رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محسن عيد يكتب: «الحرب الشاملة 1».. تطهير الأرض والرد على الخونة

جريدة الدستور

أعلنت قواتنا المسلحة يوم الجمعة الماضي الحرب الشاملة علي الإرهاب في سيناء للتخلص نهائيًا من شرور الإرهاب وتطهير المجتمع من الفتنة.

وتخوض القوات المسلحة والشرطة المصرية عملية تطهير الأرض، ودحر الإرهاب من فوق أرض سيناء، وهو الأمر الذي يدعونا للتأكيد على:

أولا: أن الحرب الشاملة هو تعبير عسكري يعرف أبعاده العسكريين ويعرفها الخبراء بأنها الحرب التى لا تفرِق بين الجبهة والداخل، وتطبع جميع نواحى وأنشطة الحياة بطابعها، فهى لا تفرِق بين الحرب العسكرية على الحدود والحرب على الجبهة الداخلية التى تشمل الناس، وطرق المواصلات، والجسور، والموانئ، والمرافق، وهو ما يعني أن تصبح الحرب هي الأهم في الزمان والمكان.

ثانيا: التأكيد علي قوة ووطنية قواتنا المسلحة في الدفاع والزود عن الأرض التي هي شرف العسكرية المصرية علي مدار تاريخها، وأن القيادة المصرية آمنت بأن تحقيق أي نهضة أو تقدم في كل مجال لابد وأن يسبقه قوة تحمي هذا التقدم، وهو ما رأيناه جليا في تسليح قواتنا بأحدث بأحدث التقنيات العسكرية من عتاد وطائرات وغواصات وحاملات طائرات.

ثالثا: أن القيادة السياسية أدركت باليقين أن تدفقات من الإرهابيين، ولو وجوههم شطر سيناء، وهو ما يعني أنها تصبح مرتعا لهم، وهو ما لا تقبله القيادة السياسية أو العسكرية المصرية، وأن هؤلاء الإرهابيين تدفعهم أنظمة وأجهزة استخبارات، وتقدم لهم التمويل والتخطيط والمعلومات بقصد إحداث القلاقل والفوضي في مصر، خاصة بعد أن صرح الرئيس التركي أردوغان بأن الإرهابيين الموجودين في سوريا ذهبوا إلى سيناء، وكأنه يريد أن يقول لنا «انتظروا الخراب».. وهو ما تأكد على لسان أحد الخبراء في سوريا أن داعش فروا وهربوا، ولم نعد نعثر لهم علي وجود في كثير من المناطق في سوريا.

رابعا: تعتبر الحرب الشاملة التي يخوضها جيش مصر وشرطتها هي الرد القاطع علي كل الأكاذيب حول ما يقوله المرجفون والمزورون والخونة عن صفقة القرن، والتي يقولون إنها تستهدف تخلي مصر عن سيناء للفلسطينيين.. رغم أن مصر أبدا لن تتنازل عن شبر واحد من أرضها، فهي الأرض التي سال عليها دماء الشهداء من المصريين عبر آلاف السنين، فلا يمكن أن تتخلي مصر عن أرضها من أجل حل مشكلة إسرائيل مع الفلسطينيين، وأن مصر تطهر أرضها من أجل شعبها وفقط.

خامسا: جاءت الحرب الشاملة بعد أن تداولت بعض الصحف التي يصفونها بالعالمية مثل "نيويورك تايمز" عن أن الطيران الإسرائيلي قام بعدة طلعات علي سيناء لضرب الإرهابيين بالتنسيق مع مصر، وهو ما نفته مصر وتداولته قنوات مثل الجزيرة الفتنوية، وأيضا قنوات الإخوان التركية، بقصد إظهار ضعف الجيش المصري، دون أن يفهموا أن قواتنا المسلحة والشرطة لقادرون علي اصطياد الإرهابيين من المخابئ.

سادسا: أن الحرب الشاملة التي انطلقت يوم الجمعة لم تكن وليدة اللحظة ولكنه كان تكليفا من الرئيس عبد الفتاح السيسي للفريق محمد فريد حجازي رئيس الأركان في نوفمبر الماضي باتخاذ كافة الإجراءات نحو تطهير سيناء من الإرهاب في خلال ثلاثة شهور، وهو ما أكده الفريق بالالتزام بعملية التطهير التي كانت في الحرب الشاملة الآن.

سابعا: أن مصر كان قدرها دوما أن تكون رسالة السلام للدنيا بأسرها، وأن تصدر الثقافة للعالم كله منذ آلاف السنين، وقدرها الآن أن تكافح الإرهاب بالوكالة عن العالم، ولأن العالم لا يتحرك إلا بعد كارثة، فلم تنتظر قيادة مصر السياسية والعسكرية وقوع الكارثة، وأعلنتها حربا شاملة تحرق الإرهاب في سيناء.

ثامنا: أن مصر تتعرض لتهديدات مختلفة من جهات مختلفة، وأن انطلاق الحرب الشاملة بهذه القوة والضراوة، جعلت هؤلاء الذين لا يتوقفون عن الثرثرة والهجوم علي مصر، ألزمتهم الصمت الرهيب والرعب من وجوه أبطالنا وانطلقوا لتنفيذ مهامهم وعلي وجوهم القوة والعزيمة والإصرار.