رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. تعرف على أبرز أعمال «نجيب الريحاني» المسرحية

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

يعتبر نجيب الريحانى أحد أبرز رواد السينما والمسرح في فترة العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات، اقترن اسمه بالعديد من الأعمال الناجحة فى تلك الفترة رغم الصعوبات الإنتاجية التى واجهت العديد من أعماله، جاءت بداياته الفنية حينما قابل شخص يدعى «محمد سعيد»، بأحد الملاهي الليلية وعرضا سويًا إنشاء فرقة مسرحية لتقديم اسكتشات خفيفة.

ثم التحق نجيب الريحاني بِفرقة جورج أبيض، الذي كان قد ضمَّ فرقته إلى فرقة سلامة حجازي، وكانت أول مسرحية يظهر فيها الريحاني هي «صلاح الدين الأيُّوبي»، بعد فصله من الفرقة كون الريحاني فرقة من أمين صدقي، استيفان روستي، حسن فائق، عبدُ اللطيف جمجوم، وكانوا جميعًا يتطلعون إلى تكوين فرقة جديدة، وذات يوم قدم لهم ثري من رُوَّاد المقهى عشرة جُنيهات، لِيبدأوا في تكوين الفرقة، فأنشأوا بِهذا المبلغ «فرقة الكوميدي العربي» في صيف 1915، تحت إشراف عزيز عيد، واستهلَّت الفرقة نشاطها في مسرح «برنتانيا» بِإحدى فارسات جورج فيدو، هي «خلِّي بالك من إميلي».

وعلى الرُغم من الفشل، فإنَّ هذه التجربة عادت على الريحاني بِفائدة كبيرة، إذ تلقى في فرقة عيد تدريباته الفنيَّة الوحيدة في حياته فتعلم فن الإخراج، بانفصال الريحاني عن عزيز عيد تبدأ المرحلة الثانية من حياته الفنيَّة حيث بدأ يلمع فيها كفنَّان كوميدي أصيل، ابتكر ما يُعرف باسم الكوميديا «الفرانكو-آراب».

كما ابتكر شخصيَّته المشهورة «كشكش بك»، العُمدة الريفي حيث كتب الريحاني وأخرج أولى مسرحيات «كشكش بك» بعنوان «تعالي لي يا بطة»، ثم مسرحيتي «بستة ريال» و«بكرة في المشمش»، ومع ذلك فكَّر الريحاني في الاستعانة بِأمين صدقي، مُترجم فرقة عزيز عيد الذي ابتكر عدَّة شخصيَّات منها «أم شولح» حماة كشكش بك وفي أواخر 1916، قدَّم الريحاني أربع مسرحيَّات جديدة، هي على التوالي: «خلِّيك تقيل»، «هزِّ يا وز»، «إدِّيلو جامد»، و«بلاش أونطة».

نظم الريحاني فرقته وانتقل إلى مسرح صغير، هو مسرح «الرينيسانس» الذي كان ملكًا ليوناني يُدعى «ديموكُنكس وارتفع أجر الريحاني إلى 120 جنيهًا في الشهر وفى تلك الفترة بدأت مرحلة جديدة حيث قدم رواية «ابقى قابلني» لأول مرة على مسرح الرينسانس ثُمَّ تلتها بعرض مسرحية «كشكش في باريس» و«أحلام كشكش بك» فثُمَّ «وداع كشكش بك»، و«وصيَّة كشكش بك».

بعد ذلك تخلى الريحانى عن شخصيَّة «كشكش بك» والشخصيَّات النمطيَّة، واستخدم بدلًا منها شخصيَّات واقعيَّة، وفي تلك الفترة كان جُمهور المسرح يمر بِتحول تدريجي، وقد كان لِهذه الأفكار تأثير قوي على الريحاني، لهذا أخذت أوبريتاته تتجاوز مرحلة «فارسات» كشكش بك وتُعدُّ مسرحيَّة «العشرة الطيِّبة» باكورة إنتاج الريحاني في المرحلة الجديدة ولم تنجح «العشرة الطيبة» رغم ما توفر لها من مزايا، فقد انزلق الريحاني وزُملاؤه إلى فخ سياسي عندما سخروا من الأتراك في ذلك الوقت بالذات، بعد هزيمة الدولة العُثمانيَّة في الحرب العالميَّة الأولى لِذلك استغلَّ خُصوم الريحاني الموقف، وراحوا ينشرون الخبر بأنَّهُ «دسيسة بريطانيَّة»، وأن القصد من عرضه لرواية «العشرة الطيبة» هو تجسيم مساوئ العُثمانيين في عين المصريين.

تركت هذه الأحداث أسوأ الأثر في نفسيَّة الريحاني، فقرَر الابتعاد عن الجُمهور المصري قليلًا، وفي بداية الموسم الشتوي لِسنة 1920، جمع الريحاني أعضاء فرقته القديمة وشرع في تقديم مسرحيَّات «كشكش بك» الأولى في جولةٍ في بعض الأقطار العربيَّة لكنَّهُ تبيَّن بعد وصوله إلى الشَّام أنَّهُ لن يُحقق أهدافه، فقد كان لدى الشوام في لُبنان ودمشق نسخة عن «كشكش بك» هو «كاشكاش وبرُغم ذلك، فقد حقَّقت رحلة الريحاني إلى الشَّام نتيجة طيبة في جانب آخر، ذلك أنهُ التقى ببديعة مصابني، أغراها بالانضمام إلى فرقته وعاد معها إلى مصر ولم يكن الحظ حليف الريحاني بعد عودته إلى مصر، في أوائل سنة 1921.

فقد رفع عليه «ديموكُنكس»، صاحب مسرح «الإجپسيانا» اليوناني، دعوى قضائيَّة يُطالبه فيها بِتعويض عن الخسائر التي لحقته بِسبب غياب فرقته عن المسرح واستغرق نظر الدعوى شهرين، وصدر الحُكم في النهاية لِصالح الريحاني، وقد أعاد الريحاني تقديم المسرحيَّات الفرانكوعربيَّة في الفترة الباقية من الموسم، كما قدَّم بضع حفلات من أوپريت «العشرة الطيِّبة».

وفي سنة 1921، أخرج الريحاني ميلودراما بِعنوان «ريَّا وسكينة» وقد نجحت تلك المسرحيَّة نجاحًا كبيرًا وفي تلك الفترة أخذ اسم بديعة مصابني يتردد مع اسم الريحاني، وعند انتهاء العقد، قرَّر الريحاني القيام بِرحلة أخرى إلى الشَّام وشجَّعه على ذلك عدم توافر مسرح يعمل به بالقاهرة ذلك أنَّ «ديموكُنكس» صاحب «البرنتانيا» كان قد قرَّر تأجير مسرحه لِلفرق المسرحيَّة الأجنبيَّة، ولم يسمح للريحاني بالعمل به فلم يكن أمام الريحاني من خيارٍ سوى أن يقوم بِرحلةٍ إلى الشَّام فقد ساءت حالته الماديَّة، مما جعلهُ يُفكِّر باعتزال المسرح، حتَّى علم أنَّ مُمثلًا شابًا يُدعى يوسف وهبي قد عاد لتوِّه من إيطاليا، حيثُ درس التمثيل، وشرع في تكوين فرقة جديدة، يتَّبعُ فيها أُسلوبًا مسرحيًّا جديدًا هو «الميلودراما» عندئذٍ قرَّر الريحاني على الفور أن يعود إلى مصر، وأن يُواجه هذه المُشكلة الوشيكة وكانت أوَّل مُشكلة صادفت الريحاني بعد عودته إلى القاهرة، في هي العُثور على نص، وذات يومٍ حدثت مُفاجأة مُدهشة، إذ قدَّم لهُ بديع خيري أوبريت مُقتبس من قصَّة «علاءُ الدين والمصباحُ السحريّ»، وأخبر الريحاني بِأنَّهُ كتبها بالاشتراك مع شقيقه «أي شقيق الريحاني» مُنذ بضعة شُهور، وأنَّهُ كان مُترددًا في عرضها عليه.

ونجحت المسرحيَّة بِمُجرَّد عرضها، وأحبَّ الجمهور بديعة مصابني، وفي 24 مايو 1923 أخرج الريحاني أوبريت جديدة يحمل عنوان «الشاطر حسن»، ثم قدَّم الريحاني أوبريت جديد هو «البرنسيس» ثم أخرج الريحاني أوبريتين جديدتين هُما: «أيَّام العز» و«الفلوس»، ثُمَّ «مجلس الأُنس» ثم «لو كُنت ملك»، ولكن ما عكر صفو نجاحات الريحانى هو انتهاء عقده مع مسرح «برنتانيا».

وفى تلك الفترة تزوج من بديعة مصابني وسافرا الى الخارج وبعد حوالي سنة من مُغادرة مصر،عادا سويًا وكان أمين صدقي الذي كتب معظم أعمال الريحانى قد اختلف مع الكسَّار، وأبدى رغبته في مُعاودة نشاطه مع الريحاني، ومثل أول رواية باسم «قُنصل الوِز»، والثانية بِعنوان «مراتي في الجهاديَّة» ولم يدم التعاون بين الريحاني وصدقي طويلًا، فقد انفصلا بعد شهرين، وفي نفس الفترة تشاجر الريحاني مع بديعة وانفصل عنها وفي تلك الفترة لم يقم الريحاني بِنشاطٍ مُنتظم بين سنتيّ 1926 و1931.

قرَّر الريحاني وقتها أن يهجر الكوميديا إلى الميلودراما وكان الريحاني ما زال يطمح في أن يُصبح مُمثلًا تراجيديًّا، وبخاصَّةً بعد نجاحه في مسرحيَّة «ريَّا وسكينة»، وذات يومٍ، بلغتهُ أنباء بِأنَّ نُجوم فرقة يوسف وهبي قد اختلفوا مع صاحبها، وانسحبوا منها ووجدها الريحاني فُرصةً ثمينةً، فبادر باقتناصها، وتعاقد معهم جميعًا، وقرَّر لهم أجورًا أعلى من أُجورهم السَابقة واستطاع بذلك تكوين فرقة من أقدر مُمثلي الميلودراما، وعلى رأسهم: روز اليُوسُف، عزيزة أمير، مُنسَى فهمي، سرينا إبراهيم، حسن البارودي، حُسين رياض، أحمد علَّام، وقام بإنشاء «مسرح الريحاني ثم وقع اختياره على ست مسرحيَّات أوروبية مشهورة، وفي شهر (يونيو) 1926، أعلن عن مشروعه الجديد وبدء عروضه بمسرحية «المتمردة» ثم قدم «موناڤانا» وفي العرض التالي قدَّم الريحاني مسرحيَّةً بِعنوان «الجنَّة» ثُمَّ أتبعها بِمسرحيَّة كوميديَّة - دراماتيكيَّة، بِعنوان «اللُصوص».
ولم يُؤدِّ عرض هذه المسرحيَّة إلى تحسن يذكر على موقف الفرقة، وهبطت الإيرادات بِشدَّة، ممَّا اضطرَّ الريحاني إلى خفض مُرتبات المُمثلين بِنسبة 20% وأخيرًا اضطرَّ الريحاني إلى وضع حد لِمشروعه وحلَّ فرقته بعد أربعة أسابيع فقط من الافتتاح.

خرج الريحاني من هذه التجربة مُفلسًا، فقد اضطرَّ إلى اقتراض مبالغ كبيرة لِيتمكَّن من إخراج برامج جديدة لم يكن يستطيع تمويلها ولم تكن صحيفة «روز اليُوسُف» - التي كانت بطلة الفرقة تمتلكها - تُقدِّر هذه الظُروف، فانهالت هجماتها على الريحاني، وأخذت تُعدِّد مساوئه وتُبالغ في ذكر أخطائه، وقد أدَّت هذه الحملات إلى تحطيم معنويَّاته وتبديد أحلامه، ومُنذ ذلك الوقت تحوَّل أُسلوب الريحاني المثالي المُجدِّد إلى التهكُّم المرير، وفي الأعوام التالية كان اهتمامه مُنصبًّا على سداد دُيونه، فكرَّس نشاطه لِإخراج مسرحيَّات مُربحة، لكنَّها كانت مُهمَّة شاقَّة في ذلك الوقت، بِسبب ظُروف المسرح الصعبة آنذاك.

ففي أواخر عقد العشرينيَّات أخذ النشاط المسرحي يتقهقر بِصُورةٍ خطيرة، فقد بدأ الجُمهُور يفقد اهتمامه بالمسرح، لانصرافه إلى مجالاتٍ أُخرى للتسلية، وفي سنة 1925م، قامت أوَّل مُحاولة مُنظمة لِإنتاج فيلم مصري، وأبدى الجُمهُور تحمُّسه لِلأفلام الصَّامتة، كفيلم «ليلى».

عاد الريحاني إلى مسرحيَّات «كشكش»، وكوَّن فرقةً جديدةً ضمَّ إليها طائفةً من ألمع مُمثلي الفارس، أمثال: حُسين إبراهيم، ألفرد حدَّاد، عبدُ الفتَّاح القصري، جُبران نعُّوم، عبدُ النبيّ مُحمَّد، مُحمَّد التونى، سيِّد مُصطفى، مُحمَّد كمال المصري الذي اشتهر باسم «شرفنطح».

كذا استعان الريحاني بِراقصة يونانية جميلة تُسمَّى «كيكي»، واتفق مع صاحبة ملهى «كازينو دي پاري» واسمها «مارسيل لانجلوا» لِتمدُّه بِفرقة راقصات أوروپيَّات ثُمَّ شرع الريحاني - بالاشتراك مع خيري - في إعداد مسرحيَّات جديدة، وفي أوَّل شهر (فبراير) 1927، افتتحت الفرقة الجديدة موسمها باستعراضٍ فرانكو عربي بِعنوان «ليلة جنان»، الذي تلاهُ استعراض «مملكة الحُب»، ثُمَّ «الحُظوظ» وعقب انتهاء الموسم الأوَّل وفي شهر (نوڤمبر) من نفس السنة، قدَّم لهُ أمين صدقي عرضًا بِعنوان «يوم القيامة» لِيفتتح بها الموسم الشتوي، لكنَّ الريحاني اضطرَّ إلى استبدال مسرحيَّة قديمة بها، حتَّى يتمكن هو وخيري من كتابة مسرحيَّة جديدة، جاءت بِعنوان «عشان بوسة» وقد تلتها مسرحيَّتان هُما: «آه من النسوان» و«ابقى اغمزني»، وبعد انتهاء هذا الموسم، وبرُغم ما حلَّ بالريحاني من إرهاق، فإنَّهُ لم يستطع البقاء فترة الصيف بلا عمل كونه كان في أشد الحاجة إلى النُقود، وسُرعان ما انتقل بِفرقته إلى مسرحٍ مكشوفٍ بِالجيزة، وهو مسرح «الفانتازيو»، وفي مُنتصف شهر (يوليو)، انتهى عقد الريحاني بِمسرح «الفانتازيو»، فتعاقد مع مسرح صيفي بالإسكندريَّة، وفي أثناء إقامته بها، توسَّط أصدقاؤه لِإعادة العلاقة بينه وبين بديعة، فقبل ذلك لأنَّ «كيكي» لم تكن قادرة على شغل الفراغ الذي تركته بديعة، وفي مسرحية «ياسمينة»، التي أخرجها في نهاية سنة 1928، ظهرت معهُ بديعة وحقَّقت المسرحيَّة نجاحًا عظيمًا واستطاع إقناع بديعة بأن تُمثِّل في كوميديا خفيفة بِعنوان «أنا وأنت».

وفي شهر (فبراير)، مثَّلت الفرقة مسرحية بِعنوان «علشان سواد عنيها»، لكنَّ الريحاني عاد مرَّة أُخرى - في عرضه التالي إلى «كشكش بك»، واختتم الريحاني موسمه بِمسرحيَّة «القاهرة 1929»، وبها أيضًا، انقطعت علاقة بديعة بِفرقة الريحاني. فقد دبَّ الشجار بينهما، وعادت بديعة إلى صالتها.

ثم تشعَّب نشاط الريحاني بين مسرح «الفانتازيو» المكشوف والإسكندريَّة، وفي نهاية الصيف قدم عمل بِعنوان «اتبحبح»، وأتبعها الريحاني بِأوپريت «ليلة نغنغة»، ثُمَّ باستعراضٍ مكتوبٍ بِتعجُّل، بِعنوان «القاهرة، باريس، نيويورك وفي شهر (مايو) 1930 اصطحب الريحاني فرقته في رحلةٍ إلى سوريا ولُبنان وفلسطين، لكنَّهُ لم يظفر من رحلته بما كان يؤمله من نجاحٍ ماديٍّ.

وفي خلال موسم 1930 - 31، أخرج الريحاني ثلاث مسرحيات كوميدية أوَّلها: «أموت في كده»، والثانية «عبَّاسيَّة»، والثالثة «حاجة حلوة».

طرأ تحوُّلٌ مُدهشٌ على مسيرة الريحاني الفنيَّة خلال سنة 1931م، إذ اقتبس مسرحيَّة «توپاز» لِمارسيل پانيول. وكانت هذه أجرأ خُطوة يتخذها نحو الكوميديا الجادَّة، على الرُغم من فشلها الا أنها تشهد بداية نضج الريحاني كفنَّان كوميدي، حيث أطلق عليها عنوان «الجنيه المصري»، وناقش فيها ماديَّة المُجتمع
كانت خيبة الأمل التي تلقَّاها الريحاني بعد فشل مسرحيَّته مُرَيرّةً للغاية لِذلك وصف مسرحيَّته التالية بِأنَّها «انتقامه من الجُمهُور»، وهي استعراض فرانكوعربي بِعنوان «المحفظة يا مدام» والعرض الثالث في ذلك الموسم هو مسرحيَّة «الرفق بالحموات» لِأمين صدقي.

وأخيرًا، أخرج الريحاني استعراضًا موسيقيًّا آخر بِعنوان «أولاد الحلال»، وقد اضطرَّ الريحاني إلى الاستدانة لِتغطية نفقات هذه المسرحيَّة نتيجة هذا الفشل فكَّر الريحاني باعتزال المسرح، وبعد فترةٍ طويلةٍ من الراحة، وافق على العمل بِمسرح «الفانتازيو» الصيفي بالجيزة، بمسرحيَّة مُختلفة في كُل ليلة، وكان يُقدَّم بِمُصاحبة العُروض - التي كانت تتراوح بين مسرحيَّاتٍ قديمةٍ مُعادة مثل «ياسمينة» وأُخرى حديثة - استعراضاتٍ راقصة وأغاني ومونولوجات ثم ترك الريحانى مصر متجهًا الى باريس.

وفي 11 (مارس) 1934م عاد الريحاني إلى المسرح بالكوميديا الجديدة: «الدُنيا لمَّا تضحك» وفي (أكتوبر)، وقَّع الريحاني مع «زوزو شكيب»، ثم انضمَّت إلى الفرقة شقيقتها «ميمي شكيب»، وفي تلك الفترة تقريبًا انضمَّ استيفان روستي أيضًا إلى الفرقة، وقد كتب بديع خيري مسرحيتين كوميديتين جديدتين لِموسم 34 - 1935م، أولاهُما: «الشَّايب لمَّا يدلَّع»، اما المسرحيَّة التالية فكانت استعراض بِعنوان «الدُنيا جرى فيها ايه؟».

خلال الفترة المُمتدَّة بين عاميّ 1930 و1952، تعاقبت على مصر عدَّة أزمات اقتصاديَّة نجم عنها الكثير من الأزمات فشكَّلت كُل تلك المواضيع مادَّةً دسمةً استند عليها الريحاني في مسرحيَّاته التالية، لِتسليط الضوء على مشاكل المُجتمع العديدة حملت أولى مسرحيَّات الريحاني لِتلك الفترة عنوان «حُكم قراقوش»، وتتحدث عن الاستبداد السياسي الذي جرى في عهد رئيس الوُزراء إسماعيل صدقي باشا، وتسخر منهُ ومن الملك فُؤاد الأوَّل استمرَّ عرض «حُكم قراقوش» حتَّى (يناير) 1936م وتلتها مسرحيَّتان جديدتان، أولاهُما مسرحيَّة «مين يعاند ست» والمسرحيَّة الثانية هي «فانوس أفندي»، وفي شهر (أغسطس) 1936م، وقَّع الريحاني عقدًا مع مسرح «الهمبرا» بالإسكندريَّة. وفي (نوڤمبر) 1936م، افتتح الريحاني موسمه الشتوي بِمسرحيَّةٍ جديدةٍ عنوانها «قسمتي" وعقب انتهاء عرض مسرحيَّة «قسمتي»، مُثِّلت مسرحيَّة جديدة بِعنوان «مندوب فوق العادة»، وقد كان لِنجاح هذه المسرحيَّات أبلغ الأثر في رفع الروح المعنويَّة لِلريحاني، ممَّا جعلهُ أن يُقرر أن يستضيف جُمهُوره لِمُشاهدة استعراض مُمتع حول شخصيَّة «كشكش بك» المحبوبة، وهذا الاستعراض بِعنوان «الدُنيا على كف عفريت».

وعندما حان موعد افتتاح موسم 37 - 1938 بِمسرحه، لم يكن لديه مسرحيَّة جديدة لِيُقدمها، فاضطرَّ إلى تقديم عرض «قسمتي» في الافتتاح، وأخيرًا مثَّل الريحاني واحدة من أكثر كوميدياته شعبيَّة هي «لو كُنت حليوه "وفي تلك الفترة، بلغ الريحاني مكانةً رفيعةً جدًا بين جميع الفنانين المصريين عقب الاستعراض الأخير، مثَّل الريحاني في 6 (أبريل) 1940 مسرحيَّة بِعنوان «حكاية كُل يوم»، وتلتها مسرحيَّة «مدرسة الدَّجَّالين» في نهاية سنة 1940م ثم مسرحيَّة «ثلاثين يوم في السجن»، التي كتبها الريحاني و«عُشرون يومًا في الظل» وتلى هذه المسرحيَّة مسرحية اخرى بعنوان «ياما كان في نفسي»، ومُثِّل بِدار الأوبرا.

بعد ذلك، استضافت دار الأوبرا فرقة الريحاني في عدَّة مُناسبات، منها افتتاح المسرحيَّة الجديدة «حسن ومُرقص وكوهين» واعتُبرت تلك المسرحيَّة إحدى أروع مسرحيَّات الريحاني.

وفي 29 (سپتمبر) 1943م، افتتح موسمه الجديد بِمسرحيَّاتٍ قويَّة. وبدأت خِلال تلك الفترة تظهر علامات المرض على صحَّة الريحاني، ممَّا اضطرَّهُ إلى غلق أبواب مسرحه فجأة، في 20 (فبراير) 1944م، وعندما استردَّ الريحاني صحته، قدَّم عرضًا بِدار الأوپرا. وفي 30 (مايو) من نفس العام، وقَّع عقدًا لِتُمثِّل فرقته بِمسرحٍ صيفيّ - بالقاهرة - أنشأته دولت أبيض، وفي 2 (أكتوبر)، عاد الريحاني إلى مسرح «ريتس». فأخذ - مُنذ ذلك التاريخ - يُقدِّم مسرحيَّاته القديمة، وفي شهر(مارس) 1945 قدَّم مسرحيَّةً جديدةً بِعنوان «إلا خمسة» وبعد إجازةٍ أمضاها في أوروپَّا، افتتح الريحاني موسم 45 - 1946 بِآخر مسرحيَّة مُبتكرة له هي «سلاح اليوم»، التي تتضمَّن ألذع هُجوم على القيم الماديَّة لِلمُجتمع، ولم تكن تلك المسرحيَّة من اللون الكوميدي، بل كانت جادَّة، وجوُّها سادته الجديَّة، ودلَّت بِشكلٍ أو بآخر على الصراع الداخلي عند الريحاني، ومسيرة حياته.