رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطولة إفريقيا.. وسلبية وزارة الشباب


مما لا شك فيه أن الرياضة، وتحديدًا كرة القدم، يمكنها أن تقف حائلًا أمام انخراط الشباب فى الأنشطة «غير النافعة»، ولا أدرى ما السبب وراء عدم استفادة وزارة الشباب من الطاقة التى تولدت لدى الشباب خلال بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم والتى جرت منافساتها فى شهر فبراير الماضى.. وتحويل هذه «الطاقة الإيجابية» إلى استراتيجية عمل تستهدف جذب شبابنا لقضاء أوقات فراغهم فى مراكز الشباب والأندية وممارسة أنشطة رياضية تعود بالنفع وتسهم فى الارتباط بين الشباب والدولة وعدم وقوعهم فريسة لأفكار متطرفة تبتعد عن صحيح ديننا الحنيف.



وأعترف بأننى لست شغوفًا بمتابعة مباريات كرة القدم، حيث انقطعت عن الاهتمام بالشأن الكروى اللهم متابعة بعض مباريات المنتخب الوطنى المصرى على فترات متباعدة.. ومن هذا المنطلق جلست مع العشرات الشهر الماضى لمشاهدة المباراة النهائية فى كأس الأمم الإفريقية بين مصر والكاميرون، وسألت صديقى الجالس بجوارى قبل دقائق من بداية المباراة سؤالاً: كيف كان رد فعل الحضور عند إحراز مصر هدفا فى المباريات السابقة؟ فأجاب وبلا تردد: نشعر بالسعادة ونهلل ونقفز من أماكننا فرحا. فرددت عليه: إذن سأكون أنا الوحيد الذى سيعبر عن فرحته فى صمت عند إحراز مصر هدفا فى مرمى الكاميرون؟!

وعندما أحرز «الننى» هدف التقدم لمصر على الكاميرون صفقت بشدة وقفزت من مقعدى فرحا... وحينها قال لى صديقى: أين الفرح فى صمت؟!.. فأجابت على الفور: إنها «فرحة لمصر»... وأجزم بأن تعبيرى عن فرحتى بأداء منتخب مصر فعله الملايين من أبناء هذا الوطن رغم عدم اهتمامهم بكرة القدم ولكنه «حب مصر».

ورغم عدم فوزنا بالمباراة الفاصلة وبطولة أمم إفريقيا فقد أظهرت هذه المباراة وغيرها من المباريات التى خاضها منتخبنا ضمن منافسات البطولة معدن المصريين الحقيقى والتفافهم حول رجال منتخبنا الوطنى باستثناء «قلة» حاولت الشماتة فى عدم فوز منتخبنا بالبطولة، ولكنهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم واتجاهاتهم «المريضة».. ولا أدرى كيف يطيقون أنفسهم بعد أن وصلوا إلى «درجة منحطة» من التنكر لوطنهم وتحولوا إلى عبيد لـ«الدولار» و«الليرة».

وعادت فى بطولة أمم إفريقيا ذراع هامة من أذرع القوى الناعمة لمصر ممثلة فى «بريق كرة القدم المصرية» التى فقدت توهجها لفترة تزيد على 5 أعوام... ولكن للأسف وإلى الآن لم تستطع «وزارة الشباب» اغتنام هذه الفرصة والبناء عليها.

ومن هذا المنطلق أدعو المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب، إلى الإسراع فى الاستفادة مما تحقق من «روح إيجابية» فى بطولة كأس إفريقيا، فهذه «الروح الإيجابية» يجب أن تقودنا إلى مزيد من الانتصارات، خاصة أن المرحلة الحالية لا تحتمل أى «انكسارات».