رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة علاج أطفال فيروس سى فى 2018

تصوير: ياسمين يحي
تصوير: ياسمين يحي

140 ألف مصاب تحت 18 سنة.. والإدراج فى التأمين الصحى ينتظر «البروتوكول العلاجى» فى أبريل


تمكنت وزارة الصحة والسكان، خلال ٢٠١٧، من مواجهة «فيروس سى»، بعلاج ١.٥ مليون مصاب من المرضى ذوى الأعمار فوق الـ١٨ سنة، ما قضى على قوائم الانتظار نهائيًا، ومع إحرازها هذا التقدم فى تلك المعركة، تتجه لعلاج مرضى الفيروس من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ١٢ و١٧ سنة، للقضاء نهائيا على الفيروس فى مصر.
«الدستور» ترصد فيما يلى أبرز تفاصيل تلك الخطة، وآليات تنفيذها، والمدة الزمنية لتنفيذ البرنامج، وتعرض آراء كل الجهات القائمة على تنفيذ المشروع.

اعتماد استخدام «الهارفونى» للأقل من 18 عامًا.. وشفاء 500 حالة بنسبة 98%
العلاج المنتظر من المقرر أن يكون اعتمادًا على إجازة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA»، لاستخدام عقارى سوڤالدى «سوفوسبوفير» وهارفونى «ليديباسفير وسوفوسبوفير» لعلاج فيروس التهاب الكبد الوبائى C لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ١٢ و١٧ سنة.
وذكرت الهيئة من قبل أن «هذا هو أول العلاجات المضادة للفيروسات مباشرة المفعول للأطفال والمراهقين المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائى C، خاصة أنه يقلل من كمية الفيروس فى الجسم ويمنعه من الانتقال لإصابة حالات أخرى».
وأشارت إلى أن الموافقات جاءت على علاج الأطفال، الذين يعانون من ٦ أنماط جينية رئيسية من الالتهاب الكبدى الوبائى، فيستخدم «هارفونى» لعلاج مرضى الأطفال الذين يبلغون من العمر ١٢ سنة أو أكثر أو يزنون على الأقل ٣٥ كيلوجرامًا مع النمط الجينى ١ أو ٤ أو ٥ أو ٦ دون تليف الكبد أو مرض تليف الكبد المعتدل، فيما يستخدم «سوفالدى» بالاشتراك مع «ريبافيرين» لعلاج المرضى من الأطفال بعمر ١٢ سنة فما فوق، أو الذين وزنهم ٣٥ كيلوجراما، مع النمط الجينى ٢ أو ٣ من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائى دون تليف الكبد أو تليف الكبد المعتدل.
من جهتها، قالت الدكتورة منال حمدى السيد، المشرف العلمى على مشروع «أطفال بدون فيروس سى»، أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس: «لدينا فى مصر ما يقرب من ١٤٠ ألف مصاب بفيروس سى تحت سن ١٨ سنة طبقا لآخر مسح ديمجرافى»، مضيفة أن نسب الإصابة تتراوح بين ٠.٢٪ فى السن الصغيرة الأقل و١٢ سنة و٠.٨ ٪ فى الأطفال الأقل من ١٨ سنة، وهى نسبة أعلى فى الذكور من الإناث، لافتة إلى أن نسبة انتقال الفيروس من الأم الحامل إلى جنينها من ٥٪ إلى ٧٪..
وذكرت أن «٥٠٪ من الحالات المصابة قبل سن ٦ سنوات من الممكن أن تتخلص من الفيروس بدون علاج، لأنهم أقل عرضة لوجود أمراض مزمنة أخرى مصاحبة لفيروس سى».
وقالت إن وزارة الصحة حينما كانت تعالج مرضى فيروس سى بـ«الإنترفيرون»، كان يتم اختيار المعالجين بعناية شديدة، لأن للعقار موانع كثيرة، فهو محظور على المصابين ببعض الأمراض المزمنة، وعلى الأطفال الذين يعانون من الأورام ويخضعون للعلاج الكيماوى، كما أنه يسبب مضاعفات لدى مرضى السكر، لذا كان يتم انتقاء الأطفال الذين تصلح حالتهم الصحية العامة للعلاج به.
وتم تسجيل عقار «الإنترفيرون» طويل المدى واعتماده لعلاج الأطفال من قبل منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية عام ٢٠٠٨ من سن ٣ إلى ١٨ سنة، وتم علاج أول طفل به فى ٢٠١٠، وفق أستاذة طب الأطفال. وأضافت: «بعد أن تم اعتماد أدوية فيروس سى التى تؤخذ عن طريق الفم للكبار عام ٢٠١٣، توقعنا أن يتم توفيرها لعلاج الأطفال المصابين بفيروس سى، لأنها أكثر أمانًا وفاعلية وبدون آثار جانبية». وتابعت: «اللجنة العليا لأمراض الكبد وافقت على استخدم الهارفونى فى علاج الأطفال المصريين المصابين بالفيروس، والدراسات بدأت بالفعل على المرحلة الأولى من عمر ١٢ إلى ١٧ سنة، باستخدام العقار، بنفس جرعة الكبار، قرص يوميًا للأوزان أكثر من ٣٥ كيلوجراما».
وكشفت عن دراسات تجرى حاليا فى معهد الكبد بالقاهرة، وكلية الطب جامعة عين شمس، وجامعة المنوفية، وطب قصر العينى، على الأطفال المصابين بـ«فيروس سى» للتأكد من فعالية العقار فى علاج هؤلاء المرضى، وأثبتت الدراسات المبدئية نجاحا كبيرا فى علاج الأطفال، وحقق نسب شفاء بلغت ٩٨٪، حتى الآن.
وقالت إنه شُفيت ٥٠٠ حالة حتى الآن بعد علاج فى المستشفيات الجامعية، شفاء تاما، موزعة على تلك المستشفيات، فتم علاج ٥٠ حالة بمستشفى قصر العينى، و١٠٠ حالة بمستشفى جامعة المنصورة، كما شُفى ما يقرب من ٢٠٠ حالة فى دراسة سابقة قامت بها الجمعية المصرية لأمراض الكبد»، مشيرة إلى أن جميع المرضى الذين يتوجهون لمعهد الكبد أو المستشفيات الجامعية لطلب العلاج يتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم للبدء فى علاجهم. ولفت إلى أنه تم اكتشاف حالات من خلال إجراء مسح طبى لبعض الأسر المخالطين للمصابين بالفيروس، مرجعة تأخر وزارة الصحة فى وضع بروتوكول علاجى لعلاج الأطفال المصابين بالفيروس، لدراسة مثائل عقارات الشركات المصرية التى تستخدم فى العلاج، للتعاقد مع الأفضل وما يحدث نتيجة جيدة مع الأطفال.
وتابعت: «أول دراسة قامت بها الجمعية كانت على ١٥٠ حالة من الأطفال المصابين فى بعض المراكز المختلفة، وتم قبولها فى إحدى الدوريات العالمية، وستكون مرجعية مهمة لوزارة الصحة لوضع بروتوكول علاج الأطفال سريعا».
ولفتت إلى أن هناك عقبة تواجه الأطفال المصابين بفيروس سى، وهى الوصمة المجتمعية التى يخاف أهل المرضى أن يوصموا بها، حين تتم التفرقة بينهم وبين ذويهم فى المدارس وداخل العائلة، لذلك هناك تكتم من قبل بعض العائلات التى لديها أطفال مصابون بفيروس سى.

رئيس شركة دواء: العقار بـ1200 وسنُورده بـ500 جنيه
اعترفت «مايسة. أ»، والدة طفل مصاب بـ«فيروس سى» يبلغ من العمر ١٤ سنة، بأنها كانت تخفى مرض طفلها عن الأقارب وزملائه فى المدرسة، خوفا من أن يجتنبوه، حتى لا ينتقل إليهم المرض.
وأشارت إلى أنها فور علمها باكتشاف علاج جديد لعلاج «فيروس سى» من الأطفال ونتائجه المضمونة، توجهت على الفور إلى أحد أطباء الكبد الكبار لعلاج طفلها، وبالفعل بدأ العلاج منذ ٥ أشهر ومستمر حتى الآن، مؤكدة أن الفحوصات الطبية أثبتت شفاءه من المرض، مضيفة: «سيظل تحت المتابعة لشهرين آخرين».
وأشارت إلى أن تكلفة العلاج كانت مرتفعة، وناشدت وزارة الصحة سرعة وضع علاج الفيروس ضمن قائمة التأمين الصحى.
فى ذات السياق، قال محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام فى معهد الكبد، إنه يجب إدراج سن الأطفال المصابين بـ«فيروس سى» داخل النشرة الداخلية لعقار «الهارفونى»، الذى تمت الموافقة عليه من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، وهو من ١٢ إلى ١٧ سنة، لافتًا إلى أن الدراسات التى تجرى على الأطفال تتم بدقة شديدة.
وطالب بضرورة وضع بروتوكول علاجى للأطفال المصابين وإدراجه ضمن منظومة التأمين الصحى سريعا، لأن الجمعيات الأهلية تدعم جزءا من علاج الأطفال حاليًا، والجامعات تدعم الجزء الآخر.
وقال: «لا بد من دعم التأمين الصحى، وتخصيص ميزانية خاصة لعلاج الأطفال المصابين بفيروس سى وإدراج هذا المرض ضمن منظومة التأمين الصحى، لأن هذه السن لا ينطبق عليها بند العلاج على نفقة الدولة، ويتم حاليًا علاج كل أمراض الأطفال عبر التأمين الصحى، عدا فيروس سى».
من جانبه قال الدكتور محمد مبروك، الرئيس التنفيذى لشركة «فارميلد هيلث كير»، إنه تم علاج ما يقرب من ٢٠٠٠ طفل مصاب بفيروس سى فى المراكز والمؤسسات العلاجية الخاصة، مؤكدًا أن عقار «الهارفونى» المصرى أثبت نجاحه وفاعليته فى شفاء الأطفال المصابين. وأضاف: «نسبة نجاح العقار تخطت الـ٩٨٪، وشركات العلاج فى انتظار البروتوكول العلاجى، الذى ستقدمه وزارة الصحة والسكان، لتوريد مثيل الهارفونى للدخول فى بند العلاج على نفقة الدولة، عبر التأمين الصحى»، مشيرا إلى أن العقار يباع فى الصيدليات، بأقل من نصف سعره، أى بما يقرب من ٥٠٠ جنيه فقط.
وأشار إلى أن وزارة الصحة ستعقد مناقصة لتوريد أدوية فيروس سى لعلاج الأطفال فور اعتماد اللجنة القومية للفيروسات الكبدية لبروتوكول العلاج، لتوزيع الأدوية على المستشفيات التابعة لهيئة التأمين الصحى لعلاج الأطفال بها.

«القومية للفيروسات»: بروتوكول العلاج خلال شهرين
كشف الدكتور جمال شيحة، رئيس مؤسسة الكبد المصرى، عن نجاح المؤسسة فى علاج ١٠٠ طفل تتراوح أعمارهم بين ١٢ و١٨ سنة، من فيروس سى. وقال إنه يتم علاج المرضى بـ(Sofosbuvir 400 mg Ledipasavir 90) لمدة ٣ أشهر ثم متابعتهم لـ٣ أشهر أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الحالات تم علاجها فى محافظات الدقهلية والشرقية ودمياط، وتم اكتشاف حالاتهم من خلال قوافل مشروع «قرية خالية من الفيروسات»، فى المدارس.
وأضاف أن أدوية فيروس سى كان مصرحًا بها لمن هم فوق سن الـ١٨ سنة فقط، ومنذ ٥ شهور تم التصريح بأحد الأدوية لعلاج الأطفال الأقل من ١٨ سنة حتى الـ٦ سنوات، مشيرًا إلى أن بروتوكول علاج الأطفال هو: «قرص واحد يوميا لمدة ٣ شهور من عقار الهارفونى». وذكر أن «هارفونى» له ٥ مثائل محلية الصنع، فيما تتراوح أعداد المصابين من الفيروس من الأطفال بين ١٠٠ و٢٠٠ ألف طفل، لافتًا إلى أن «مؤسسة الكبد المصرى تفتح فروعها لعلاج كل الأطفال المصابين مجانًا بجميع فروعها على مستوى الجمهورية».
من جانبه، كشف قدرى السعيد، المدير التنفيذى لـ«اللجنة القومية للفيروسات الكبدية»، أن اللجنة ستعقد برتوكول تعاون لعلاج مرضى فيروس سى من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما بين ١٢ و١٧ عاما، خلال شهرين. وقال «السعيد» إن اللجنة سوف تدرج بروتوكول علاج جديدا لعلاج الأطفال المصابين بفيروس سى، بمثائل عقار «الهارفونى» المصرية، مضيفًا أنه سوف يتم توفير العلاج بالمثائل المصرية من خلال طرح مناقصة من خلال وزارة الصحة وتوفير العقار على نفقة الدولة والتأمين الصحى لعلاج الأطفال من عمر ١٢ إلى ١٧ سنة، والذين تفوق أوزانهم الـ٣٥ كيلو جراما.
وتابع: «المثائل المصرية من الهارفونى متوافرة وبأسعار منخفضة فى السوق المحلية، والهيئة العامة للتأمين الصحى ستعالج أطفال المدارس المصابين بفيروس سى، فور اعتماد اللجنة القومية للفيروسات الكبدية لبروتوكول العلاج». وأعلن خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن وزارة الصحة ستوفر علاج فيروس سى للأطفال فور الانتهاء من وضع البرتوكول العلاجى من قبل اللجنة العليا للفيروسات الكبدية. وذكر أن الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، وجه بسرعة الانتهاء من وضع البروتوكول، وسيتم عقد اجتماع طارئ مع رئيس هيئة التأمين الصحى، لتوفير سبل الإنفاق على بروتوكول علاج الأطفال، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت تحتل المركز الأول عالميا فى علاج الكبار من مرضى فيروس سى، واعدًا بأن تحتل ذلك المركز فى علاج الأطفال أيضا.
وتابع: «سيتم علاج جميع المرضى بفيروس سى من الكبار والصغار داخل منظومة التأمين الصحى الشامل، الذى سيطبق أول يونيو المقبل، الذى سيحدث طفرة كبرى فى مجال الصحة فى مصر».