رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا كان يخاف «نجيب الريحانى» من اقتناء سيارة؟

جريدة الدستور

كانت حياة الفنان الكوميدي الكبير نجيب الريحاني، مليئة بالعديد من المواقف الإنسانية، التى تدل على قربه وتعلقه بالبسطاء وتدل على وطنيته، ولكنها أيضًا كانت مليئة بالمواقف الكوميدية والغربية، وأبرزها قصة خوفه من اقتناء سيارة، حتى بعد نجاحه في السينما وتحقيقه شهرة واسعة إلا أنه عاش حياته دون أن يمتلك سيارة، ولهذا الأمر قصة غريبة ذكرها نجيب الريحاني في مذكراته.

وحينما كان يعمل نجيب الريحاني، بشركة السكر بنجع حمادي، وصل رجل أجنبي ومعه زوجته، وكان الرجل يقدم حفلات للتنويم المغناطيسي، وأتى ليُحيي بعض الحفلات في مدينة نجع حمادي، وكان يقوم فيها ببعض التجارب للنوم المغناطيسي، مثلما يفعل السحرة، وكانت زوجة هذا الرجل الأجنبي، خبيرة في علم الكف، إذ كانت حين تتفرس في كف إنسان تقرأ ما فيه.

وفي إحدى الليالي ذهب نجيب الريحاني مع أصدقائه لحضور إحدى الحفلات، وبعد انتهائها تقدم الرجل الأجنبي ليعلن أنه سيوزع تذاكر «لوترية» ثمن الواحدة عشرون مليمًا، بينهم تذكرة واحدة ستفوز، وكان المكسب هو أن يزور الفائز زوجة الرجل الأجنبي؛ كي تقرأ له الكف، وتطلعه على ما خفي من أمره.

واشترى «الريحاني» تذكرة وتمنى لو فاز بهذه الزيارة، ولكن عندما ظهرت النتيجة كان الفائز زميل آخر له يدعى «عبد الكريم»، وعندما ذهب في اليوم التالي وجد صديقه «عبد الكريم» يندب حظه، لأن الشركة أصدرت له أمرًا بالسفر حالاً في مأمورية لمدة أسبوع، والرجل الأجنبي وامرأته سيغادران نجع حمادي في اليوم التالي لسفره، فلن يتمكن من أن الذهاب لقراءة الكف، ومن ثم اقترح على نجيب الريحاني، أن يأخذ التذكرة ويذهب هو إليها.

ولما ذهب «الريحاني»، إليها وجدها تقول له عن أشياء حدثت له في الماضي، كما لو كانت حاضرة تلك المواقف، كما أنها أخبرته أنه سينتقل من فقر إلى غنى ومن غنى إلى فقر، ثم يعود للغنى، ولم يتذكر «الريحاني» ما أنتهى إليه تنبأها.

ويشير «الريحاني» في مذكراته إلى السر وراء خوفه من اقتناء سيارة، فقد كانت هذه العارفة هي السبب، حيث أخبرته بأن هناك تصادمًا سيحدث لسيارة يكون هو بداخلها، ولكن سيخرج من هذا الحادث سليم، وهذا الأمر جعله يخاف من اقتناء السيارة، وأنه كلما ركب سيارة، يتوسل إلى السائق بكل عزيز، أن يسير على أقل سرعة؛ بل كان أيضُا يفضل ركوب عربات الخيل مخافة تلك النبوءة.