رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الشاذلية العلية».. أسرار الطريقة الجديدة لـ«على جمعة»

«على جمعة»
«على جمعة»

كشف سيد مندور، القيادى الصوفى، عن تأسيس الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، طريقة صوفية جديدة، تحمل اسم «الشاذلية العلية المحمدية»، لافتا إلى أنها تنتهج المنهج الصوفى الشاذلى، خاصة أن «الشيخ على جمعة كان من تلاميذ الشيخ محمد زكى إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية الشاذلية».
وقال «مندور»، لـ«الدستور»: «تسمية الطريقة الجديدة جاءت بعد مشاورات عديدة تمت مع مشايخ البيت الصوفى»، لافتا إلى أن مقر الطريقة، يقع فى مدينة ٦ أكتوبر بجوار مسجد «فاضل» الذى أنشأه «جمعة»، والذى سيكون بمثابة الروضة والساحة الدينية الخاصة بـ«الشاذلية العلية».
وكشفت مصادر صوفية، لـ«الدستور»، أن المشيخة العامة للطرق الصوفية اعترفت بالطريقة الصوفية الجديدة، فور تقديم الدكتور على جمعة أوراق تأسيسها للمجلس الأعلى للصوفية، وقالت: «تمت الموافقة بالإجماع من كافة مشايخ الطرق الصوفية».
وأضافت المصادر: «مشايخ الطرق الصوفية أكدوا محبتهم وتقديرهم للدكتور على جمعة، نظرًا لدوره الكبير الذى لعبه فى التصدى لجماعة الإخوان الإرهابية أثناء ثورة ٣٠ يونيو، وتفنيده الأفكار المنحرفة والمتطرفة التى تتبناها الجماعات السلفية».
وأشارت إلى أنه بعد الاعتراف بالطريقة الجديدة، وصل عدد الطرق الصوفية فى مصر إلى ٧٧ طريقة، لافتة إلى أن عدد أتباع الطريقة الجديدة وصل إلى ٣٠٠ ألف مريد داخل مصر، و١٠٠ ألف مريد من الأجانب.
من جهته، رحب الدكتور علاء الدين أبوالعزائم، عضو المجلس الأعلى للصوفية، بالطريقة الصوفية الجديدة، معتبرًا أنها إضافة كبيرة للبيت الصوفى والمنهج الإسلامى الوسطى.
وقال «أبوالعزائم» إن تأسيس جمعة طريقة جديدة هو إنصاف للمنهج الصوفى وطرقهم، خاصة أن مفتى الديار السابق له العديد من الآراء التى تدعم الصوفية وطرقها، فى ظل معاناتهم من اضطهاد التيارات المتشددة. ورأى أن دخول جمعة إلى البيت الصوفى يعد مكسبًا كبيرًا لجميع الصوفية، نظرًا لأن الطرق الصوفية تحتاج إلى علماء أجلاء مثله، خاصة أنه ظهر خلال الفترة الماضية كمدافع أول عن أهل التصوف فى مصر.
وتواصلت «الدستور» مع مصادر قريبة من الدكتور على جمعة، مفتى الديار السابق، أكدت تدشين الطريقة الجديدة، لافتة إلى أنه سيتم الإعلان عنها رسميًا خلال الأيام المقبلة بعد إنهاء كافة الإجراءات الخاصة بها. واستغرق تأسيس الطريقة الجديدة، بحسب المصادر ذاتها، ما يقرب من عامين، وأطلق عليها مفتى الديار السابق اسم «العلية الشاذلية» إلا أن المجلس الأعلى للصوفية رفض الاسم، وتم تغييره ليكون «الشاذلية العلية»، واستطاعت الطريقة جذب أتباع فى العديد من محافظات الجمهورية، خاصة القاهرة والإسكندرية والشرقية والغربية وأسوان.

غضب بين مشايخ الطرق من هروب المريدين لـ«حضرات الجفرى»

تشهد هذه الأيام حربًا حامية الوطيس بين مشايخ الطرق الصوفية من جهة، وعلماء التصوف غير التابعين للطرق من جهة أخرى، وذلك بعد هروب العديد من المريدين، من ساحات وخلوات مشايخ الطرق إلى ساحات علماء الصوفية، أمثال أسامة الأزهرى، واليمنيين على الجفرى والحبيب عمر بن حفيظ.
ودفع هروب المريدين، مشايخ الطرق، إلى إطلاق تحذيرات لأتباعهم من حضور مجالس هؤلاء العلماء.
بدوره، هاجم خميس الشريف، القيادى الصوفى، بعض العلماء، قائلًا: «يعتقدون أنفسهم علماء للتصوف دون غيرهم ويؤمنون بأنهم الأجدر بتعليم الناس مبادئ التصوف، مطلقين على أنفسهم (الصوفية العلمية)».
وأضاف: «تسبب هؤلاء فى عصيان المريدين لمشايخهم، برفض تنفيذ تعاليمهم وأوامرهم»، معتبرًا هؤلاء العلماء خطرًا كبيرًا يهدد الطرق الصوفية.
وتابع «الشريف»: «من المفترض أن علماء التصوف الإسلامى، يحببون المريدين فى مشايخهم، وليس أخذ المريدين من طرقهم الصوفية التى تربوا فيها، وعلى ذلك يجب على المريدين أن يعودوا مرة أخرى للخلوات والساحات، حتى لا يكرههم مشايخهم».
واتفق معه مصطفى الهاشمى شيخ الطريقة الهاشمية، بقوله: «على المريد الصوفى طاعة شيخه، حتى لا يكون ابنًا عاقًا لوالده الذى رباه» منتقدًا انتقال المريدين إلى «رواد الصوفية العلمية» من علماء الدين، معتبرًا أن التصوف الإسلامى لا يكون إلا من خلال الطرق والمشايخ فقط.
فى المقابل، قال فتحى حجازى، وهو من علماء التصوف الإسلامى، إنه ليس فرضًا على الإنسان المسلم أن يعتنق التصوف من خلال شيخ طريقة صوفية، موضحًا أن «هناك الكثير من مشايخ الطرق جهلاء ولا يفقهون شيئًا فى التصوف الإسلامى».
وطالب «حجازى» مشايخ الطرق بتدارك أخطائهم والبحث عن الأسباب الرئيسية التى جعلت المريدين يتركونهم ويذهبون إلى علماء التصوف الإسلامى.
وأضاف: «على جمعة والحبيب على الجفرى وأسامة الأزهرى وعمر بن حفيظ يقدمون التصوف الإسلامى فى صورة جديدة، بعيدة عن البدع والخزعبلات التى يقدمها بعض مشايخ الصوفية أمثال صالح أبوخليل وغيره»، معتبرًا أن بعض شيوخ الطرق «عينوا أنفسهم متحدثين رسميين باسم الإله».

100 ألف يحتفلون بمولد «أحمد الرفاعى» على مدار 26 يومًا
بدأت الطريقة الرفاعية التجهيز للاحتفال الحاشد بمولد القطب الصوفى الكبير «أحمد الرفاعى» المدفون فى العراق، وذلك فى محيط مسجد الإمام الرفاعى بحى الخليفة بالقاهرة، وذلك فى الفترة من ١٠ فبراير الجارى حتى ٨ مارس المقبل.
ويعمل مريدو «الرفاعى»، قبل موعد المولد بأسبوعين، على إقامة خدماتهم حول المسجد لتقديم الأطعمة والمشروبات للزائرين، ويتميز المولد بكثرة مريديه نظرًا لكبر أعداد المنتسبين للطريقة الرفاعية، ووصول عددهم إلى مليونى مريد فى مصر.
وقال الشيخ طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية الصوفية، إن الاحتفالات ستبدأ ١٠ فبراير الجارى حتى ٨ مارس المقبل، بمشاركة جميع أتباع وأحباب الصوفية، من جميع أنحاء الجمهورية، وبحضور عدد كبير من علماء الأزهر الشريف، من بينهم أحمد عمر هاشم ويسرى جبر وماضى مشعل.
وأضاف «الرفاعى» لـ«الدستور»: «احتفالات الطريقة بمولد شيخها القطب الرفاعى، ستشهد مسيرات دعم وتأييد للرئيس عبدالفتاح السيسى»، مشيرًا إلى أن المولد سيشارك فيه قرابة الـ١٠٠ ألف صوفى، وسيخرج الموكب من أمام مسجد السيدة زينب، إلى مسجد الرفاعى، بمنطقة الخليفة، بمشاركة جميع أتباع الطرق الصوفية فى جميع أنحاء الجمهورية.
فى سياق متصل، كشفت مصادر خاصة لـ«الدستور» عن توجيه الأجهزة الأمنية بإلغاء السرادقات والخيام الخاصة بمريدى الصوفية، حول مسجد الإمام الرفاعى، خلال أيام المولد، خوفًا من حدوث أى عمليات إرهابية تعكر صفو المحتفلين. وأوضحت المصادر أن هناك تهديدات مؤكدة رصدتها الأجهزة الأمنية، ما ترتب عليها جعل الاحتفال داخل المسجد الرفاعى فقط.

سلفى ينضم لـ«أهل المدد»: السلفيون يكفّرون «طوب الأرض»
قال حسن عبدالفتاح، أحد أعضاء الدعوة السلفية بمحافظة أسيوط، إن التشدد الذى يظهره السلفيون وقادتهم من أمثال ياسر برهامى ومحمد حسين يعقوب ضد المسيحيين والصوفية، جعله ينضم إلى الطريقة الرفاعية الصوفية، التى شاهد حضراتها فى أسيوط وسوهاج.
وأضاف «عبدالفتاح»: «سعيد جدًا بالانضمام للطرق الصوفية»، لافتًا إلى أنه كان يعتقد أن الصوفية أهل بدع وخزعبلات، مثلما كان يقول له السلفيون، لكن بعد الانضمام لهم وجد الأمر مختلفًا تمامًا عما كان يقال له.
وتابع: «السلفيون يكفرون طوب الأرض، ويتهمون أهل التصوف بالشرك، بسبب زياراتهم للأولياء، وعلى الأزهر والأوقاف والإفتاء توعية المواطنين وتحذيرهم من فكر السلفيين المتشدد»، مشيرًا إلى أنه انضم للسلفية منذ ١٠ سنوات عانى خلالها من الكراهية والبغضاء التى يُعلمها السلفيون لأتباعهم، وهذا ما جعله يهرب منهم، إلى الصوفية وروحانياتها.
من جهته، قال خميس الشريف، القيادى بالطريقة الرفاعية الصوفية بمحافظة أسيوط، إن «عبدالفتاح»، كان من العناصر السلفية المتشددة، وتمت هدايته وتحوله للفكر الصوفى الوسطى، بعد جلسة مع الدكتور محمد الرفاعى أحد أتباع الطريقة بأسيوط. واعتبر الدكتور فؤاد عبدالعظيم، عضو اللجنة العلمية بالطرق الصوفية، أن ما حدث أمر طبيعى جدًا، نظرًا للدور الكبير الذى تؤديه الطرق الصوفية لهداية المتشددين من خلال القوافل الدعوية التى تم تدشينها خلال الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن تلك القوافل تتضمن توجه علماء وخطباء تابعين للمؤسسة الصوفية إلى الصعيد، ما جعل هناك قابلية للانفتاح والرجوع للفكر الوسطى الرافض للتشدد والتطرف والإرهاب، من كثير من المنتمين للفكر السلفى.