رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اللعب الذكي واللعب الذكية» لمعرفة كيف تربى طفلا بشكل جيد

اللعب الذكى واللعبة
اللعب الذكى واللعبة الذكية

هل تتذكر شعورك حينما كنت تلعب وأنت طفل، متحمسًا للاكتشاف ومقبلاً على التعلم؟ فجاءت في البداية الأشكال تلتها الألوان والأصوات ثم جاءت اللعبة.

تستطيع اللعبة التي يلعب بها الطفل أن تفتح له باب التعلم، وكل تجربة جديدة تساعده على إدارة مفتاح هذا الباب، فكم تعلمنا من خلال لعبنا؟، وما القدر الذي يستطيع طفلك أن يتعلمه؟ سوف تندهش.

هكذا بدأت الدكتورة ستيفان آورباخ، المعروفة باسم «دكتور توي» مقدمة كتابها المثير عن اللعب، وتأثيره على النمو والتعلم في حياة الطفل تحت عنوان «اللعب الذكي واللعب الذكية»، والذي ترجمته الدكتورة منى ذكري أستاذ علم اللغة في جامعة حلوان.

وترى الكاتبة أنه لا يمكن الفصل بين اللعب وحياة الطفل لأن اللعب يمثل العمل الأساسي في حياته، ومن خلال اللعب يمكن التعرف على تفكير واحتياجات الطفل، ومشكلاته ومراحل نموه.

لا توصي الدكتور توي بأية لعبة محددة لكنها تساعدك على تفهم الفئات الرئيسية للعب، ومعايير اختيار ما يلائم عمر طفلك، وما أكثر اللعب أمانًا ليلعب بها وتتضمن هذه الفئات «الألعاب، الألغاز، الدمي، لعب التنقل، لعب البناء».

بينما لا يركز الكتاب فقط على اللعب التقليدي لكنه يتحدث أن أي شيء يمكن عمله في وقت الفراغ من شأنه أن يدفع بعملية التعلم كالقراءة والموسيقى، والرحلات وزيارة المتاحف، ويبقى اللعب هو الوسيلة التي تتيح للأسرة بأكملها أن تستمتع بوقتها معًا.

ويتعلم جميع الأطفال عن طريق مشاركة الآخرين في اللعب، أو عمل شيء بأنفسهم وخاصة باستخدام أيديهم، من خلال تجريب الأشياء الموجودة في العالم من حولهم، ولكي تساعد طفلك يمكنك أن ترتب منزلك بشكل يوفر له أكبر قدر من التجارب والأنشطة المختلفة التي تناسب عمره.

وفي السنوات الأولى لعمر طفلك تأكد أن منزلك آمن للصغير لأن حب الاستطلاع، وتحركه سيعرضانه للخطر مثل الكهرباء، والأشياء القابلة للكسر لذا ضع غطاء على مصادر الكهرباء، ولا تترك شيئًا يسهل جذبه لأسفل أو أشياء مفككة وقد يفتح الزجاجات أو العلب، أو يتذوق الأشياء الموجودة فيها لذا ضعها في دولاب محكم الغلق بعيدًا عن تناوله لأنها تسبب خطرًا على صغيرك. كن متيقظا!

إن عالم «اللعب الذكي واللعب الذكية» هو مجمل عالم الطفل، ولكنه أيضًا يمكن أن يكون معظم عالم الوالدين فيستطيعون من خلاله أن يحصلوا على عالم أكثر إشراقًا وبهجة، وعندما يقوم الوالدان بدور «مرشد اللعب» فإن ذلك يمنحهما فرصة لطفولة ثانية قد تكون أكثر امتاعًا من طفولتهما الأولى.

إذا راقبت طفلك وهو يلعب فسوف تستكشف عملية التعلم التي يمر بها في مراحل تطوره المختلفة، وإذا كنت مندمجًا في تلك المراحل فيمكنك تجربة السحر الذي يشعر به طفلك.

ويطلق الكتاب مفاهيم جديدة مثل:

• لا تسكت طفلك الفضولي.
• لا تستخدم التلفاز باعتباره جليسًا للأطفال لأنه على الأغلب يحد من قدرات عقله لذا يكتفى بساعة يوميًا فقط للطفل.
• اللعبة الذكية ليست بالضرورة اللعبة باهظة الثمن.
• لا تقل أهمية اللعب بالنسبة للطفل عن أهمية اكتساب اللغة.
• اللعب يسهم إيجابيًا في التعلم الأكاديمي للطفل فيما بعد.
• من خلال اللعب يتعلم الطفل كيف يتفاعل مع الآخرين.
• هناك علاقة مباشرة بين لعبك في طفولتك وقدرتك على التخيل الإبداعي.
• الطفل الذي يلعب أكثر لديه إدراك وذكاء ومرونة أكثر.
• ليست كل الألعاب الإلكترونية سيئة لكن معظمها غالبًا ما يحد العقل بشدة ويرهق العين.

وتشير أبحاث المتخصصين في مجال تطور الطفل، إلى أن أول خمس سنوات من حياته لها أعظم الأثر لأن هذه السنوات المكبرة في تكوينه هي الفترة التي يكتسب فيها الأطفال المعرفة عن أنفسهم وبيئتهم ويطورون مهاراتهم الحركية الأساسية ويكتشفون الكثير من قدراتهم، ويكتسبون صورة لذاتهم والأمان الذي يبقى معهم طوال حياتهم.

ووجد الباحثون أيضًا أن الأطفال الذين لا يلهون ونادرًا ما يتم احتضانهم أن حجم المخ لديهم أقل مما هو طبيعي لأعمارهم بمقدار 20%-30%، كما وجد الباحثون أن اللعبة تحفز نقاط التشابك العصبي في كل خلية عصبية بنسبة 25% فأكثر.

وجد الباحثون أيضًا أن الصغار الذين يشعرون بالأمان والثقة يسعون للاستمتاع بما حولهم، وتكون استجابتهم سريعة بينما الصغار المحرومون من اللهو الرقيق فتظهر عليهم علامات الخوف والافتقار للثقة منذ لحظة ولادتهم.

بما أن اللعب له قوة، يجب أن تدرك حاجة طفلك للاستكشاف ومقابلة أطفال آخرين واللعب معهم ويجب ألا تتدخل في أنشطة صغيرك بل تقوم فقط بدور مرشد لعب لطفلك فتلاحظ وتعزز وتزيد من خبراته.

وتوصى الكاتبة الأبوين بأنه عندما ينتهي وقت اللعب يجب أن يعطى الطفل إنذارا مبكرًا بوقت كاف حتى يتمكن من الانتهاء من النشاط بشكل يرضيه، وإذا احترمنا وقت لعب أطفالنا فغالبًا ما نجدهم أكثر تعاونًا عندما يجب عليهم الانتقال إلى نشاط آخر مثلًا ليأكلوا أو يأخذوا قسطًا من النوم أو يذاكروا.

ويتعلم الطفل من اللعب مع أطفال آخرين من أعمار وقدرات مختلفة التفاعل الاجتماعي الكامل: الصبر التعاطف، الشفقة، الدعم والأمانة، فطريقة لعبه تؤثر على شعوره نحو ذاته.

ويتمكن الأطفال من خلال اللعب التفوق على أنفسهم والتعرف على مواطن قوتهم بالنسبة للآخرين، ويدركون القيم الاجتماعية مثل الأدوار والمسئوليات ويتواصلون بشكل أفضل ويستوعبون كيفية الحكم على الأشياء وتعكس طريقة لعب الطفل وهو صغير عن كيفية تعامله مع الآخرين في حياته فيما بعد.

وأحيانًا ينسى الكبار أهمية اللعب، فمن خلال اللعب يستطيع الأطفال أن يبلغونا بما يفكرون ويشعرون.

وفي حالة وجود مشاكل فسوف يكشفها لعبهم، والعلاج باللعب من الطرق الهامة لعلاج الأطفال الذين لديهم صعوبات بسبب صدمات أو مشكلات عاطفية أو غيرها، فإذا انصت وراقبت لعب طفلك فسوف تفهمه بشكل أفضل.

إن المهمة الأساسية لأي لعبة هي إسعاد طفل ما، وتتساوى اللعبة ذات التقنية العالية مع أخرى من طراز قديم فكلاهما يفتح أبواب مثيرة للتعرف على الجديد، ولذلك لابد قبل أن تقيم أو تفكر في لعبة لصغيرك حاول أن تعود بتفكيرك لأوقاتك مع اللعب، لأن هذا سيقوي من تعاطفك الذي تحتاجه مع طفلك.

هناك 3 فئات رئيسية للعلب الذكى للطفل
* لعبة تبقيه نشطًا
* لعبه تدفعه للابداع والتعبير عن ذاته
* لعبة تعلم

ويمكن للعبة واحدة أن تقدم الفوائد الثلاث كما ترضي الأولاد والبنات وتكون بسيطة في التكلفة.

هناك تقسيمات مختلفة للعب وفوائد عديدة نذكر منها :
* لعب البناء والتركيب: تساعد على بناء المهارة اليدوية ومهارات التركيب
* لعب المجالس: مثل لعبة الحظ ،الكوتشينة ،الشطرنج ،الطاولة ،السلم والثعبان تساعد الأطفال على التعاون والتعلم مع أصدقائهم.
* العرائس والدمي: تساعد على تطوير مهارات اللغة وتناسق العين مع اليد ، كما أن احتضان الدمي ينمي الجانب العاطفي لدى الأطفال
* اللعب الحركية: مثل الكرة والدراجة وأكياس الملاكمة وأحذية التزلج تحسن من نشاط الطفل البدني وتساعد على تطوير عضلاته.
* اللعب الإبداعية: مثل المكعبات ومنازل الدمي والمرايا والأدوات الموسيقية والعرائس وحيوانات الفراء تحفز خيال الطفل على جميع المستويات. وتشجعه على التعبير عن ذاته كما أنها أدوات هامة لمساعدة الطفل على التفاعل مع الآخرين مع مراعاتهم.
* الكتب: يقوى ذهن الطفل عندما تكون لديه كتب متنوعة مصورة توسع ذهنه وتزداد فائدتها إذا قرأها الوالدين للصغير وبصوت مرتفع.
* ألعاب الجذب والدفع: تدعم القوة البدنية للطفل عندما تكون لديه لعبة يمكنها جذبها ودفعها ليمشي ويقودها أمامه.
* ينمو الطفل إبداعيًا عندما يستخدم أصابعه أو يلون بألوان مائية.
* يستمتع الأطفال باللعب الهادم الذي يؤدي إلى تكسير أو خلط اشياء مثل الرمال أوالصلصال أو المكعبات . فالاطفال يحبون البناء والتفكير وتحريك الاشياء ولم لا ؟ فهي ممتعة !

قبل شراء اللعبة:
1. يجب عند اختيار لعبة ان تراعى الفئة العمرية للطفل فاللعبة المعقدة أكثر مما يجب تحبطه واللعبة السهلة أكثر من لازم تشعره بالملل.
2. قبل أن تشترى لعبة فكر هل اللعبة آمنة ( لاتكون بها حواف حادة أو اجزاء صغيرة يمكن فكها ، الاشياء الصغيرة ممنوعة للطفل دون الثالثة) ؟ هل اللعبة ممتعة ؟ هل تناسب عمر الطفل ؟ هل يمكن استخدامها أكثر من مرة ؟ هل ستزيد من ابداع الطفل؟ هل يمكن تنظيفها؟

بالنسبة لتخزين اللعب:
1. يراعى أن يكون من السهل وصول الطفل إليها
2. لا تترك لعبًا كثيرة مكدسة على الأرض
3. علم طفلك كيف يرتب لعبه ليتعلم المسئولية
4. استبدل اللعب بين حين واخر حتى لا يصاب الطفل بالملل وتجدد اهتمامه بلعبه القديمة

من النصائح الأخرى التي توجهها دكتور توي، أن الطفل يحتاج يوميًا لوقت للعب انضم له لفترات وجيزة بقدر المستطاع وعلى المدى الطويل سوف يصبح طفلك أكثر سعادة واشراقًا وستتحسن كثيرًا علاقتك به.

* لا تجبر صغيرك على السير قبل ان يكون مستعدًا أو أن تحمل رجليه وزنًا أكثر من اللازم قبل أن تكون عظامه قد قويت بشكل كاف لان هذا سيسبب مشاكل له فيما بعد.
* لا يجب معاملة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مختلف عن الآخرين ولكن لا بد من إضافة مزيد من الحب ومراعاة إعاقتهم.
* إذا كان طفلك يعاني من صعوبات لغوية عليك أن تتحدث معه وتشجعه على التكلم، والعب على مستوى طفلك ولا تجهده، وتوقف عندما يبدى عليه علامات إحباط أو تعب.
* إذا كان طفلك طريح الفراش فإن الأنشطة الهادئة قد تلهيه مثل الكتب والألوان والشمع وكتب التلوين ولعب البناء والتركيب البسيطة والعرائس.
* الأطفال الذين لديهم إعاقة سمعية تناسبهم الألعاب البصرية كالدومينو ويوصى بإشراكهم في الألعاب التي تطور اللغة كالغناء وبمساعدة متخصص.
* الأطفال الذين لديهم إعاقة بصرية تناسبهم لعبة الوثب والأرجوحة.