رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مغارة أموال المعاشات


بعد أن أُعلنت كلمة السر «افتح يا سمسم».. تم فتح المغارة.. دخلوا جميعا يتقدمهم «المعلم».. كانت أموال المعاشات على جانبى المغارة.. صكوك غير قابلة للتداول بفائدة 8%.. مع أن الفائدة الآن تصل إلى 16% وأحيانا20% على المدى الطويل.



على الجانب الآخر من المغارة توجد سندات بنسبة 9%.. رغم الحصول عليها من البنوك بأكثر من 12%.. وفى عمق المغارة ترقد الكنوز المخفية حيث تتراكم تلال أموالنا.. 162 مليار جنيه بدون فوائد على الإطلاق منذ عشر سنوات وحتى الآن.. وهذا الرقم وصل بالحسابات والفوائد إلى نصف تريليون جنيه. المهم لقد نظر «المعلم» شمالا ويمينا كما نظر أيضا أمامه.. ثم ابتسم.. نعم هنا ترقد أموال الملايين من أصحاب المعاشات.. لحظتها اطمأن «المعلم» ومعه العشرات.. استمتعوا بكنوز أموالنا.. ثم خرجوا جميعا من المغارة.. وأطلقوا كلمة السر.. «اقفل يا سمسم».. بعد ذلك تم إغلاق المغارة ثم ساروا جميعا وراء «المعلم» يبحثون عما تبقى من كنوز أصحاب المعاشات ؟!.. كان هناك أحد أصحاب المعاشات مختفيا.. سمع كل شىء.. كانت الحقيقة أمامه واضحة.. وبعد قليل أطلق كلمه السر «افتح يا سمسم».. فتم فتح المغارة.. دخل أحد أصحاب المعاشات يريد أن يحصل على حقه من الأموال التى دفعها طوال تاريخ حياته.. ثم استمر طويلا يجمع مما دفعه قديما من عرقه ودمائه.. ومع طول الوقت عاد «المعلم» ومعه رجاله.. وهنا أسرع صاحب المعاش بالاختبار خشية أن يراه «المعلم» وصبيانه.. وخلال لحظات رأى بعينيه أموالا أخرى تُضاف إلى كنوز أموال التأمينات.. هذه الكنوز كانت تخص أصحاب المعاشات.. بعد ذلك خرج «المعلم» ومعه الأربعون فاسداً!!. أراد صاحب المعاش بعد أن رأى ما رأى أن يخرج حاملا حقوقه كاملة بإجمالى 80%، عبارة عن 5 علاوات مستقطعة منه بالقوة، وكذلك الأثر الرجعى لهذه العلاوات.. ولم ينس صاحب المعاش حقه فى الحد الأدنى الدستورى طبقا للمادة 27 من الدستور.. تذكر أيضا أن الجنيه أصبح أقل من 50 قرشا.. أى أن كل ما تقاضاه انخفض إلى النصف تقريبا؟!..عند باب المغارة نسى صاحب المعاش كلمة السر.. أو لنقل تاهت من الذاكرة.. أخذ ينادى: «افتحى يا ثورة» فلم يفتح باب المغارة.. كرر نداءه: «افتحى يا ثورتين» فلم يفتح أيضا باب المغارة!!.. وهنا تذكر صاحب المعاش كل الأحداث التى مرت به.. فأخذ ينادى من جديد «افتح يا فقر» لكن دون جدوى.. فكرر نداءه: «افتح يا مرض» فأبى باب المغارة أن يُفتح. وخلال «حوسة» صاحب المعاش «المحبوس» داخل المغارة.. سمع صوت «المعلم» والأربعين فاسدا.. بعد أن فتحوا باب المغارة.. كان صاحب المعاش يختبئ خلف كنوز أمواله.. وإذا به يرى «المعلم» وهو يضيف كميات أخرى من الصكوك غير القابلة للتداول والسندات.. بالإضافة إلى كميات هائلة من الأسهم المملوكة لأصحاب المعاشات المودعة فى عشرات الشركات والبنوك الاستثمارية.. نظر صاحب المعاش إلى كل هذه الأموال التى تخص 9 ملايين أسرة بعد أن خرج «المعلم» والأربعون فاسدا وأغلقوا باب المغارة خلفهم ثم قام بإحصائها.. يا إلهى.. أموال من جميع الأنواع مضافا إليها الفوائد الحقيقية.. وهنا صرخ صاحب المعاش بصوت عال: نحن مُلاك «التريليون» جنيه.. نحن مُلاك «التريليون» جنيه!!. والسؤال الواجب طرحه هنا: هل يمكن لمن يملكون أموالا تصل إلى الـ«تريليون» جنيه دفعوها من عرقهم وأحيانا دمائهم أن يعيشوا الآن حياة لم يروها طوال حياتهم؟!.. حياة تتسم بالتجويع الممنهج والمقصود؟!.