رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. «الدستور» داخل أكبر قلعة صناعية لإنتاج فحم الكوك بالشرق الأوسط (1)

داخل مصنع النصر لصناعة
داخل مصنع النصر لصناعة فحم الكوك

السيسي يعيدها للحياة بعد إنقاذها من مخطط الإرهابية
افتتحها ناصر عام 1960 وطورها السادات ومبارك
لقبت بـ «جوهرة الصناعات المعدنية» قبل ثورة يناير 2011


لماذا لا يموت جمال عبد الناصر؟!.. هذا السؤال الذي ما زال حتى الآن يرعب أعدائه.. أحدث ثورة صناعية لم تشهدها مصر في السابق لتنطبق عليه الآية الكريمة {فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.

يعد مجمع مصانع النصر للكوك والكيماويات، الوحيد في أفريقيا والشرق الأوسط لإنتاج فحم الكوك.. هذا ما تركه جمال عبد الناصر ضمن ثروة قومية عظيمة تسعى مصر حاليا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عودة تلك القلاع الصناعية التي أصابتها سنوات العجاف عبر إهمال حكومات، ولعل فترة الجماعة الإرهابية التي حكمت مصر في توقيت سيئ أدى إلى انهيار القلعة الصناعية كونهم أرادوا الانتقام من جمال عبد الناصر عبر إهمال مقصود للقلاع الصناعية الكبرى ضمن مخطط إسقاط مصر الذي كانت تنفذه تلك الجماعات بعد حالة عدم الاستقرار التى شهدته الدولة المصرية بعد ثورة 25 يناير 2011.

إر ث "ناصر" الذى تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي مطالبا خالد بدوي وزير قطاع الأعمال بتطوير القلاع الصناعية من هذا المنطلق بدأت رحلة «الدستور» في التجول داخل إحدى القلاع الصناعية الكبرى التي تركها "ناصر" وكانت شاهدة على ثورة صناعية، تمثلت في القاعدة الأساسية للتنمية الاقتصادية التي حدثت خلال فترة الخمسينات.

بداية الرحلة
بمجرد الدخول لمدينة التبين بحلوان ترى في الطريق القلاع الصناعية، مثل النصر لصناعة الكوك، والحديد والصلب المصرية، والقومية للأسمنت، والنصر لصناعة المحروقات ومصانع النحاس المصرية.

وأمام بوابة مصانع شركة النصر لصناعة فحم الكوك التي افتتحت عام 1960 لتوريد فحم الكوك للمصانع الحديد والصلب المصرية، وإنتاج المواد الخام التي تدخل في صناعات حربية متعددة المهام، كان لدينا الشغف في معرفة ما يدور في إرث ناصر بعد 47 عاما مرت على وفاته إذ قادنا العاملين بالشركة إلى المقر الإداري للشركة للحديث أولا مع المهندس عبد الجليل توفيق رئيس مجلس الإدارة الحالي ليقودنا إلى مراحل الإنتاج عبر جولة ومعايشة معه في أركان القلعة الصناعية التي تعد أكبر مصنع لإنتاج الكوك في الشرق الأوسط لنوثق بالصور والفيديو جوهرة الصناعات المعدنية مثلما أطلق عليه المسؤلون في مصر.

القلعة الصناعية التي حققت 1.2 مليار جنيه أرباح عام 2010 في توقيت تشغيل البطاريات الأربعة الموجودة بمجمع الصناعات معتمدة في ذلك على غزو العالم بفحم الكوك المصري، فخر الصناعة المصرية.

افتتحها ناصر وطورها السادات ومبارك
البطارية الأولى عام 60، افتتحها الرئيس جمال عبد الناصر، لتغشيل شركة الحديد والصلب المصرية قلعة الصناعات الثقيلة في مصر، وعقب توسع الحديد والصلب في إنشاء أفران جديدة، تم تأسيس بطارية ثانية عام 1974 ثم أنشأت الشركة بطارية ثالثة عام 1979 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بينما تم تأسيس البطارية الرابعة فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1992 وكان يرأسها المهندس عادل الموزي الذى كان له دور مهم في إنشاء البطارية الرابعة، وتسعى الشركة حاليا إلى إنشاء الخامسة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر شراكة أمريكية.

1.2 مليار جنيه خسارة سنوية
كانت تسمى قبل ثورة 25 يناير بجوهرة الصناعات المعدنية في مصر ذلك اللقب الذى أطلقه عليها المهندس ذكى بسيونى رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية الأسبق، بعدما وصل ربحها إلى 1.2 مليار جنيه عبر تصدير فحم الكوك، وكان ذلك فى عهد المهندس جميل حبشي الذى يتولى حاليا رئاسة مصنع سماد حلوان وبعد قيام ثورة 25 يناير عام 2011 تولى المهندس جمال الشاعشاعي رئاسة الشركة التي تعرضت منذ الثورة إلى إهمال وتراجع في معدلات الإنتاج بسبب توقف البطارية الثالثة التى تحتوي على العديد من الأفران المنتجة لفحم الكوك المعدني، وبدأت تنهار تدريجيا وحاولت الشركة في هذا التوقيت إصلاح البطارية دون جدوى ووتكرر الأمر نفسه مع البطارية الثانية التي صرف عليها أكثر من 300 مليون جنيه دون جدوى فتم وقفها.

البطارية الثانية انتهت إكلينيكيا عام 2011

انتهت البطارية الثانية إكلينيكيا عام 2011، وكانت هناك محاولات عديدة للحفاظ عليها من خلال إمدادها بالغاز الطبيعي من شركة الحديد والصلب، حتى قرر المهندس خالد الأنصاري رئيس الشركة السابق بإيقافها.