رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نقلها لبيب واستخدمها الرافعي وأهانها عبد الخالق».. حكايات مذكرات محمد فريد

محمد فريد
محمد فريد

تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد المناضل الكبير محمد فريد، الذي كتب مذكراته ومرت بمفارقات عديدة قبل نشرها.

توفي محمد فريد مساء السبت 15 نوفمبر 1919 في برلين، بعد أن سافر بسبب المضايقات التي تعرض لها، ما دفعه إلى الهجرة خارج البلاد، وواصل عمله من أجل مصر في تركيا وفي الدوائر السياسية حتى وافته المنية في برلين.

إسماعيل لبيب
وأرسل محمد فريد خطابًا إلى صديقه إسماعيل لبيب، الذي عاش معه في جينيف، يطلب منه سرعة الحضور إلى برلين، ليقضي معه بعض الساعات ويتحدثا في بعض الأمور قبل وفاته.

وبالفعل ذهب إسماعيل لبيب إلى صديقه، والتقى به في برلين، ومنحه محمد فريد صندوقا، وأصاه أن يحافظ عليه ويعود به إلى مصر.

وأخذ إسماعيل لبيب الصندوق وأودعه عند سيدة ألمانية وأخبرها أنه سيأخذه حين يعود إلى مصر ليسلمه إلى ابنه عبد الخالق فريد.

وفاته لبيب
وبعد وفاة فريد نفذ «لبيب» الوصية وحمل الصندوق إلى مصر وحفظه لديه حتى يكبر نجل الفقيد، فيسلمه تراث أبيه، لكن القدر كان أسرع منه، حيث مات قبل أن يسلم الصندوق، وعثرت أرملته على الصندوق وفتحته وعرفت ما فيه، فأغلقته وسلّمته إلى عبد الخالق فريد نجل الفقيد الراحل.

الرافعي
واحتفظ الابن بتراث أبيه في البيت ولم يفكر في نشر الأوراق في تلك الظروف السياسية، وقرر أن يطلع عليها الرافعي، فاستعارها منه لعدة سنوات.

استفاد الرافعي من الأوراق في تأليفه لكتابيه مصطفى كامل ومحمد فريد ونشر بعض الخطابات التي تبادلها الزعيمين في هذين الكتابين.

استخدام المذكرات
وبعد «الرافعي» سمح عبد الخالق للبعض بالاطلاع على المذكرات وتسربت نصوص من بعض الكراسات للقسم الثاني من المذكرات «مذكراتي بعد الهجرة» فنشرها محمد صبيح في كتابه «اليقظة مواقف حاسمة في تاريخ الأمة العربية» الجزء الثاني 1964 دون تحقيق.

ونشرت جريدة الأخبار بعض ما جاء في المذكرات بكتاب «صبيح في صيف 1964» كما صورتها الجامعة الأمريكية في القاهرة بترخيص من عبد الخالق فريد.

دار الوثائق
ونادى البعض بعدها بضرورة الحصول على هذه الوثائق والاستناد عليها لكتابة التاريخ، خاصة تاريخ مصر المعاصر والمبعثرة في بيوت الورثة وحذروا من خطورة استيلاء الهيئات العلمية الأجنبية على تلك الوثائق.

وأثمرت هذه الخطوات عن جمع المذكرات والوثائق وكان من بينها مذكرات فريد التي حصلت عليها دار الوثائق التاريخية، وسمحت للباحثين بالاطلاع عليها.