رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التصوف وحوار الحضارات والقوى الناعمة» بمعرض الكتاب

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

أقيمت اليوم الجمعة، ندوة بعنوان «التصوف وحوار الحضارات والقوى الناعمة» في قاعة ضيف الشرف - لطيفة الزيات بمعرض الكتاب، ويحاضر فيها د. جوزيبي سكاتوليني ود. محمد صفار ويديرها أحمد حسن.

وأوضح سكاتوليني أن أحد الحكماء البوذيين قال إن الدين الأفضل هو ذلك الدين الذي يجعل الإنسان أفضل، ونادرًا ما نتكلم عن جوهر الدين، وبعد ذلك فكرت ما هو الإنسان الأفضل، وأعتقد أن هناك 5 صفات تتفق معها الكتب المقدسة الرحمة الحق والمحبة والعدل والسلام.

وأضاف سكاتوليني أن الإنسان الصوفي ابن الوقت، فألفت كتابًا «تأملات في التصوف والحوار الديني» لنعلم ما هو الزمان في الأصل، ويمكن تمييز جانبين للزمن، هما العولمة ويمكن وصفها بالعولمة التسويقية لكن تساءلت إذا كنا نعيش في قرية صغيرة لكن من يسيطر عليها، وما تجمعنا هي المصالح، والقيمة التي تحكمنا قيمة السوق، ومن نتائج تلك العولمة التكتل الثقافي الذي يهدف لجعل ثقافة الشعوب واحدة، مع محو الفوارق الثقافية والتاريخية بين الشعوب، وهذا خطر بالإضافة لتدعيم الفردية المطلقة، وقد يشعر المرء هنا أنك حر لكن الإنسان في الواقع ليس حرًا، والإنسان هنا آلة للإنتاج والاستهلاك، مما يجعله يفقد هويته إنسانيته، الإنسان صنع الآلة ثم تحول إلى صورتها.

واستطرد سكاتوليني: أما الخطر الثاني فهو صحوة القبليات الحديثة، وهي حركة عدوانية ضد الآخر المختلف مما أدى للإرهاب، فنحن لا نعيش بصدام الحضارات ولكن نعيش بالتعاون بين الحضارات حسب قول أحد المفكرين الأمريكيين.

وتابع سكاتوليني أن سبب تلك القبلية هو رفض التعددية الدينية والثقافية، ونتساءل هل التعددية الدينية شر أم خير، ونرى أن كل دين به تعاليم إلهية رائعة كالرحمة والحق والرحمة، وهنا يجب التمييز بين الوحي الإلهي وهذا لا يمس، وممارسات البشر في الدين التي قد تكون سلبية، وعلينا أن نعرف المختلف عنا لكي نعرف أنفسنا جيدًا، وهذا الاختلاف حكمة إلهية.

وأشار سكاتوليني إلى أن التصوف له مظاهر خارجية ولكن ليس هذا التصوف، فالصوفي هو الذي اختبر في حياته وجود الله، ومع الوقت يجد نفسه يذوب في الذات الإلهية، والصوفية تمثل صميم الخبرة الدينية والإنسانية في ذاتها، وهدف الدين التقرب من الله وليس له معنى آخر.

وذكر صفار أن أبوحيان التوحيدي فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، ويقترب من الفلسفة الوجودية ذات النزعة الدينية مثل جابرييل مارسيل، وواجه التوحيدي مسألة التعددية الدينية والمذهبية، وينطلق التوحيدي إلى إدراك أن اللغة لا تملك كل وسائل التعبير، ويعجز الإنسان عن وصف الله وهذا أحد مظاهر العجز اللغوي.

وأضاف صفار أن كتاب رسائل الإشارات الإلهية التوحيدي يعتمد على البنية الحوارية لأشخاص لم يسميها، ويتضمن الكتاب مناجاة الله.