رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف بدأت قصة نضال «جميلة بوحيرد»؟

جميلة بوحيرد»
جميلة بوحيرد»

تعتبر قصة كفاح المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ضد الاستعمار من أوائل القصص التى جسدت معاناة المرأة وتاريخها ضد الاستعمار.

حيث بدأت قصة نضال بوحيرد من المدرسة، فكان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أُمُنا لكنها كانت تصرخ وتقول: الجزائر أمُنا، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقابًا شديدًا لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية.

انضمت بعد ذلك إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين، حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها.

من داخل المستشفى بدأ الفرنسيون تعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة 3 أيام من طرف المستعمر كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول: الجزائر أُمُنا.

وحين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقررت محاكمتها صوريًا وصدر بحقها حكمًا بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم، تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة.

وبعد تحرير الجزائر عام 1962، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي جاك فيرجيس سنة 1965 الذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد والذي أسلم واتخد منصور اسمًا له.

كتب الشاعر نزار قباني قصيدة اختص فيها جميلة بوحيرد وسرد من خلالها قصة كفاحها ضد الاستعمار تقول بعض أبياتها: «الاسم جميلة بوحيرد.. رقم الزنزانة تسعونا.. في السجن الحربيّ بوهرانْ.. والعمر اثنان وعشرونا.. عينان كقنديلي معبد.. والشَعرُ العربي الأسود.. كالصيف.. كشلالِ الأحزان».