رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صواريخ المراهقين».. لماذا يتمرّد الأطفال على آبائهم؟

تمرّد الأطفال على
تمرّد الأطفال على آباءهم

كتاب "المراهقون يتعلمون ما يعايشونه" هو امتداد للفلسفة التربوية لكتاب "الأطفال يتعلمون ما يعايشونه" لـ د. "دوروثي لو نولتي" و د. "راشيل هاريس" والرسالة في كلا الكتابين واحدة وهي أن الأطفال والمراهقين يقتدون بنا ولكنهم يتعلمون مما نفعله وليس مما نقوله لهم، أي من الطريقة التي نعيش بها حياتنا ومن الاختيارات التي نختارها ومن كيفية قضاء وقتنا ونوعية علاقتنا.
إن أولادنا المراهقين يتعلمون منا حتى عندما يتمردون ضدنا، فهم حساسون ومنتقدون لأي تعارض بين ما نقوله وما نفعله، ويبدو أنهم يستمتعون بملاحظة أي تناقض من هذا القبيل، وبالإضافة إلى ذلك فهم حساسون بالفعل لأي محاضرات نلقيها على مسامعهم مهما كانت نوايانا حسنة، لذلك لا يمكننا أن ننقل إليهم قيمنا بالقول فقط، بل يجب علينا أن نرشدهم إليها من خلال سلوكنا فنحن المثل الذي يحتذي به أولادنا المراهقون، ونحن خير قدوة لمراهقينا عندما تتشكل هويتهم.
مهما أبدى مراهقونا من مقاومة أو نضج فإن الحقيقة هي أنهم لا يزالون يحتاجون إلينا، يحتاجون لوقتنا واهتمامنا وطاقتنا وعنايتنا وحتى إلى نصحنا وإرشادنا سواء كانوا راغبين في الاعتراف بذلك أم لا، لذا يجب أن نجعل مراهقينا يدركون أننا متواجدون من أجلهم دائمًا من خلال الحوارات اليومية التي قد تبدو أحيانًا بلا أهمية بالإضافة إلى أننا متواجدون من أجلهم أيضًا في أوقات الأزمات والمصاعب التي يمرون بها، إن مراهقينا يحتاجون دومًا للإحساس بالطمأنينة والاهتمام الموجه منا إليهم فهو أساس علاقة الآباء بالأبناء، وكلما كانت علاقة الآباء والأمهات بأبنائهم قوية كلما استطاعوا أن يجتازوا معهم مشكلات المراهقة.
يتحمل الكثير من الآباء والأمهات أوقاتًا عصيبة أثناء فترة مراهقة أبنائهم، أزمة، عام من المصائب المتتالية، أو في أفضل الأحوال قلق يبدو بلا نهاية إزاء مخاطر حقيقية، ويجتاز معظم المراهقين تلك الأوقات الصعبة ويكتسبون منها المزيد من الخبرات والحكمة ولكن لا ينطبق هذا على بعض المراهقين الذين قد يحتاجون إلى بعض الدعم من الأخصائيين النفسيين لأن معظم مشكلات المراهقين تتسم بالتعقيد.
يركز هذا الكتاب على العلاقات بين الآباء والمراهقين وليس على المشكلات ذاتها، ويرى مؤلفا الكتاب د. "دوروثي لو نولتي" و د. "راشيل هاريس" أنه يجب أن تتسم علاقتنا بأولادنا بالحميمية والتفتح والاهتمام فذلك سوف يشجعهم على مصارحتنا بكل ما يحدث في حياتهم اليومية، إن فرصتنا الكبرى للتأثير في أبنائنا أثناء سنوات المراهقة الخطيرة تكون من خلال علاقتنا معهم لأن هذه العلاقة كلما قويت سيصبحون راغبين في الاستماع إلينا والتفكير في إرشادنا لهم وفي وجهة نظرنا، لذا يجب أن نتأكد من أننا مترابطون جيدًا مع أولادنا قبل أن يصلوا لمرحلة البلوغ مع ما يصاحبها من تغيرات في هرمونات الجسم.
إن مرحلة المراهقة هي مرحلة التحولات الجذرية للمراهقين والآباء ولعلاقاتهم ببعضهم البعض، ففي هذه الفترة يجب أن نتركهم وفي نفس الوقت نظل على اتصال بهم، ونوازن بحكمة بين الطاقات المتنافرة وفقًا لاحتياجات مراهقينا، وبدون شك فإننا في أوقات معينة سنعاملهم بشدة وفي أوقات أخرى سنعاملهم باللين.
يجب أن يصبح مراهقونا أكثر استقلالًا بذواتهم وأن يقووا من إحساسهم بهذا الاستقلال، ولكن يجب أيضَا أن يدركوا أهمية الاعتماد على الآخرين وتبادل المنفعة والحقيقة البشرية بأننا جميعًا نحتاج بعضنا البعض ونعتمد على بعضنا البعض على مستوى العائلة والمدارس والمجتمع والعالم.
إن الشكل الذي تتخذه علاقتنا بمراهقينا سوف يتطور ليصبح هو الشكل الذي تتسم به علاقتنا بأبنائنا الكبار، لذا فكلما استطعنا أن نحترم حق مراهقينا في تحديد مسار حياتهم من خلال استقلالهم بذواتهم فسوف يحملون لنا كل التقدير والاحترام في علاقتهم معنا عندما يصبحون راشدين.
نأمل أن يلهمك هذا الكتاب ويرشدك في علاقتك مع ابنك أو ابنتك عبر سنوات مرحلة المراهقة لكي تصبح الأب والأم الذي كنت تتمناه دائمًا، لكن يجب أن نعترف بأنه من المحتمل أن يكون هناك أوقات ستحاولون فيها بكل ما في وسعكم أن تكونوا أفضل أب أو أم ومع ذلك لن تسير الأمور كما تريدون، وأحيانًا قد تشعرون بالعجز وانعدام الحيلة مهما كانت الطريقة التي استخدموها لتربية أبنائهم تتسم بالإخلاص والتفاني.
وفي السطور التالية نقدم لكم خلاصة خبرات مؤلفي كتاب "المراهقون يتعلمون ما يعايشونه"
• إذا عاش المراهقون في جو من الثقة فسيكونون صادقين.
• إذا عاش المراهقون في جو من التفتح فسيكتشفون أنفسهم.
• إذا عاش المراهقون عواقب أفعالهم فسيتعلمون المسئولية.
• إذا عاش المراهقون جوًا من المسئولية فسيعتمدون على أنفسهم.
• إذا عاش المراهقون في جو من العادات الصحية فسيعتنون بأجسادهم.
• إذا عاش المراهقون في جو من الدعم فسيكونون إيجابيين إزاء أنفسهم.
• إذا عاش المراهقون في جو من الإبداع فسيشاركون الآخرين بهويتهم.
• إذا عاش المراهقون في جو من الاهتمام فسيتعلمون كيف يحبون.
• إذا عاش المراهقون في جو من التوقعات الإيجابية فسيساعدون على بناء عالم أفضل.
• إذا عاش المراهقون في ظل الضغوط فسوف يعتادونها.
• إذا عاش المراهقون مع الفشل فسيتعلمون اليأس.
• إذا عاش المراهقون مع الإحساس بالرفض فسوف يشعرون بالضياع.
• إذا عاش المراهقون في ظل الكثير من القواعد فسوف يتحايلون عليها.
• إذا عاش المراهقون مع عدد قليل من القواعد فسيتجاهلون احتياجات الآخرين.
• إذا عاش المراهقون مع الوعود الكاذبة فسوف تسبب لهم الإحباط.
• إذا عاش المراهقون في جو يسوده الاحترام فسيحترمون الآخرين.