رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد الغمرى يكتب: انتهت السبع العجاف

وليد الغمرى
وليد الغمرى

باقى من الزمن بضعة أيام قليلة، وبالتحديد يوم 25 يناير القادم، ويكون قد مر على هذه الأمة السنوات السبع العجاف.. وهكذا حال مصر دوما وأبدا.. أمة تسير فى معية الإله.. فلا تضام ولا تحزن أكثر من "سبع" ثم يأتى الوعد بسبعة أخر من السنوات.. فيأتى الخير.

قل ما شئت فى تلك الرؤيا.. واعتبرها دربا من دروب الدروشة السيايسة.. ولكن أقدار الله فى مصر لا يعرفها غير حراسها.. هؤلاء الذين سهروا والناس نيام.. يناجون الأله فى جوف الظلمة كى يحرسها.. فيرسل لها من يحمل لواء أمنها ولواء الدفاع عنها.. وينشر الخير فى كل ربوعها.. ويحول صراعها من صراع على الهوية والوجود الى صراع من أجل البناء.

من أجل هذا لا يمضى يوما دون أن يجتمع "أهل الشر" فى الغرف المعلومات المغلقة فى انجلترا وواشنطن وتل أبيب.. وحولهم حفنة من حملة المباخر الدولية.. من الدوحة وأسطنبول وحتى من إيران.. الجميع يرسل جنوده لمعركة مع الاله.. ببساطة لأنها "المحروسة" والحارس هنا هو صاحب الأقدار والأسرار.. من وضع فيها خزائن الأرض.. ووضع فيها أقدارة كى تحرس هنا فى قاهرة المعز.. فى حوارى الصعيد.. وقرى وجه بحرى.. هنا حول أضرحة الأولياء.. فالأمر يا سادة ليس غير قدرا كتبت عنه كثيرا.. وسأظل ربما أسمعت من ناديت حيا.. أو ماتوا فى قبور السياسة، وقبور المصالح العفنة وتاجروا بأحلام الوطن.

ولا أدرى لماذا لا يقرأ قومى التاريخ.. فهنا وعلى أبوابها سقطط الأمم.. هنا.. شاء الله أن يضع سرا من أسرار كبريائه فى ملكه.. فكلما بغت أمة، وظنت أن الدنيا قد دانت لها.. وأن أنهار المعمورة تجرى من تحت أقدامهم.. شاء الله أن تغرق حكاياتهم فى مياه نيلها العظيم.. وكأن حكايات التاريخ أبت الا تنتهى إلا وهى تكتب فصلا جديدا من حكايات الأمة المصرية.

ولكن وسط العفن السياسى الذى عاشته مصر قبل سنواتها العجاف.. خلق جيل لا يعرف عن هوية الوطن غير السلام الوطنى.. وخرج هؤلاء الأنجاس الذين وصفوا تراب الوطن بأنه حفنة من التراب العفن.. والحقيقة أن السنتهم وقلوبهم هم التى تعفنت وران على قلوبهم.. فطمسها الله وتركهم فى شتات الأرض يبحثون عن وطن يجمعهم.. فقط لفظتهم مصر إلى الأبد.

من أجل هذا أقول لهؤلاء الذين يبحثون عن عودتهم.. وبمنتهى الصدق.. لو أن حكامنا اليوم لانوا لهم.. وهو ما لا أراه يحدث.. لحاربتهم حبات الرمال فى شوارع مصر وحواريها.. فلماذا لا تصدقون أن لله جنود لا تروهم.. وأن لمصر حراس رحماء فيما بينهم أشداء على من أقترب من أرضهم.

أقول هذا وأعلم أن تهم "الدروشة المعلبة" جاهزة لكى تخرج من الادراج.. خاصة ونحن ندشن لسبع سنوات قادمة.. يرى فيهم البعض أن الوطن غنيمة ولا بد أن تؤخذ.. ونعتقد أن الوطن عرض لا يفرط فيه إلا بالدماء.. وكم أريقت على أرضها من دماء فى سبيل أن تبقى.. ولكن بيننا جهلاء ليتهم يعلمون.