رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول طلعة «استروكس».. رأيت الموت في سيجارة

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

في جلسة سمر استند «محمود علي» على أريكة صغيرة في منزل أحد الأصدقاء، اعتاد لقاءهم أسبوعيًا لتبادل أطراف الحديث والتخلص من أعباء العمل وضغوطه، ولا مانع من تجربة شيء جديد في مثل هذه الجلسات فكل شيء مباح.

روى «محمود» إحدى تجاربه في جلسات الأصدقاء، مر عليها حوالي عام، شعر خلالها بعملية فصل تام عما حوله نتيجة تعاطيه مخدر «الاستروكس» للمرة الأولى والتي قرر أن تكون الأخيرة.

كانت البداية حينما أخرج «درويش» علبة السجائر الخاصة به، وطل منها سيجارة ملفوفة، أشعلها وبدأ في تدخينها، وكعادة سجائر الحشيش يتم التناوب عليها من قبل الحاضرين في الجلسة، انتقلت السيجارة إلى يدي، التقط أول أنفاسها بعمق شديد، وقبل أن أنتهي من النفس الثاني، نبهني درويش قائلًا:«متشدش أوي علشان ده مش حشيش».

لم أستطع أن اكتشف ما تحويه السيجارة من«حشيش، أو نوع أخر من المخدرات كالبانجو»، لعدم اعتيادي على تدخين المخدرات، وقلة تجربتي فيها، فلم أدخنها سواء مرة أو اثنان أو أكثر، لكنهم لم يتعدوا أصابع الأيدي الواحدة التي جربت فيها «المخدرات».

التقطت النفس الثاني من السيجارة، وقبل أن أخرج دخانه من صدري، سقطت من يدي السيجارة على الأرض، وشعرت بدوار غير طبيعي، ورعشة شديدة في اليدين، والرجلين، وانخفاض في درجة حرارة الجسد، كأني وضعت في ثلاجة، وحالة استرخاء عالية، واستلقيت على الكنبة التي كنت أجلس عليها.

وقبل مرور 60 ثانية، شعرت بحالة من الفرح الشديد، والهلوسة، والضحك الهستيري، وعدم القدرة على تمييز الوقت، وظللت هكذا قرابة الـ10 دقائق، إلى أن أحضر درويش، وأحمد - الزميل الثالث الذي كان يرافقنا، في الجلسة، كوبًا من الماء، وبدأ يسكبه فوق رأسي، حتى عد إلى الواقع.

نظرت إلى درويش، بغيظ شديد، وبدأت في سبه بأفظع الألفاظ، وهم يضحكون ويقهقهون بصوت عالي، وما كان أمامي إلا أن أشاركهم الضحك.

خبرتي لم تكن على القدر الكافي، لمعرفة نوع المخدر الذي تحويه السيجارة، مما دفعني لسؤال درويش عنه، فرد علي قائلًا:«أنت ملكش فيها، ده استروكس».

لم أكن أعلم أو أسمع هذا الاسم من قبل، فسألت عن مصدره، ومكوناته، واكتشفت من درويش أنه غير متوفر بالقاهرة، ويتم تهريبه من الخارج وبالتحديد من المغرب وبعض دول الخليج، وسعره غالي جدًا، ويصنع من نبات القنب، مع بعض المواد الكيميائية المسكنة والاتروبين، والهيوسيامين، والهيوسين.

تذكرت السيجارة التي كانت بين أصابعي، فلم أجد منها سواء «العقب»، وكان درويش قد انتهى منها كاملة، باستثناء نفس واحد التقطه أحمد بعد إلحاح طويل من درويش، على الرغم من أن أحمد يدخن سجائر الحشيش.

ولم تمر 5 دقائق وأخرج درويش السيجارة الثانية من الاستروكس، وطلب مني مشاركته فيها، إلا أني رفضت، وتعهد على نفسي ألا أدخن أي أنواع المخدرات مرة ثانية.

وعقب انتهاء الجلسة، وكان ذلك في الثانية صباح اليوم التالي لها، وبدأت في البحث عن معلومات حول «الاستروكس»، واكتشفت أنه من المخدرات الاصطناعية التي وصلت للأسواق العربية، وبالتحديد في الخليج ومصر، وانتشرت منذ سنتين تقريبًا، ويزداد مفعوله 200 مرة، عن مخدر الماريجوانا، ومخدر الحشيش.

ولقي «الاستروكس» رواجًا بين المدمنين، نظرًا لسهولة الحصول عليه، وهو عبارة عن خلطة يتم تصنيعها من مواد كيميائية، من نبات القنب، مع بعض المواد الكيميائية المسكنة والاتروبين، والهيوسيامين، والهيوسين، ويتم بيع الجرام من هذا المخدر من بأسعار تتراوح من 250 إلى 300 جنيه، كما يتم بيعه في أكياس، ويحتوي كل كيس على 4 جرامات، ويختلف ثمن الكيس من منطقة لأخرى، ومن شخص لآخر.

* الواقعة حقيقية تمامًا لكن جميع الأسماء والشخصيات مستعارة.