رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مناضل وجدع».. ما لا تعرفه عن الجانب الإنسانى لدى نجيب الريحانى

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

صانع الكوميديا الساخرة.. اللقب الذي حظي به الفنان الكوميدي الكبير نجيب الريحاني، الذي استطاع أن يمزج بين أسلوبه الأدبي الممتع وحصيلته اللغوية، وبين الكلمات، التي اكتسبها نتيجة اختلاطه بالبسطاء، مما جعله يجمع بين الفكاهة والسخرية الكوميدية، على المواقف التي واجهها، حيث امتلأت حياته بالعديد من المواقف الإنسانية، التى تدل على قربه وتعلقه بالبسطاء وتدل على وطنيته، فعلى الرغم من السعادة الكبيرة، التى حققها لجمهوره ومحبيه، فإن المعاناة فى حياته كانت كثيرة أيضًا.

ولم يكن «الريحانى» مجرد ممثل يعمل ليكسب عيشه، من مهنة التمثيل، بل كان فنانًا يشع بالموهبة وفليسوفًا يعشق التأمل والهدوء، ولعل ذلك ما جعله يميل أحيانا إلى التراجيدية، على الرغم من أن معظم أعماله تركزت على الكوميديا.

جعل المسرح منبر الوطنية
الريحانى الوطني الثائر.. ذلك الفنان، الذى استطاع أن يعالج السياسة بالفكاهة، حيث كانت هي الطريقة الأمثل، التى صار عليها الريحاني، لكى يصل إلى أكبر عدد من الجماهير، ويستطيع إيقاظهم على تردي أحوال مصر، نتيجة الظلم الناجم من الاحتلال، والملك والحاشية، حيث كان دائم الهجوم على الإنجليز وأعوانهم في مسرحياته وتهكم عليهم، نتيجة تعنتهم مع المصريين واضطهاد السرايا.

الريحاني وسر تسمية ابن أخيه بديع
لم ينعم الله عز وجل بالإنجاب على الريحانى، إلا أنه أنعم عليه بالصديق الوفى، الذى قل ما يجده أحد، فقد كان الريحانى شديد التعلق بأصدقائه وأبناء مهنته، إلا أن بديع خيرى الكاتب المسرحى الكبير كان الأقرب إلى قلبه، حيث إنه أصر على تسمية ابن أخيه الأكبر بديع، ليكون تكريمًا منه لصديقه ويظل معه فى كل الأوقات، خاصة أن نجيب هو من قام بتربية ابن أخيه بعد وفاة شقيقه.

الريحاني ومواقفه الإنسانية مع أشقائه
لم يكن توفيق الريحانى يعرف التوفيق، حيث كان كسولًا لا يحب العمل، بل كان يقتصر على ملازمة أخيه، فساعده نجيب على العمل ونشر إعلانات الدعاية، وكان يقف على باب المسرح يستقبل الرواد، ثم الشقيق الثاني يوسف الريحاني الذي كان يسير محدودب الظهر نظرًا لإصابته بشلل أطفال قديم وكان رغم ذلك يدعي العلم والفلسفة والتنويم المغناطيسي وكان يعيش كالمنبوذين لا يصادقه أحد ولا يقترب من مخلوق لشراسة أخلاقه، إلا أن نجيب المعروف بقلبه الطيب كان يشفق عليه ويكلفه بالجلوس في شباك تذاكر المسرح وكان جلوسه في ذلك الشباك شؤما علينا، حيث قل ما كان يقبل على المسرح أحد من الجمهور، الشقيق الثالث جورج، الذي كان الأقرب إلى قلب نجيب ويشبهه في الطيبة، والذي اختفى بشكل مفاجئ، واستمر نجيب في البحث عنه، ولكنه لم يجده.

الريحاني بين المطالبة بملجأ للممثلين المتقاعدين
استمر نجيب خلال عمله الفني في المطالبة بعمل ملجأ للممثلين المتقاعدين، وذلك لحمايتهم من أشكال الفقر والذل بعد أن عملوا لسنوات على تقديم أعمال هادفة تخدم المجتمع، عمل دائمًا على حث الحكومة على ذلك، إلا أنه لم يجد أي استجابة له، فقرر أن يشيد بيتًا على نفقته الخاصة، ليكون ملجأ للممثلين، ولكنه مات قبل الانتهاء منه.

الريحاني بين حلم البكوية وكشف ظلم الملك
الريحاني المناضل في سبيل الحرية، والذي يقدم الكوميديا الساخرة على الأوضاع، التي تشهدها مصر آنذاك، كان هذا هو السبب الحقيقي، في عدم منح الملك «البكوية»، للريحانى، كما منحها حينها للفنان يوسف وهبى وغيره من الفنانين، وعندما أخذ الريحانى الفرصة لتقديم عرض أمام الملك على أمل أن يمنحه البكوية، فقد الريحانى جزءًا من مسرحية «الدنيا على كف عفريت»، ما أغضب الملك، وعندما سئل الريحانى عن سبب اختيار هذه المسرحية، قال لأن الملك لا يشعر بما يعانيه الفقراء لمنح البكوية، والضحك والشعب لا يملك الخبز.

الريحاني بين المصحف والإنجيل
عندما توفي نجيب الريحاني بعد إصابته بالتيفوئيد، الذي لم يكن له علاج في ذلك الوقت، وجد فى منزله، بجوار سريره مصحف وكتاب الإنجيل، حيث كان مطلع ويحب أن يقرأ فى كل الأديان، ما جعل الكثيرين يقولون إنه أسلم، إلا أن بعض أقاربه أوضحوا أنه مات وهو مسيحى ولم يسلم.