رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوسواس القهري» يدمر علاقاتك الشخصية.. تعرف على علاجه

الوسواس القهري
الوسواس القهري

هناك نوع من الوسواس القهري يدمر علاقة المصاب بالمحيطين به، ونوع آخر لا يؤثر عليها، فرغم التشابه الكبير في التسمية، إلا أن هناك فرقًا جوهريًا بين اضطراب الوسواس القهري OCD، واضطراب الوسواس القهري الشخصي OCPD.

فالمصاب بالنوع الأول يميل إلى الهوس بأداء سلوكيات معينة بطقوس غريبة، لكن النوع الثاني لديهم هوس الكمال في كل شيء، مما يؤثر بشكل درامي على علاقتهم بالآخرين ويخلق معاناة نفسية كبيرة لديهم.

ووفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في طبعته الخامسة، فإن اضطراب الوسواس القهري الشخصي OCPD يمكن تشخيصه على النحو التالي: يكون لدى الشخص شعور ضاغط بالرغبة في الكمال والسيطرة العقلية والشخصية، على حساب المرونة والانفتاح والكفاءة، ويشمل ذلك الانشغال المبالغ فيه بالتفاصيل والقواعد والقوائم والنظام والجداول، وفرض معايير صارمة في العمل تحول دون إتمام أي مشروع، وفرض معايير ذاتية مفرطة على الضمير والأخلاق، وعدم التمييز بين الصواب والقيود عديمة القيمة.

أما اضطراب الوسواس القهري OCD، يتميز بسمتين هما: الهواجس حيث يعاني الشخص من أفكار متكررة ومتطفلة وصور تسبب القلق الشديد والإجبار، حيث يشعر الشخص بأنه لا يستطيع مقاومة سلوكيات متكررة مثل غسل اليدين والتحقق والترتيب وتكرار الكلمات بصمت وما شابه ذلك.

ويتشابه نوعي الاضطراب في حرص المريض على النظافة والترتيب والدقة وشكوك الذاكرة والعدوانية.
فالنوع الأول يعتبر اضطرابًا في الشخصية ويؤثر على علاقات المريض ولا يدرك غالبًا أنه بحاجة إلى مساعدة وقد يفقد تعاطف المحيطين ولا يظهر عادة في العمل، فيكون المريض موظف جيد، لكن فاشل في العلاقات، وقد يكون سببه الأساسي جيني أو بسبب التعرض للأذى في الطفولة، بينما النوع الثاني يعتبر اضطرابًا في السلوك، ويظهر في السلوكيات اليومية، وقد يؤثر على العمل لكنه يحصد تعاطف المحيطين، ويعرف المريض أنه بحاجة لدعم ومساعدة، وقد ينتج عن أسباب عضوية عصبية.

ويختلف العلاج أيضًا، فالاضطراب الأول يحتاج إلى علاج الشخصية نفسها، وقد لا تختفي المشكلة تمامًا، بينما النوع الثاني يعتمد فى علاجه على منع القلق والتوتر الناتج عن الاضطراب.