رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى الشيمي: جائزة «ساويرس» تنحاز للكتابة الجيدة

مصطفى الشيمي
مصطفى الشيمي

مصطفى الشيمي، من الأسماء التي أعلنت وجودها بقوة في عالم الأدب من خلال أعماله، وبعيدًا عن الجوائز التي حصل عليها الشيمي، لكنه يملك وعيًا مغايرًا، جعله فاهمًا حقيقيًا لمعنى الأدب، وهو مسألة الخلق، وأخيرًا وصل للقائمة القصيرة لجائزة «ساويرس» عن روايته «سورة الأفعى»، التقت «الدستور» مع الشيمي، وكان معه هذا الحوار:

حصلت على جوائز كثيرة، ما الذي تعنيه ساويرس بالنسبة لـ«مصطفى الشيمي»؟
كل جائزة أحصل عليها تسعدني كأنها المرة الأولى التي أفوز فيها، وجائزة ساويرس أردت الفوز بها منذ سنوات، بالتحديد بعد كتابة مجموعتي القصصية «بنت حلوة وعود»، التي كان لها الحظ في الفوز بجائزة دبي الثقافية، وهي جائزة عريقة، ورغم هذا ظل يراودني طموح الفوز بجائزة ساويرس، فهي من أهم الجوائز العربية في مصر والوطن العربي، وهو احتفاء من داخل بلدي، مصر، وحين يأتي الاحتفاء – هذه المرة – من داخل الوطن فهو يعني للمبدع كل شيء، ويضيف للجائزة مذاق خاص.

هل كانت القائمة منصفة وتعبر عن أدب الشباب الحقيقي؟
جائزة ساويرس تنحاز إلى الكتابة الجيدة من بين أدب الشباب، وأي جائزة منحازة وفقًا لمعاييرها الفنية، فهي لا تغطي كل أدب الشباب بل تصطفي الأفضل، لأنها لا تقدم إحصاء، وهذا لا ينفي - بالطبع - وجود كتابات جادة خارج القائمة، وتبقى الجوائز في النهاية أقرب إلى اليانصيب، كتابة جيدة مع القليل من الحظ.

يهتم مشروعك الأدبي بالإنسان وعلاقته بالشيطان والملائكة والعوالم الميتافيزيقية، هل سيكون هذا مشروعك الدائم أم أن هناك خروج إلى رؤى أخرى؟

المبدع الحقيقي هو من يملك عالمًا، ومفردة عالم معناها واسع، فهنا لا نتحدث عن موضوع واحد يتكرر في الكتابة، كموضوع الموت، بل نتحدث عن نص غائب، أقرب ما يكون إلى منظومة كاملة من الأساطير والملاحم والسير والتاريخ والكتب المقدسة. أتناص مع صوتي، وكل عملٍ يشكل في النهاية روحي، وأعتقد أنها أقرب ما تكون إلى ثقب أسود، تتسع لتبتلع العالم الواقعي، وتشيد عالمها المتخيل، على أية حال، عمري ٢٨ عامًا، إلى أين سأذهب فيما بعد، ماذا سأكتب، أعتقد أنني سأكتب نفسي بصدق كامل.

رغم أنك تعيش في القاهرة ولكن جاءت بعض كتاباتك عن الصعيد، هل هو نوع من الحنين؟
القاهرة والجنوب ثنائية داخلي، أدرك وحشية القاهرة عليّ، مثلما أدرك غربتي في الجنوب، وهي غربة ممتدة في المدائن كلها، ربما نكتب في حقيقة الأمر لنجد المدينة التي تليق بنا، مدينة فاضلة، مدينة العجائب، نطارد أليس التي تطارد أرنبها، هذه المطاردة موجودة في سورة الأفعى، وهي مطاردة ستقودني إليّ، مثلما قادت الحلاج إلى الصليب، فلا مدينة أنتمي إليها في واقع الأمر قد ما أنتمي إلى ذاتي.

ما الأعمال التي كنت تود أن تكون بالقائمة من الكتاب الشباب؟
لم أقرأ كل الأعمال التي صدرت هذا العام، لذا من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن إذا كان يمكنني انتظار كاتب في الدورات المقبلة لجائزة ساويرس، فأنا أتوقع وجود أسماء مثل أمير حسين، وحازم عزت سعد وهالة صلاح، خاصة أنني قرأت مخطوطاتهم الجديدة وانحاز إلى وعيهم المغاير للعالم.