رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الأوقاف" تنشر أئمتها لمواجهة المتطرفين في كرداسة

 الشيخ سلامة عبدالرازق،
الشيخ سلامة عبدالرازق،

أكد الشيخ سلامة عبدالرازق، وكيل وزارة الأوقاف في محافظة الجيزة، سعيه الدائم لوجود قوافل دعوية في الأماكن الملتهبة وينتشر فيها الأفكار المتطرفة مثل "كرداسة وناهيا"- التي تم تنظيم 3 قوافل دعوية خلال شهر واحد فقط- علاوة على ما يتم تنظيمه في منطقتي إمبابة والهرم.

وأشار إلى أنَّ الأوقاف تعتمد على تبليغ الدين الإسلامي الوسطي من خلال أئمة ملتزمين بعيدًا على التكاسل الذي لا مكان له في عملهم خاصة في المرحلة الحالية، من أجل ترسيخ العقيدة لدى الناس وأن يكون لديهم ثقة في الله والتمسك بالمبادئ وحب الوطن.

وأوضح "عبدالرازق" أنَّه يتم تنظيم دورات تثقيفية وتدريبية للأئمة في جميع المجالات على يد علماء من جامعة الأزهر لتعليمهم أفضل السبل للتعامل مع الجمهور من أجل مواجهة التطرف والإرهابيين، لاسيما المشاركة في حل مشاكل التار مثلما حدث في البدرشين، وتم إرسال مشايخ لإنهاء الأزمة، لافتًا إلى أنَّه يتم الاعتماد أيضًا على تنظيم دورات خاصة بحقوق الإنسان والمتابعة الدقيقة لتنفيذ تعليمات الوزارة في ذلك الأمر.

ولفت إلى أنَّه يتم معاقبة ووقف أي إمام يُخالف تعليمات الوزارة، كما حدث الأسبوع الماضي مع الشيخ محمد عبدالعظيم عبد المعبود وتحويله إلى التحقيق ووقفه عن العمل؛ وذلك لعدم التزامه بموضوع خطبة الجمعة والخروج إلى أمور سياسية، مشيرًا إلى وجود تعاون مستمر مع مؤسسات المجتمع المدني وأي جهة تحتاج إلى تواجد ومساعدة من الأئمة الوسطيين مثل مراكز الشباب والمناطق التي تعاني من المشكلات وتحتاج إلى حلول فكرية ودينية مناسبة، إضافة إلى الانتشار في المساجد الكبرى من خلال القوافل الدعوية.

وتابع سلامة عبدالرازق أنَّ المساجد لا تعاني من نقص في العمال والأئمة كما يردِّد البعض في الوقت الحالي، خاصة في ظل إعلان الوزارة عن مسابقة لاختيار عمال في العديد من المحافظات منذ عام ونصف العام، ويتم اختيارهم بدقة تامة؛ لضمان تناسبهم للعمل في المساجد وأنَّ لا أحد منهم يتعاطى المخدرات أو الكحوليات لاسيما السعي وراء تقنين أوضاعهم.

واستكمل: "يتم تعويض أي نقص في عدد الأئمة عن طريق الدفع بمجموعة من خطباء المكافأة للصعود على المنابر إضافة إلى وجود الواعظات وإعطاء الدروس للسيدات، ما يضمن عدم صعود غير المؤهلين للمنابر أو وجودهم في الدروس"، موضحًا أنَّ الأئمة لا يعانون من أي أزمة في رواتبهم حاليًا لما يتقاضونه من بدلات مقابل إلقائهم الدروس الذي يصل إلى 250 جنيهًا في الشهر وبدل تحسين يصل إلى ألف جنيه.

أحمد بان، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أكد أنَّ المتطرفين والسلفيين سيطروا على منطقة كرداسة، مستغلين طبيعتها التي تشبه كثيرًا طبيعة القرى أو الصعيد، التي تنتشر في محافظة الجيزة بمراكزها، علاوة على غياب الدولة وترك الفراغ لتملؤه المجموعات المتطرفة بأفكارها، ما كان له كبير الأثر أنْ تشهد تلك المناطق تمركز المجموعات السلفية والمتطرفة على مدار الـ3 عقود السابقة.

وأوضح "بان" لـ"الدستور" أنَّ الحل يكمن في أن تعود الدولة إلى أداء أدوارها كما يجب أن يكون.. علاوة على ضرورة أن تعود مؤسسات التنشئة الصحيحة وأن تكفل الدولة روح المواطنة وإتاحة الفرص المناسبة للجميع وأن تسير الحالة السياسية في مثل تلك المناطق بشكل مناسب للجميع.