شرقاويات: الدكتور فتحي الشرقاوي يتحدث عن تجديد الخطاب الديني

مساجد كثيرة..
احرص على أداء صلاة الجمعة بها...وسماع الخطبه
في حي مدينة نصر...
وكل تلك المساجد تقريبا قد يجمعها سمة مشتركه واحدة
سوا ء في نصف الخطبه الأول أو نصفها الثاني...
أو حتى الدرس الديني الذي يعقب الإنتهاء من الصلاه
حيث يجد الشيخ الخطيب كل متعة وتجويد...
في ذكر كل الآيات والأحاديث ....
التي تتضمن آيات العذاب والويل والترهيب والتخويف.
ولن اتطرق بالقطع في هذا الصدد عن صوت الشيخ
والذي يتزامن مع آيات التخويف..
مما يجعل المصلي في حالة من الرعب الشديد...
وأجلس في كل مرة..
منتظرا من شيوخنا الافاضل على المنابر..
أي إشارة لآيات الترغيب والجنه ونعيمها والرحمة والشفقة والتسامح والمغفرة والتوبه والمودة..
للاسف
لا أجد...إلا النذر اليسير جدا جدا..
أيها الدعاه والمشايخ... رفقا بنا
لماذا تصرون على أننا لن نصل إلى الله..
الا بتخويفنا منه ومن عذابه فقط ..
أليس من الممكن أن تدعونا إلى الله...
عن طريق تحبيبنا و ترغيبنا فيه بدلا من الترهيب منه
يامشايخنا...
قاموس خطابكم الديني..يغلب عليه..
ألفاظ وكلمات ومصطلحات العذاب والويل والثبور والوعيد والتهديد
ألم تقرأوا كلمات القرآن عن الأرائك والسندس والأنهار والعسل والنعيم..ولحم طير ممايشتهون ..
ياريت يامشايخنا تعيدوا مرة اخرى حساباتكم..
وازنوا بين آيات الترهيب وآيات الترغيب...
هذه طبيعة الله في خلقه..
أما تأكيدكم الدائم على آيات واحاديث الترهيب فقط..
فهذا أمر مخالف لطبيعة البشر...
بعض البشر..قد يتأثرون بآيات الترهيب..
على حين أن البعض الآخر..قد تستهويه آيات الترغيب وتؤثر فيه اكثر
ويسعدني ويشرفني أن اسوق لكم آية واحدة من قرآننا الكريم..
تشير إلى أن الدعوة بالترغيب..أكثر تأثيرا في الناس من التخويف والترهيب
أدعوكم لتفهم معناها الراقي..
قال تعالى( ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد )
فالداعية الحقيقي يشفق على المدعويّن ويرفق بهم؛
لأن هذا أدعى للقبول،وأيسر للوصول
ومن حُرم الرفق؛ فقد حُرم الخير كله.
ربنا يكرمنا جميعا...
ا.د. فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس جامعة عين شمس