رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شروط عباس العقاد للقاء «عبد الناصر»

عباس العقاد
عباس العقاد

ذكر الشيخ محمد حسن الباقوري في مذكراته التي نشرها في جريدة «المسلمون» عام 1985، أن اعتداد الأديب الكبير عباس العقاد بنفسه وأدبه جعله لا يذكر اسم عبد الناصر بكلمة في حفل استلامه لجائزة الدولة التقديرية، لدرجة أنه قال في ختام كلمته أمام عبد الناصر: «وتلك هي جمهورية الفكر خير قرين لجمهورية الحكم».

أما عن شروط «العقاد» للقاء عبد الناصر، فقد روى «الباقوري» أنه في حوار طويل بينه وبين عبد الناصر، اقترح على عبد الناصر أن يلتقي ببعض من زودهم الله بالقدرة على إقناع الشعوب بقضايا ثورات الإصلاح، لأن الثورة تحتاج إلى ألسنة وأقلام، ورشح على رأسهم «عباس العقاد»، ولقي الاقتراح هوى في نفس «عبد الناصر».

وسبب اقتراحه للعقاد أن العقاد كان يعقد ندوة تضم صفوة المواطنين، ولو اطمئن لأهداف الثورة لكان في ذلك خير كثير، ولأنه أيضًا عانى من اضطهاد الملكية وحرص على إلقاء قصيدة يحيي بها الثائرين في أول مؤتمر للثورة.

وعندما سأل «عبد الناصر» الباقوري عن مكان اللقاء اقترح الباقوري أن يكون منزله مكان اللقاء، وأخبر الباقوري «العقاد» بذلك، فاشترط العقاد أن يكون حضوره بعد اكتمال المدعوين، وعلل العقاد ذلك بأن عبد الناصر شديد الكبرياء وقد يصافحه بغير اكتراث، وقال إنه إذا حدث ذلك سيلعن اليوم الذي جمعه بعبد الناصر في وجهه، ووافق «الباقوري»، لكنه أزمع من تلك اللحظة صرف تفكيره عن الاهتمام بتلك الدعوة، وإن كان يعلم أنه لو قُدر أن يدافع العقاد بقلمه عن الثورة لغنى ذلك عن كل الوسائل لإقناع الشعب بالثورة والثقة فيها.