حياتك العملية وكم يبلغ حجم استثماراتك؟
- بدأت العمل فى الاستثمار العقارى منذ ٣٠ عامًا، ولم يكن لدىّ رأسمال نقدى، لكنى كنت أعتبر أن أفكارى هى رأسمالى، وهى التى ساعدتنى على تحقيق كل تلك الإنجازات. كنت أضع الخطط للورثة وأبيع لهم العقار مرة تلو الأخرى بأفكارى، حتى وصلت لما أنا عليه الآن، ومع ذلك فأنا أعتبر أن رأس المال الحقيقى لدى أى مستثمر هو «الاستثمار الفكرى».
■ ما رؤيتك للسوق العقارية الآن؟
- السوق العقارية هى الأفضل على الإطلاق فى الاستثمار، كما أنها مصدر جذب للفوائض المالية فى السوق، وعلى المستوى الشخصى فأنا أفضل العمل والاستثمار بها أيضًا.
وأتوقع أن يشهد ٢٠١٨ بالنسبة للقطاع العقارى مستوى أفضل، وأن يشهد إقبالًا على طلب الوحدات السكنية، خاصة فى ظل الفجوة بين العرض والطلب التى تقدر بحوالى ٦٥٠ ألف وحدة سكنية فى ظل تزايد عدد السكان، مما يعمل على زيادة مبيعات الشركات، وأتوقع أيضا أن يشهد عام ٢٠١٨ ارتفاعًا فى أسعار العقارات تصل إلى ٣٠٪، ولمواجهة ذلك من المتوقع أن يلجأ المطورون العقاريون إلى تقليل مساحات الوحدات السكنية، لتقليل التكلفة السعرية.
■ ما خطتكم خلال المرحلة المقبلة؟
- نعمل حاليًا على الاستعداد للدخول فى مشروعات كبيرة، وجارٍ الاتفاق مع شركاء لتكون بمثابة الشركة القابضة المصرية العربية، ومن المقرر أن يبلغ حجم الاستثمارات فى تلك الفترة نحو ٤٠ مليار جنيه، ومن المزمع الانتهاء من جميع الإجراءات الخاصة بذلك منتصف العام الجارى.
■ ماذا يعنى لك مشروع «جاردن هيلز»؟
- هذا المشروع استغرق من عمرى نحو ٣٠ عامًا، وأنا أحمل بداخلى حبًا وانتماء له، يقارن بابنتى الأولى، كما أننى مررت بظروف صعبة وتحملت الكثير حتى أحقق هذا النجاح الذى أذهل السوق العقارية فى مصر والعالم العربى.
كما أن المشروع واحد من أهم المشروعات التى تشيدها الشركة العربية للمبانى بالمدن العمرانية الجديدة بمنطقة ٦ أكتوبر، ويقام على مساحة ١٥٠ فدانًا، بنسبة ٢٠٪ مبانٍ، والباقى مساحات خضراء وخدمات.
■ كيف استقبلت السوق العقارية المشروع؟
- المشروع لقى إقبالًا غير مسبوق، لأن أسعاره تنافسية، وواجهت ظروفًا صعبة لأحقق هذا الإنجاز، كما استطعت بفضل النجاح العظيم للشركة أن تكون نموذجًا لشركات فى الوطن العربى ولشركات أجنبية، وطلب منى مستثمرون أجانب أكثر من مرة أن أشاركهم فى استثمارات خارجية فى عدد من الدول المختلفة.
■ ما أبرز تفاصيل مشروع «جاردن هيلز»؟
- حققت الشركة نجاحًا ملحوظًا فى مشروع «جاردن هيلز»، من خلال تنفيذ مشروع متكامل الخدمات ولشريحة متوسطى الدخل، ويقطن بالمشروع حوالى ١٧٥٠ قاضيًا.
وتسير معدلات العمل فى المشروع بخطى ثابتة وفقًا لجدول زمنى محدد، وتم الانتهاء من تنفيذ ٣١٤٤ وحدة فى كل من المراحل الأولى والثانية والثالثة والرابعة وبيعها بالكامل، وتسليم المراحل الثلاث، وجارٍ تسليم المرحلة الرابعة، على أن يتم البدء فى تنفيذ المرحلة الخامسة والأخيرة بإجمالى ١٠٣٢ وحدة سكنية بتكلفة مليار جنيه.
وتقدر المساحة الإجمالية للمشروع بحوالى ١٥٠ فدانًا، ويضم ٤١٧٦ وحدة سكنية بواقع دور أرضى و٥ أدوار علوية، بالتعاون مع المكتب الاستشارى «صبور» ومكتب «محرم باخوم» لإدارة المشروع.
■ هل هناك استثمارات خاصة بشركتك فى العاصمة الإدارية الجديدة؟
- نعم، هناك خطة للتوسع خلال المرحلة المقبلة، خاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة، وتقدمت بطلب للحصول على قطعة أرض تتراوح مساحتها ما بين ٢٠٠ و٦٠٠ فدان، لإقامة مشروع عمرانى بنظام الشراكة، كما أن الشركة تلقت عروضًا من شركات خليجية للمشاركة معها فى المشروع، وجارٍ دراستها، فضلًا عن ٥٠٠ فدان مع هيئة المجتمعات العمرانية.
■ هل للشركة دور فى تنفيذ مشروع «مستقبل سيتى»؟
- بالفعل الشركة حصلت على موافقة لتنفيذ مشروع «مستقبل سيتى» على مساحة ٥٠٠ فدان.
■ ما آخر تطورات المشروعات الجديدة للشركة؟
- لدينا مشروع «إيفورا» السكنى على مساحة ٣٤ فدانًا بالقاهرة الجديدة، بقيمة إجمالية استثمارية تبلغ ١.٤ مليار جنيه، وكان عبارة عن متخللات أراضٍ، تم حصرها من قبل جهاز مدينة القاهرة الجديدة، وطرحها للمستثمرين عن طريق مزاد، ونجحت الشركة فى الحصول عليها، ووضع المكتب الاستشارى «دار المعمار» التصميمات الهندسية الخاصة بالمشروع.
■ متى سيتم البدء الفعلى فى تنفيذ المشروع؟
- من المقرر أن يتم البدء الفعلى فى تنفيذ ٩٦٠ وحدة سكنية على ٢٠٪ من إجمالى مساحة المشروع، بمساحات تبدأ من ٨٥ إلى ٢٢٠ مترًا مربعًا، على أن يتم طرح المشروع خلال يونيو المقبل، وتنفيذه خلال ٣ سنوات على مرحلتين.
■ بماذا تطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسى كمستثمرة؟
- نطالبه بالاستمرار فى تعديل التشريعات، ومساندة المستثمرين والعمل على تذليل العقبات أمامهم، والعقبة الكبرى المحليات، فعلى الرغم من تعديل كثير من القوانين للتخلص من البيروقراطية وصعوبة الإجراءات الخاصة بالمستثمرين، كقانون الاستثمار الذى يشتمل على ما يسمى بـ«الشباك الواحد»، وقانون التراخيص الصناعية الذى أسهم فى تقليل مدة طلب الأراضى، إلا أن المحليات ما زالت العقبة الكبرى.
■ هل ستشاركين فى الانتخابات الرئاسية؟
- بالتأكيد، وعلى المستوى الشخصى أؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنى كمستثمرة مصرية شعرت بتحسن كبير فى المناخ الاستثمارى، كما أنه أسهم فى حل كثير من الأزمات، ويجب علينا مساندته لاستكمال الطريق للنهوض بالبلاد، وبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تبنته الحكومة، أسهم فى تحقيق الاستقرار لدى المستثمرين على المستوى الخاص، والاستقرار بشكل عام على مستوى الاقتصاد الكلى، ما يعمل على التعافى الاقتصادى، ويسهم فى خفض الدين العام.
كيف تحققين التوازن بين الأسرة والعمل؟
- كأى امرأة مصرية، أستيقظ مبكرًا لتحضير الطعام لأولادى، ثم أذهب للعمل ويستغرق العمل من يومى ما يقرب من ١٢ ساعة متواصلة، وأحيانًا أخرى أكثر من ذلك، لكننى لا أشعر بالملل، فأنا أعشق النجاح وأحب العمل كثيرًا ويساعدنى فى ذلك تنظيم وقتى.