رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أدباء عن جائزة «البوكر»: تُمنح لاعتبارات أخرى

جريدة الدستور

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، اليوم الأربعاء، عن الروايات الست التى وصلت إلى القائمة القصيرة، فى دورتها الـ11، لعام 2018، فى حفل أقيم بمؤسسة عبد الحميد شومان، فى العاصمة الأردنية عمان.

وكانت المفاجأة أن جاءت القائمة القصيرة للجائزة، خالية من الأسماء المصرية، حيث تنوعت جنسيات الكتاب الست ما بين سوريا والعراق والسودان والسعودية وفلسطين، والتي كانت صاحبة النصيب الأكبر بعملين «وارث الشواهد» لـ وليد الشرفا، و«حرب الكلب الثانية» للكاتب إبراهيم نصر الله، هذا الأمر دفعنا إلى التساؤل، حول أسباب غياب اسم «مصر» عن القائمة القصيرة لـ«البوكر»:

في البداية قال الناقد والكاتب سيد الوكيل إن غياب الأسماء المصرية من القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» هذا العام، من الممكن أن يكون مؤشرا على تراجع الأدب المصري في تلك الفترة، مشيرا إلى أنها قد تُمنح لاعتبارات سياسية، وهو دليل على اهتراء المشهد الأدبي في الوطن العربي كله.

وأوضح «الوكيل» أن هذا هو ما يحدث في كل الجوائز، والمسائل ليست على قدر السياسة فقط، ولكن كذلك على قدر المصالح، مثل العلاقات مع دور النشر، فجائزة «البوكر» في الأساس موجهة للناشرين، وهذا يكون له اعتبار أيضا، مؤكدا أن دور النشر التي تستطيع التواصل بشكل أكبر، وعلى معرفة بشروط الجائزة من الداخل تستطيع تحقيق ذلك.

وتابع: ولكن هذا الكلام قيل أيضا عندما حصل نجيب محفوظ على «نوبل»، فقيل إنها منحت له لاعتبارات سياسية، ولكن السؤال هل نجيب محفوظ أقل قيمة من أن يحصل على نوبل؟ والجواب هو بالقطع لا، فنجيب محفوظ من أهم الذين حصلوا على نوبل في تاريخها، حسب قوله.

واختتم «الوكيل» كلامه مؤكدا أن هناك 3 أشياء لابد ألا تتدخل فيهم الاعتبارات السياسية، وهم الثقافة والعلم والدين.

على الجانب الآخر كان الدكتور شوكت المصري، يرى أن غياب الأسماء المصرية عن جائزة «البوكر»، ليس دليلا على تراجع الأدب المصري، مؤكدا أن الأمر يعود إلى ذائقة لجنة التحكيم، فالذائقة دائما هي ما تتحكم في نتائج الجوائز الأدبية، سواء كانت جوائز الدولة أو البوكر، مضيفا أن ما يهمنا في النهاية أن تكون النتائج في صالح أدب جيد وحقيقي.

من جانبها أشارت الناقدة الدكتورة هويدا صالح، إلى أن جائزة «البوكر» بالتحديد لديها مشكلة، وهي أنها تتعامل مع الجائزة باعتبارها نصيبًا تمنحه لدولة كل عام، مؤكدة أنه قد يكون هناك روايات تستحق الفوز بالفعل، ولكنها تستبعد لاعتبارات أخرى، وقد يكون أصحابها أسماء لا تستحق، ولكنها وصلت للقائمة لأنها تمثل بلدًا بعينه.

وأضافت: أنا ضد التقسيم الجفرافي للجوائز، وعندما تغيب مصر، فلا يعني أنه ليس هناك أدب مصري جيد، فربما لم يتقدم للجائزة من يستحق الفوز بها، كذلك فإن من يتقدم فإنه يمثل نفسه فقط، ولا يمثل الأدب المصري.

الكاتب الروائي «مصطفى البلكي»، عبر عن تعجبه من قدرة لجان تحكيم البوكر على تحديد الروايات للفوز بالجائزة، من بين مئات الروايات المتقدمة، متهمًا اللجنة بالإخفاق وسيطرة الذائقة الفردية عليها،
مضيفا: «في الدورة السابقة كانت هناك روايات لم تنل الجائزة، من وجهة نظري هي من أفضل الروايات».