رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد واقعة "طفلة البامبرز".. "الدستور" ترصد "نشأة المتحرشون"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

استغاثات متتالية لأمهات وآباء لم ينل أبنائهم من طفولتهم حظًا وفيرًا، نتيجة تعرضهم للاعتداء الجنسي، كان آخرها اعتداء عامل (35 عاما) على "طفلة البامبرز".

12 حالة اغتصاب هي حصيلة عمليات الاعتداء التي تعرض لها أطفال من بداية عام 2017، وتم ذكرها في الصحف والإعلام، دون وحالات أخرى خشي بعض الأهالي ذكرها، لأسباب متعددة من بينها عدم معاقبة المذنبين بعقوبات رادعة.

ووفقا لآخر إحصائية صادرة عن المركز القومي للطفولة والأمومة، وصلت حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال إلى ما يقرب 1000 خلال 2016، وما زال العدد في ازدياد.

الدكتورة هبه العيسوي، الخبيرة النفسية، قالت إنه "يوجد احتمالية بنسب كبيرة أن الأطفال الذين تعرضوا للتحرش في الصغر، من الممكن أن يكونوا من المتحرشين في الكبر".

وأوضحت "العيسوي"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن "الطفل الذي يتعرض للتحرش والعنف الجنسي يتعرض لنوعين من التأثير، أولها الحاد، ويستغرق 6 أشهر بعد حدوث عملية العنف، حيث يتعرض الطفل لتهتة في الكلام، والتبول والبراز اللارادي، وصعوبة في الأكل وتغير في الشهية، واكتساب مزاج عنيف وعدواني شديد جدًا، وتأخر دراسي، إضافة لدخول الطفل مراحل الاكتئاب والوساوس القهرية.

وأردفت: أما الثاني فهو طويل المدى، ويستمر لسنوات، وهو كرب ما بعد الصدمة، حيث يبدأ الطفل باسترجاع عملية العنف الجنسي التي تعرض لها، بكل تفاصيلها، متضمنة رائحة المعتدى عليه، ولمساته ونظراته، والأوجاع التي لاحقته من هذه العملية، وإحساس الخوف الذي تملكه وقتها، وعدم إحساسه بالنجاة.

وأوضحت الخبيرة النفسية أن المرحلة التالية لمرحلة الصدمة هي "الإنكار"، فمن التقلبات المزاجية والصراخ والبكاء المفاجئ، إلى الهدوء التام، أما المرحلة الأخيرة، فهي المساومة حيث يسعى لفهم الوضع الذي تعرض له وسبل الحصول على حقه من هذا الوضع الذي تعرض له.

في السياق، قالت داليا صلاح، مدير المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الأطفال، إن "غياب القوانين الرادعة هي الأساس وراء تفشي ظاهرة العنف الجنسي تجاه الأطفال".

وأوضحت صلاح، لـ"الدستور" أن "المجتمع أصبح يسوده حالة من تدني المستوى الأخلاقي، ما يزيد من هذه الظاهرة على كافة الجهات، وأن القوانين الرادعة والحازمة هي السبيل الوحيد لمعالجتها والحد منها".

ورأى الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم الاجتماع، أن "ظاهرة العنف الجنسي ضد الأطفال لم تستحدث من العدم، فهي متواجدة منذ سنين بالقرى والمدن، ولم يتم الحد منها بأي إجراءات قانونية رادعة".

وأوضح "فرويز"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن "هذه السلوكيات الانحرافية ناجمة عن اضطرابات جنسية، وصاحب هذه الاضطرابات الجنسية، يلبي رغباته تجاه الأطفال، ممن لهم رغبة في الأطفال". مضيفًا: "الاعتداءات الجنسية تجاه الأطفال زادت بالأخص خلال العاميين الماضيين".

قال حاتم السيد (اسم مستعار) إنه حرر محضرا ضد أحد الجيران، بعد أن اكتشف من نجله البالغ من العمر 10 أعوام، أنه كان يستغله بشكل غير أخلاقي.

وشرح "السيد"، لـ"الدستور"، ملابسات الواقعة، قائلا إن "جارهم كان يطلب نجله لشراء بعض المستلزمات له، وعند رفض الطفل، بدأ والده بذمّه لعدم سماعه الكلام، وقتها أخبره طفله بالصدمة الكبرى". موضحا: "عندما كان يخرج ليلبي طلبات جاره يعتدي عليه جنسيا، ويهدده بالضرب إذا أخبر والده".

مضيفا: بالكشف على نجلي من الطب الشرعي تم اكتشاف حدوث شرخ في الشرج.

وأوضح والد الطفل أنه بعد محاكمات وإجراءات قضائية ضد جارهم، تم الحكم عليه بثلاث شهور فقط، ولم يقضيها في السجن، حيث هرب وانتهى الحكم. مختتما: حق ابني ضاع كده، ولا محاكم ولا قضايا نفعت.