رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده ووفاته.. «كفافيس بكل لغات العالم»

كفافي
كفافي

تحل اليوم التاسع والعشرين من إبريل ذكرى ميلاد ووفاة الشاعر المصري اليوناني الشهير قسطنطين كفافي (كوستنينيوس كفافيس)، الذي ولد وعاش في الإسكندرية، وتحول منزله لمتحف يزوره محبوه.

ولد كفافي في التاسع والعشرين من إبريل عام 1863، وتوفي في نفس اليوم عام1933، وكفافي من أكثر الشعراء الذين ترجمت أعمالهم الملهمة إلى لغات عدة، ومن أبرز الشعراء الذين ترجموا لكفافي: الشاعران سعدي يوسف ورفعت سلام.
نقدم قصائد مختلفة لكفافي بترجمات متعددة:

قصيدة "إيثاكا"، ترجمة: سعدي يوسف

وأنتَ تُزْمِعُ الرحيلَ إلى إيثاكا
فَلْتُصَلِّ من أجْلِ أن يكونَ الدربُ طويلاً
مليئاً بالمغامراتِ والتجاريبِ.
لا تَخَف اليستريغونيّين والسيكلوبات
وبوزايدون الغاضب،
فأنت لن تراهم
ما دُمتَ متساميَ الفِكْرِ
وما دامت عاطفةٌ نادرةٌ تلمسُ روحَكَ وجسدك
إنك لن تلقى الليستريغونيّين والسيكلوبات وبوزايدون الغاضب
إلا إذا حملتَهم في روحِك
وإلاّ إذا نصبَتْهم روحُكَ أمامك.
تَمَنَّ أن يكونَ دربُك طويلاً
أن تدخلَ في أسحارِ صيفٍ عديدةٍ
وبأيّ امتنانٍ وأيِّ فرحٍ
مرافيءَ تُرى للمرّةِ الأولى،
وأن تتوقّفَ عند مراكزِ التجارةِ الفينيقيّةِ
فتشتري بضاعةً طيّبةً
أصدافاً ومرجاناً وعنبراً وأبنَوساً
وعطوراً شَهّاءَ شتّى، قدْرَ ما تستطيع
أن تزورَ مُدناً مصريّةً عديدةً
وأن تَجمعَ معرفةَ العارفين.
لتكنْ إيثاكا، دوماً، معك
إنّ بُلوغَكَ إيّاها، لَهُـوَ مصيرُكَ
لكنْ، لا تُسَرِّع الرحلةَ، في الأقلّ
والخيرُ أن تستمرَّ الرحلةُ أعواماً
كي تبْلغَ الجزيرةَ شيخاً،
غنيّاً بما كسبتَه في الدربِ،
غيرَ متوقِّعٍ من إيثاكا أن تهبَكَ الغِنى.
لقد وهبتْكَ إيثاكا الرِّحلةَ الرائعةَ.
وبدونِها لم يكنْ بإمكانك الرحيل.
وليس لديها ما تهَبُكَ سوى هذا.

إنْ وجدتَ إيثاكا فقيرةً، فهي لم تخدعْكَ
إذْ غدَوتَ من الحكمةِ في هذه التجربةِ
بحيثُ فهمتَ، فعلاً، معنى هذه الإيثاكات.


قصيدة "أســـوار"، ترجمة: رفعت سلام
بلا أي اعتبار، أو شفقة، أو خزي،
أقاموا حولي جدرانا سميكة وعالية.
وها أنا الآن أجلس هنا في يأس.
لا يمكنني التفكير في أي شيء آخر،
هذا المصير ينهش عقلي –
فلدي الكثير مما ينبغي عمله في الخارج.
آه كيف لم ألاحظهم
وهم يقيمون الجدران!
لكنني لم أسمع أبدا
صوت البنائين ولا صخبهم.
بلا وعي مني، حبسوني عن العالم.

قصيدة "ذات ليلة" (من موقع الموسوعة العالمية للشعر العربي)، المترجم غير معروف.

كانت الغرفة فقيرة رخيصة،
منزوية في الخفاء فوق الحانة المشبوهة
بإمكانك، من النافذة، أن تري الحارة الضيقة القذرة
وتسمع أصوات العمال وهم يشربون بسعادة
ويلعبون الورق في الطابق الأرضي
هناك، على السرير العادي الرخيص
امتلكت جسد الحبيب،
وتلك الشفاه الشهوانية الحمراء.
والآن، وأنا أكتب بعد كل هذه السنين،
وحيدا في بيتي هذا، أشعر أنني ثمل
بنبيذِ الرغبة مرة أخرى.

قصيدة "الشموع"، ترجمة: بشير السباعي
أيام الغد تقف أمامنا
مثل صف من الشموع الصغيرة الموقدة
الشموع الصغيرة الذهبية، الحارة، والمتوهجة
الأيام المنصرمة تبقى وراءنا،
صف مفجع من الشموع المحترقة،
أقربها لا يزال يزفر الدخان
الشموع الباردة، ذائبة، ومحنّية
لا أريد أن أرنو إليها، إن جرمها يحزنني
كما يحزنني أن أتذكر ضوءها الأول
إنني أتطلع إلى شموعي المضاءة
لا أريد أن التفت إلى الوراء وخشية أن أرى وأرتعد
كيف يستطيل الصف الكابي سريعا،
كيف تتضاعف الشموع المحترقة سريعا.