رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ريهام فاروق تكتب: حين تخون الزوجة

ريهام فاروق
ريهام فاروق

حينما تخون الزوجة

في محادثة لطيفة بيني وبين والدتي استوقفتني كلمة قالتها بعفوية شديدة (هو في ست بتخون؟).
رديت عليها طبعا أمال النماذج اللي بنشوفها بتخون دي أية كائنات فضائية؟
وقتها تذكرت كلام صديقة عزيزة جدا حينما قلت لها "تفتكرى الرجل كائن بطبعه "ردت عليا بمنتهى العقلانية الشديدة (لو هو خائن بطبعه مسألتيش نفسك هو بيخون مع مين مش مع ست برضه، الخيانة مش مقصورة على نوع واحد فالمرأة تخون والرجل يخون !!!".
الرجال والنساء يخونون، ولكن في ثقافتنا خيانة الرجل أخف وطأة من خيانة المرأة بكثير، فقد دأب المجتمع على تقديس عفة المرأة وكأنها ينبغي أن تكون الأقرب إلى الله والأطهر دائما.. ربما لقيمتها كأم وكزوجة وأخت.. وبرغم قناعتى الشديدة بالمساواة بين الرجل والمرأة إلا أننى أجد أن خيانة المرأة أمر استثنائي، فغالبا المرأة السوية لا تخون، دراسات كثيرة أثبتت أن معدل الخيانة لدى المرأة أقل منه لدى الرجل.. فالرجل يميل إلى الخيانة الجسدية بدون أي عاطفة، أما المرأة فخيانتها غالبا عاطفية..
السؤال هنا ما هو شكل المرأة الخائنة؟
تعددت الأسباب وراء الخيانة وتعددت الأنماط الإنسانية والرغبات والأهداف من الخيانة. فهناك نماذج عديدة منها...المرأة العاشقة لذاتها، جميلة ملفتة تعودت منذ الصغر على الملاطفة لا تستطيع الاستقرار بدون حالة تأجج في العلاقة فدائما تخون بحثًا عن هذة الحالة.
المرأة الطموحة التي لا تكتفي بما لديها تتطلع دائمًا إلى الأقوى والأفضل، غالبًا ترى زوجها أقل منها وتؤمن أنها تستحق رجل أفضل.
المرأة الزهقانة اللي بتهرب من فتور ورتابة حياتها إلى رجل تتعامل معه على كونه المُسكن والملطف لحياتها عندها استعداد تعطى مشاعرها لمن لا يستحق حتى يذهب عنها الملل.
المرأة المنتقمة اللي بتخون علشان تنتقم من زوجها اللى أهملها وظلمها أو خانها.
المرأة المحرومة غالبا بتكون عاشت عمرها كله محرومة من العاطفة خصوصًا فى فترة الطفولة، غالبًا بتعيش هذه المرأة في حالة بحث دائم عن رجال يشبعون حرمانها وهي لا تكتفي.
المرأة الطفلة التي تعاني من عقده إلكترا، تتعلق برحال أكبر سنًا لتشعر معهم بالحب وحنان الأبوة غالبا ما تكون علاقاتها برجال متزوجين، وكأن لديها رغبة عميقة في المنافسة مع الزوجة اللي بتقابلها في أفكارها بأمها.
الأشكال كثيرة ولكن يبقي أيضا التساؤل الأهم ما هو رد فعل المجتمع، الزوج، الأسرة في حالة المرأة الخائنة؟
وبمنتهى الـريحية والضمير المرتاح جدا أجيب أن الموضوع يتفاوت!!! في مجتمعات مش هقول هتتقبل خيانة المرأة ولكن هتستوعبها… في رجل ممكن يقتل ويعطيه القانون الحق في ذلك دفاعًا عن الشرف، وفي رجل يتأزم ويتألم ويقرر الانسحاب، وفي رجل آخر يستوعب أن زوجته في النهاية إنسان … إنسان أخطأ يستحق أن نعطيه فرصة أخرى… كل الانفعالات والأنماط والأشكال ال‘نسانية وردود الفعل موجودة في كل الأزمان وكل المجتمعات وكل الثقافات في النهاية احنا بني آدمين تحركنا عقولنا ومشاعرنا بشكل متفاوت…
لو فكرت بشكل عميق بدون الموروثات المجتمعية المترهلة هتجد أن المرأة والرجل كائن بشري قابل لارتكاب الأخطاء والذنوب، ارتكاب الأخطاء والتسامح مش حكر على نوع بشري اسمه الرجل، المرأة كمان ممكن تخطئ ويغفر ليها… فلو حضرتك رجل أو امرأة وقادر تسامح شخص على خيانته سواء عاطفية أو جسدية… لو قادر تسامح وتغفر وتعطى فرصة جديدة للبدء من جديد اعمل ده… لأن في النهاية احنا بني آدمين بنغلط حقيقي بس ممكن نندم ونتوب ونكون أفضل من ناس كتير… الخائن شخص أخطأ سواء امرأة أو رجل ممكن يبدأ من جديد.