رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدد يا طاهرة.. لماذا يحب المصريون آل البيت؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لا يعرف كثيرون ممن حضروا الليلة الختامية، أمس، لمولد السيدة زينب قصة كفاحها للحفاظ على نسل النبى، صلى الله عليه وسلم، فهى المرأة القوية التى تحملت ألم مقتل شقيقها الحسين فى كربلاء، وابتلعت أحزانها عليه، وهى تواجه يزيد بن معاوية، بعد أن سيقت فى موكب السبايا، كانت يدها هى العليا، ومنطقها هو الأقوى فى معركة الحق ضد الباطل.

لا يحتفل المصريون كل عام بالسيدة الطاهرة لأنها خاضت المعركة الأصعب فى تاريخ الإسلام، وخرجت منها منتصرة رغم مقتل رجال أسرتها، لكنهم يفعلون ذلك لأنها من رائحة النبى الأعظم، ابنة حبيبته السيدة فاطمة، يتشفعون بها ويطلبون منها العفو والسماح، فهى صاحبة المدد. لا يتقرب المصريون للسيدة زينب ولا لغيرها من الأولياء بذهنية من يُحرمون التشفع بأولياء الله الصالحين، فهم لا يشركون بالله أحدًا، لكنهم يعرفون بعشمهم فى الله أن هناك من اصطفاهم المولى وقربهم من جواره، وهؤلاء حتمًا لهم دلال على الله، حتى وهم موتى، ولذلك فهو لا يؤخر عليهم شيئا أبدا. مشهد المصريين وهم فى ساحة السيدة زينب، رضى الله عنها وأرضاها، يحتفلون بها ويتنسمون عطرها، يؤكد لك كم أننا شعب طيب، لا يريد إلا العيش فى سلام فقط، ولذلك فكل من يريد الكيد به أو الشر له يخسر، لأنه يدخل معركة مع شعب يرمى همومه كلها على كتف ربه، يعرف أن أحدًا لا يملك له شيئًا على الإطلاق، ولذلك لا يخاف.

هذا الشعب صادق مع نفسه حتى وهو كاذب، ولذلك ورغم كل عيوبه فإنه صامد، يحب آل البيت لأنه يعرف أنهم صادقون، ويطلب باسمهم العفو من الله لأنه يعرف أن الله سيقبل، أما الذين ظلموا آل البيت فلا يراهم ولا يركن إليهم ولا يذكرهم.. أدام الله على شعبنا طيبته وجزاه بحسن نيته الخير كله.