رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفاء عامر: طردوني من مسرح في بداياتى فعدتُ زوجة لمالكه (حوار)

جريدة الدستور

معهد الفنون المسرحية «مفرزة» الممثل المثقف

قالت إنها تعلمت من الساحر والفخرانى ومحمد صبحى وخيرى بشارة

أيتن قادمة ولم تُخرج كل إمكاناتها التمثيلية


رأت الفنانة وفاء عامر أن الجفاف العاطفى، الذى يعانى منه غالبية المصريين فى الوقت الحالى، هو سبب نجاح مسلسلها الأخير «الطوفان»، الذى جسدت فيه شخصية «منيرة»، معتبرة نجاح الشخصية سببه قربها وتشابهها مع «الناس العاديين». وقالت، فى حوارها مع «الدستور»، إن الوسط الفنى مثل غيره، فيه الخير والشر، مشددة على أن المعهد العالى للفنون المسرحية «مفرزة» للممثل المثقف.
■ بداية.. كيف ترين نجاح شخصية «منيرة» التى جسدتها فى مسلسل «الطوفان»؟
- قدمت على مدار ١٠ سنوات ما يقرب من ٤٠ عملًا فنيًا، لذلك فإن نجاح «منيرة» فى «الطوفان» يوازى نجاح «نازلى» فى «الملك فاروق»، و«قمر» فى «كف القمر»، وبقية أدوارى فى «زواج على ورقة»، و«ابن الأرندلى»، و«شط إسكندرية»، و«جسر الخطر»، و«جبل الحلال»، حتى بداياتى فى «يا تحب يا تقب»، فكل هذه نجاحات متتالية لا ينكرها أحد.
أما الصدى الكبير، الذى أحدثته شخصية «منيرة»، فيرجع إلى أن كل رجل يتمنى زوجة وأختا وأما وابنة مثل «منيرة»، التى تعد انعكاسًا حقيقيًا لـ«احتياج عاطفى» لدى المصريين، وهذا إن كان يسعدنى، إلا أنه يعكس حالة جفاء عند كثيرين، لأنه كما «الجعان بيحلم بسوق العيش.. الناس عندنا جعانين مشاعر حب وعطف».
■ إلى أى شىء يحتاج المواطن لتحقيق هذا «الإشباع» من وجهة نظر «منيرة»؟
- يحتاج لكثير من الأخلاقيات والسلوكيات، من بينها عودة الاحترام المتبادل كما كان فى فترة الثمانينيات على سبيل المثال، وأن يكون لدى كل فرد أمل فى الغد، وأن يثق فيمن هم أعلى منه، على أن يبادله هؤلاء بمنحه الثقة المطلوبة.
ونحتاج كذلك لعدم تخوين الآخر، والاختلاف بأدب، والتقدم وعدم الاستسلام، وتجنب ترك المشكلات مفتوحة بدون حل حاسم، والعودة إلى «وقفتنا مع بعض»، ودعم الرجال الذين اهتزت ثقتهم بأنفسهم، بسبب قلة الموارد الاقتصادية والظروف الصعبة، لأن الرجل إذا ما شعر أنه لا يستطيع سد احتياجات عائلته تنهار ثقته بنفسه، ويتحول إلى شخص مهزوم.
وعلينا أيضًا العمل بجد واجتهاد وضمير، وكأنه آخر يوم فى حياتنا، وباعتباره الطريق إلى الجنة.
■ كيف ترين الوسط الفنى من الخارج؟
- مثل أى وسط آخر، فينا السيئ، وفينا أهل الخير، فينا من يحاول صنع مجد الإنسان ويشارك فى بناء مجتمعه، وفينا من يود صناعة مجده الشخصى أو الحصول على المال بلا أى حق، ولا تعنيه أى مبادئ أو أهداف أو أفكار.
■ من أكثر الفنانين تأثيرًا فى حياتك.. وما الصفات التى تثير إعجابك فى كل منهم؟
- إصرار وشغف وطموح وذكاء النجم عادل إمام، إخلاص المرحوم «أحمد زكى» فهو المدرسة التى حتى الآن لم يظهر مثلها، ثقافة المخرج الراحل «علاء كريم» وأحلامه عن السينما التى لم تتحقق حتى الآن كما كان يحلم، استقلالية «أيتن عامر» وعدم الاعتماد على وجودى أو وجود زوجها، وأتوقع قدومها فى المجال، خاصة أنها لم تخرج ما عندها حتى الآن.
■ من أكثر من أثروا فيكِ فنيا من المُنظرين والأساتذة؟
- كتاب «إعداد الممثل» لـ«ستانسلافسكى» يعد هو الأساس فى علم التمثيل، لأنه تحدث عن كل تفاصيل الممثل من مكياج داخلى وخارجى وأزياء، وغيرها من التفاصيل.
واستفدت كذلك من الدكتور جلال الشرقاوى، الذى أعطانى من خبراته الكثير، والدكاترة: سعد أردش، ونبيل منيب، وأنور رستم، وزكريا سليمان، وسميرة محسن، وسناء شافع، وأحمد سخسوخ، وأحمدعبدالحليم، وأرى أن «المعهد العالى للفنون المسرحية» كان ومازال وسيظل «المفرزة» الحقيقية لـ«الممثل المثقف».
وتعلمت أيضًا- بحكم الخبرة- من الراحل العبقرى محمود عبدالعزيز، ويحيى الفخرانى، ومحمد صبحى، وخيرى بشارة، كلهم أدين لهم بالولاء وبالوفاء، وهم الجذور ونحن الفروع، وما تعلمناه منهم، سنحاول جاهدين أن نعلمه لمن يأتوا بعدنا.
■ بذكر المعهد العالى للفنون المسرحية.. ما الموقف الذى لا تنسينه داخله؟
- عندما كنت طالبة فى المعهد، كان المخرج الكبير إبراهيم الصحن يخرج مسلسلًا، وكان العمل معه بمثابة حلم لأى فنان، فهو صاحب رائعة «بوابة الحلوانى»، لذا أخذت ملابسى وكان معى نقود تكفينى للذهاب فقط، وحين وصلت أخبرنى المنتج الفنى سعيد عماشة بأنه تم إلغاء دورى، فعدت إلى منزلى سيرا على الأقدام، وكنت أبكى طول الطريق، وكان يرافقنى صوت داخلى يخبرنى أنه لا يجب الاستسلام.
توقفت عن البكاء وقررت أن أكون صاحبة إرادة، نظرت حولى فاكتشفت أن هناك أشخاصا خسارتهم فى الحياة أكبر من خسارة دور فى عمل فنى، فحمدت الله، ومنذ هذا الوقت لا أحزن على أى شىء يضيع منى، ولا أفرح بأى قادم، فقط أظل محتفظة بحالة الرضا، لأن فى الرضا السعادة.
■ ما الرسالة التى توجهينها لمن لم يؤمن بموهبتك؟
- جملة واحدة فقط، ربنا سبحانه وتعالى قال فى حديث قدسى: «وعزتى وجلالى لأدبرن الأمر لمن لا حيلة له حتى يتعجب أصحاب الحيل»، ويشهد الله أنى سامحت كل من اعترض طريقى، أو جعلنى أبكى، وفى نفس الوقت أشكرهم، لأنهم منحونى قوة الاستغناء، فحين أسمع أنه كان هناك شىء لى وأخذه غيرى أقول: «نصيبه.. وليه من الأول».
■ وما الموقف الذى مررت به ولايزال يثير استغرابك؟
- ذهبت فى إحدى المرات إلى «مسرح قصر النيل» مع إحدى زميلاتى، حيث اندلع شجار بسبب زميلتى تلك، فأبلغت إحدى الفنانات إدارة المسرح بأن يطردنا، وبالفعل تم طردنا، ثم دارت الأيام والسنون، وتزوجت المنتج محمد فوزى، وعدت للمسرح الذى انطردت منه، وأنا زوجة مالكه.
كلما أنظر لمن طردونى أضحك من قلبى، خاصة أنهم كلما رأونى الآن يبدون اعتذراهم، ويخبروننى أنهم تعلموا درسًا لن ينسوه، مفاده ضرورة التعامل مع كل الناس بسواسية.
■ ما الذى تمثله أسرتك لديكِ؟
- مشاعر الحب والمال وآخر دقيقة فى عمرى فقط لوالدتى، فابنى لديه أب عظيم، أما والدتى، فليس لديها إلا نحن، لذا إذا كان فى عمرى بقية، فلها، يكفى أنها السند الحقيقى فى حياتى.. كلنا سنرحل، فلنرحل إذن بارين بوالدينا.
■ وماذا عن زوجك محمد فوزى؟
- الزوج المثالى هو من يشجع زوجته على التعليم والتطور، وهو ما كان يعمل عليه زوجى محمد فوزى، الذى اهتم بعقلى، لذلك نصحنى بالقراءة، ويخبرنى دائمًا أن «الذى يقرأ لا يضام» أى لا يُذل، وكان يختبرنى فيما أقرأ ويناقشنى فيه حتى يتأكد من أننى قرأت، وبعد مدة زمنية كبيرة مرت بيننا أخبرنى أنه الآن يستطيع ترك تربية الأبناء لى بالكامل دون خوف.
كما أنه دائما ما ينصحنى بأن أسمع أكثر مما أتكلم، حتى لو كان الشخص الذى أمامى بسيطًا، فربما يكون إشارة من عند الله تخبرنى بشىء قد ضللت الطريق فيه.
■ أخيرًا.. من الناجحون والفاشلون من وجهة نظرك؟
- الناجحون هم من استطاعوا أن يثبتوا وجودهم رغم كل ظرف سيئ مروا به، هم من تركوا جمع المال كهدف، وبحثوا عن ذاتهم حتى اكتشفوا الموهبة التى منحها الله لهم، هم من لم ينشغلوا بصغائر الأمور، لأنهم يريدون هدفا أكبر وأسمى وأعلى من أن يدخلوا فى جدل تافه لا قيمة له.
أما الفاشلون، فأرى أنه لا يوجد فاشلون، يوجد أشخاص ضلوا الطريق ولم يجدوا من يرشدهم، الله سبحانه وتعالى لم يخلق أى كائن بلا سبب لوجوده، فما بالك بالإنسان الموصوف بخليفة الله على الأرض؟.


ما حدود طموحات وفاء عامر؟
- لا يوجد آخر لتلك الطموحات، وأقول لكل إنسان: لا تحلم لأبعد الحدود.. بل انزع الحدود نفسها.. تخيل نفسك فى المكان الذى تريده، وكن صادقا فى أحلامك، والنهاية ستكون أكثر مما تتمنى، فربنا سبحانه وتعالى يعطى الصادقين فقط، لذا كن صادقا تجد العالم بأسره يخدم أمنياتك.