رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صديق مصطفى حسنى..قبل أن يتحول الداعية الشاب إلى مندوب مبيعات الإرهاب

 مصطفى حسنى
مصطفى حسنى

لا أعرف هوية هؤلاء النشطاء الذين يتداولون فيديوهات وصورًا من آن لآخر على شبكة التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، هم مستخدمون بالطبع، لكن، ولأنهم لا يعلنون عن انتمائهم ولا منظومة مصالحهم، فمن الصعب أن نستسلم لكل ما يقولونه، خاصة أنهم لا ينشرون فيديو أو صورة لوجه الله أبدًا، بل يرفعون أشخاصًا ويهدمون آخرين.

آخر ضحايا النشطاء اللقطاء كان الداعية الشاب مصطفى حسنى، مرة بنشر فيديو يمدح فيه جماعة الإخوان المسلمين ويثنى على مؤسسها حسن البنا، ومرة أخرى بالإشارة إلى أحد الشباب المنضمين إلى داعش باعتباره صديقه.

هذه الفيديوهات تهدف بشكل أساسى إلى هدم مصطفى حسنى والإساءة إليه، فها هو الداعية الذى يقدم برنامجه عبر شاشة قناة «النهار»، وينتشر فى أوساط اجتماعية راقية يعلن عن إخوانيته، حتى لو كان الفيديو قديمًا، وها هو أيضًا صديق لشاب كان هناك ادعاء بأنه مختفى قسريًا، ثم ظهر فى صفوف داعش.

لا أتردد بالطبع عن إعلان عدم إعجابى بأداء مصطفى حسنى، والذين يسيرون على طريقه، فهو ابن مدرسة ضربت الإسلام فى مقتل، وأحالت الدعوة إليه إلى وسيلة للتكسب، دون أن يربح الدين منها شيئًا، لكن ليس معنى ذلك أن نهدم تجربته كلها، خاصة إذا كانت هناك مساحات يتم الاستفادة منها بعد تقويمه بالطبع.

ما يقوم به مصطفى حسنى يمكن استغلاله بشكل يفيد المجتمع، يمكن تحويله إلى طاقة إيجابية، هو داعية عاطفى جدًا، صحيح أنه لا يدعو إلى عنف، ولا يردد كلام فقهاء العنف، لكنه يمهد الطريق فى قلوب الشباب ليقبلوا أى وكل شىء يمكن أن يحولهم إلى إرهابيين، ولذلك عليه أن يتخلى عن أدائه الذى يدخل إلى مساحة المحن الدينى، فلا هو سيستفيد من ذلك ولا الإسلام الذى يتكلم به ويعمل بشأنه.

أشفق على مصطفى حسنى بالطبع، فكل كفاءته أنه كان مندوب مبيعات، ولما تحول إلى الدعوة تعامل معها على أنها بضاعة وعليه تسويقها، لكنه للأسف الشديد لا يجيد تسويق أفكار الإسلام، كما كان يبيع بضاعته السابقة.