رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حارس عمارة «فاتن حمامة»: كانت تتعامل مع الجميع بلطف شديد

فاتن حمامة»
فاتن حمامة»

بالقرب من حديقة الأسماك، الموجودة بمنطقة الزمالك، التي تصنف ضمن أرقى أحياء القاهرة الكبرى، عاشت سيدة الشاشة، بعقار فخم، يمتاز بالمدخل الرخامي، يتوسطه درج طويل، وعلى جانبيه تقف عدد من العمدان الشاهقة، وفي الساحة ترقد بعض النباتات والزهور التي تحيط ببابي الدخول، هكذا هو الشكل الخارجي عمارة ليبون، المعروفة بمنزل المشاهير.

رجل عجوز، ذا بشرة سمراء، يرتدي جلباب أزرق اللون، يمسك بعصا المكنسة، يحاول أن يزيح الرمال الموجودة في الأرض، بعد أن لمع الدرج العظيم، والعمدان الرخامية، وأزال عنها كل حبات التراب، هكذا هو حال بواب عمارة المشاهير، عم حسين.

«الله يرحمها»، هذا كان أول رد فعل لعم حسين عندما سُئل عن الفنانة الراحلة فاتن حمامة، ولازم ذلك ظهور بعض علامات الحزن على وجهه وأصبح عابثًا، وبدأت قطرات الدموع في التجمع بعينيه اللامعتين.

البعض كان يلقب فاتن حمامة بملاك الشاشة دون التعامل معها لكن العم حسين أكد أنه لم يكن مجرد لقبًا وحسب بل كانت ملاكًا حقيقيًا، بشهادة كل من تعامل معها، سواء من الخادمين أوم من سكان العقار حيث أنها كانت تتعامل بلطف شديد مع كل الخدم وحارس العقار ولم تُشعر أحد منهم فى يوم أنها نجمة وأنهم أقل منها بل على العكس كان الجميع يشعر أنها بمثابة أخت لهم يلجأون لها فى الشدائد وخاصًة المادية حيث أنها عُرفت بينهم بالكرم.

من المواقف التي ظلت عالقة فى ذهن حارس العقار الذى سكنته فاتن هو دخولها عليه حاملة بعض الأطعمة التي كانت تحضرها بنفسها لأسرتها وكأنها تقول له بشكل غير مباشر أنت فرد من أفراد العائلة.

كانت فاتن أمًا حنون على جميع الأطفال لم تمارس أمومتها على أبنائها نادية ذو الفقار وطارق عمر الشريف فقط بل كانت تحنو على أى طفل تجده فى طريقها، حيث أنها كان من عاداتها التنزه مع أبنائها بحديقة الأسماك فى العطلات، وكان الجميع هناك يحكى عن مواقفها مع الأطفال المتواجدين فى أى مكان تنزه فيه أطفالها حيث أنها كانت تلعب معهم وتشتري لهم الهدايا.