رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال عامين.. كيف قضت مصر على مافيا الهجرة غير الشرعية؟ (تفاعلى)

مهاجرون غير شرعيون
مهاجرون غير شرعيون

إشادةٌ كبيرةٌ جَنتها الدولة المصرية فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، بعدما كانت مصر محطة كبرى فى تصدير المهاجرين غير الشرعيين، تلك الإشادات التى دفعت وزير الخارجية سامح شكرى، خلال مقابلته مع ملك إسبانيا للقول بأنه لم تخرج أى سفينة تحمل مهاجرين غير شرعيين من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016.
 
 

قرى ومراكز الهجرة غير الشرعية فى مصر
 "الدستور" فى هذا التقرير بحثت عما فعلته السلطات المصرية لإجهاض محاولات الهجرة غير الشرعية، هل شددت العقوبات؟ هل كثفت الدوريات الحدودية والساحلية؟ هل عقدت اتفاقيات مع دول أخرى؟ . إلا أن ما توصلنا له كان مفاجأة وهو أن السبب الرئيسي لنجاح السلطات المصرية فى مكافحة الهجرة غير الشرعية كان "التنمية" وتخصيص مشروعات للشباب وإعادتهم لحب وطنهم مرة أخرى، بالإضافة إلى اختيار الأماكن الساحلية لتنفيذ مشروعات ضخمة كان أبرزها مشروع غليون للاستزراع السمكي فى أعلى نقطة حدودية هناك كانت وكراً للهروب، وبالإضافة لذلك شنت الدولة حملات إعلامية مكثفة للتوعية ضد الهجرة غير الشرعية، واختيار فنانين لديهم حب لدى قطاع عريض من الشباب مثل الفنان محمد رمضان لذلك. 

 
رسم بياني يوضح انخفاض أعداد الهجرة من مصر
 ليس هذا فقط ما فعلته مصر، ولكن تم ضرب مخططات سماسرة الاتجار بالبشر والمهربين فى مقتل، وإحكام القبضة الأمنية على السواحل المصرية وإحباط العشرات من المحاولات فى الخروج من مصر إلى دول الجوار أو الدول الغربية.  
غليون.. من بؤرة تهريب إلى مشروع تنموى عملاق
مشروع غليون.. من وكر لهجرة غير شرعية إلى مدينة صناعية متكاملة.. و يعد أكبر مشروع تنموي للحد من الهجرة غير الشرعية، افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي فى نوفمبر الماضي، بمحافظة كفر الشيخ، وأشرفت عليه القوات المسلحة، وهو أكبر مزرعة سمكية بحرية في منطقة الشرق الأوسط، ويقع بمركز مطوبس، شمال محافظة كفر الشيخ.
 تم تنفيذ المرحلة الأولى منه على مساحة 4000 فدان، بتكلفة مليار و700 مليون جنيه. وستقام مرحلته الثانية على مساحة 9000 فدان، ويضم مفرخ أسماك وجمبري على مساحة 17 فدانا بطاقة 20 مليون أصبعية أسماك بحرية و2 مليار يرقة جمبري، ويعمل به نحو 5 آلاف عامل من أهالى المنطقة.


محافظات الهجرة غير الشرعية فى مصر
 "مشروعك".. هو مبادرة لتمويل المشاريع الصغيرة لشباب الصعيد، حيث عقد جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والمنظمة الدولية للهجرة، اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع «مبادرات التنمية المحلية المصرية من خلال دعم المصريين فى الخارج»، وذلك بهدف تمويل مشروعات تنموية صغيرة للشباب، بغرض الحد من الهجرة غير الشرعية، وتم اختيار محافظة أسيوط لكونها من المحافظات ذات الأولوية طبقا لخريطة الفقر، وكونها إحدى المحافظات المصدرة لأعداد كبيرة من الهجرة، وقد أطلقت الحكومة المصرية مشروعا تنمويا جديدا لتشغيل الشباب، تحت اسم "مشروعك"، وذلك في إطار تعليمات الرئيس السيسي.

وأطلق المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية السابق، إشارة بدء مبادرة "مشروعك" فى مارس 2015، لتوفير فرص عمل للشباب في القرى والأحياء والمدن والمراكز، وتحقيق التنمية المستدامة في المحافظات، والحد من الهجرة. وتنفذ المبادرة بالتنسيق بين وزارة التنمية المحلية وعدة بنوك، وتم ضخ 3 مليارات جنيه كدفعة أولى لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتوسطة.  

 

التعاون المشترك بين مصر وبريطانيا للحد من الهجرة غير الشرعية
كما اتجهت مصر لعقد عدة اتفاقيات دولية للحد من الهجرة غير الشرعية، فأطلقت مشروع مكافحة الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع بريطانيا، لمكافحة الهجرة فى المحافظات الأكثر تصديرا لها، بموازنة قدرت بـ 2 مليون إسترلينى وبتنفيذ المنظمة الدولية للهجرة، ويسعى البرنامج لإنشاء 3 مشروعات صغيرة بتمويل من المملكة المتحدة لمساعدة أهالى كل المحافظات المصدرة للهجرة، والتشجيع على التوسع فى المشروعات الصغيرة. 

 

إعلان حازم إمام لمكافحة الهجرة غير الشرعية
 هناك دور للإعلام وحملات التوعية للحد من الهجرة غير الشرعية، فقد سعت الدولة فى حملتها لمنع الهجرة غير الشرعية إلى دمج الإعلام والفن لتوصيل الرسالة إلى مختلف طبقات الشعب، ولم تعتمد المعالجة الإعلامية الشاملة على التغطية الإخبارية لمحاولات الهجرة غير الشرعية؛ وإنما استعرضت الأسباب الدافعة لها، وعرض البدائل والفرص المتاحة في مصر للارتقاء بمستوى المعيشة والدخل، وطرح التجارب الناجحة للشباب الذين تمكنوا من تحقيق أحلامهم داخل مصر أو في الخارج من خلال طرق شرعية. 
وكان للفنانين دور واضح فى توعية الشباب بمخاطرها، وعلى رأسهم الفنان محمد رمضان الذي رافق وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج السفيرة نبيلة مكرم، إلى مجمع دمنهور الثقافى بمدينة دمنهور، للمشاركة فى مؤتمر لمكافحة الهجرة غير الشرعية، تحت عنوان "قبل ما تهاجر فكر وشاور"، لدعم جهود الوزارة وتوعية الشباب بمخاطرها.
 قوانين صدرت للحد منها.. فقد أعدت منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان مشروع قانون لمكافحة الهجرة غير الشرعية وجرائم التسلل، وتم رفعه إلى الحكومة ورئاسة الجمهورية لمناقشته وإقراره .
وقال المستشار نجيب جبرائيل، رئيس اللجنة القانونية بالمنظمة في تصريحاته، إن القانون مكون من 17 مادة ويأتي في ظل انتشار غير مسبوق لظاهرة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وما ينجم عنها من غرق آلاف المهاجرين في البحر المتوسط، مؤكدا أن مصر بذلك تكون قد أعدت أول قانون في العالم لمواجهة الظاهرة. 
وأوضح أن القانون تضمن عقوبة السجن من 15 إلى 20 عاما لمرتكبي الجريمة والإعدام لمن تسبب في غرق أو هلاك إنسان، كما نصت المادة التاسعة بالعقوبة بالسجن المشدد مدة لا تقل عن 15 عاما وتصل إلى 20 عاما لكل شخص ارتكب فعلا من الأفعال الواردة بالمادتين 1- 2 من هذا القانون، وتعاقب المادة 10 بذات العقوبة الواردة في المادة التاسعة من هذا القانون كل من ارتكب فعلا واردا في المادة الثالثة ب، وأكدت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، أنها سترسل اللائحة التنفيذية للقانون رقم 82 لسنة 2016 بشأن الهجرة غير الشرعية إلى مجلس الوزراء خلال أيام. 
وقالت إن القانون لقى إشادة كبيرة من المجتمع الدولى، مشيرة إلى أن مصر لا تحتل مرتبة متقدمة بين الدول كما يروج البعض فى مجال الهجرة غير الشرعية. وكشفت «جبر» عن أكثر المحافظات تصديرًا للهجرة غير الشرعية، لافتة إلى أن عدد الأطفال المهاجرين إلى إيطاليا يفوق عدد الشباب، وأن أكثر من %20 من المصريين المهاجرين لأوروبا أطفال، كما أوضحت أهم جهود ومعوقات مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، - والقانون كان له رد فعل دولى كبير جدًا، حيث أشاد به وليام سوينج، مدير منظمة الهجرة الدولية، أثناء زيارته الأخيرة لمصر، مؤكدًا اتفاقه مع المعايير الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها مصر، وهو أول قانون فى منطقة الشرق الأوسط، وهذا أمر منحنا مصداقية كبيرة، لأنه يؤكد جدية مصر فى مكافحة هذه الظاهرة.

 دور الجيش والشرطة في تأمين الحدود لمكافحة الهجرة غير الشرعية
تمكنت وحدة مكافحة جرائم الهجرة غير الشرعية بإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الفيوم، من ضبط عامل، يسهل تسفير العمالة المصرية بطرق غير شرعية إلى الدول الأوروبية عن طريق ليبيا، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق، وبعد تقنين الإجراءات القانونية، تم ضبط المتهم، وبحوزته جوازا سفر محددان، ومبلغ مالي قدره 10 آلاف جنيه، وأقر بارتكابه الواقعة، وأن المضبوطات تخص عملاءه من راغبي الهجرة غير الشرعية، وأن المبلغ المالي المضبوط حصل عليه من بعض عملائه.
كما نجحت أيضا قوات الأمن بالإسكندرية، في القبض على 4 من سماسرة الهجرة غير الشرعية، بينهم شيخ الصيادين بمنطقة أبوقير، لقيامهم بمزاولة نشاط واسع النطاق في مجال تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية باستخدام عائمات غير آمنة وغير معدة لنقل الركاب مما يعرض حياة مستقليها لخطر الموت غرقا. 
وحول مستقبل الهجرة بعد إصدار القانون، يقول المهرب السابق:"الحركة الآن قليلة نسبيا، حيث تم القبض على العشرات ممن يعملون في الهجرة غير الشرعية والبعض اختفى وهرب، لكن الهجرة لن تنعدم، فقد تقل نسبيا ولكنها ستعود لأن الشباب هم الذين يلحون ويريدون السفر والعيش تجربة الحظ لأنهم يضعون نصب أعينهم أصدقاءهم أو أحد أقربائهم في القرية والذي نجح في تجربة الهجرة واشترى سيارة وشقة أو أرضًا. كما يسمعون عن هؤلاء أن حالهم أفضل بالرغم من وجود أصدقاء آخرين انتهى بهم المطاف بالفشل في ذلك".