رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من الإعدام إلى البراءة».. محطات في حياة جميلة بوحيرد

جميلة بوحيرد
جميلة بوحيرد

«جميلة بوحيرد»، مناضلة جزائرية ساهمت بشكل مباشر في ثورة بلادها على الاستعمار الفرنسي، في منتصف القرن الماضي، وترصد «الدستور» أبرز المحطات في حياتها.

«نشأتها»
ولدت« جميلة» في حي القصبة، الجزائر العاصمة، من أب جزائري مثقف وأم تونسية، وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، وكان لوالدتها التاثير الأكبر في حبها للوطن، فقد كانت أول من زرع فيها الوطنية رغم سنها الصغيرة آنذاك، وواصلت «جميلة» تعليمها المدرسي، ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء، مارست الرقص الكلاسيكي وكانت ماهرة في ركوب الخيل.

«نضالها ضد الاستعمار»
كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح: «فرنسا أُمُنا»، لكنها كانت تصرخ وتقول: «الجزائر أًمُنا»، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من الطابور وعاقبها عقابًا شديدًا لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية، وانضمت إلي جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها، ومن داخل المستشفى بدأ الفرنسيون تعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام لتعترف على زملائها، لكنها تحملت التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا.

فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، وصدر بحقها حكمًا بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم، تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة.

«زواجها من محاميها»
بعد تحرير الجزائر عام 1962، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي جاك فيرجيس سنة 1965 الذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد والذي أسلم واتخد منصور اسما له، وانفصلا في بداية التسعينات.

لمع نجم فيرجيس في قضية «جميلة»، خاصة بعد إصدار نص محاكمتها برفقة صديقه الكاتب جورج أرنو (1917 - 1987) ضمن كتابه الشهير «من أجل جميلة»، وثق فيه تقارير الطبيبة الفرنسية جنين بلخوجة التي أشرفت على علاجها في سجنها، تثبت ما تعرضت له بوحيرد من تعذيب جسدي ونفسي وجنسي.